الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن : السلطة وإنتاج الأزمات بتعبيرات مختلفة

رداد السلامي

2009 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عمليا تمهد السلطة لإنتاج أزمات بنيوية عميقة ، في مسعى إضافيا لتعقيد الوضع العام ، وإرباك المجتمع ، فالصراع الذي يحدث في عمقه ، تعبيرا واضحا عن ذلك ، قد يبدو ما يحدث الآن تلقائيا ، لكن التلقائية تلك مهد لها غياب العدالة ، فالذاكرة الوطنية ثأرية بامتياز ، ومشوبة بالكثير من عقد الصراع ، وما أن تكمن أو تنسى ، حتى تمهد لها السلطة ، بأساليب مختلفة ، ثمة تفسير متداول مفاده ، ان الرجل ما أن غادر محافظة مأرب ، حتى تحركت تلك الذاكرة من جديد ، لتحدث مواجهات قبلية واحترابات جديدة ، النبش في الذاكرة الثأرية عمل سهل ، فاليمني كالثور الاسباني غالبا ، ما أن تلوح له بمنديل أحمر حتى يهتاج بعنف ، بدلا أن تكون مدة سنتان كافية لترميم الخلل الحاصل ، وإصلاح الوضع ، تبدو نوايا السلطة جلية في الأحداث الراهنة ، الذي يحدث ليست بريئة منه ، هي أساس وجوده ، وإحدى محركاته الذكية ، برفق تضغط على زر الأزمة فيبدو الوضع في البلاد مأسفن بالفوضى والاحتراب ، مسؤوليتها المباشرة عن ما يحدث أيضا يتجلى في غياب الأمن والاستقرار الذي تعمل على تفلتهما عنوة ، وكذلك العدالة الغائبة ، وعدم البت في القضايا ، وأرشفتها في أدراج هيئاتها الأمنية والقضائية ، ككروت مؤجلة ، جاهزة للاستخدام ، هي تراهن على الفوضى تلك لتفويت فرص قدرة اللقاء المشترك على تشكيل وعي وطني جامع من خلال حواراتها .

العملية أشبه ما تكون بضربة استباقية لإجهاض هذا التشاور الوطني ، من خلال وجود افترا قات وأحقاد مجتمعية لا تبدي أي استعداد للوقوف إلى جانب أحزاب المشترك في مسعاها الوطني ، وتفويت فرص تكوين إجماع وطني عام بضرورة التغيير ، والإصلاح ، وتجنيب البلاد مستقبل غير آمن.

ليس لدى السلطة استعداد كما يبدو لتغليب المصلحة الوطنية العليا على مصالح نخبتها الحاكمة وشخوصها ومن يدور في أفلاكها ، وهذا يعطي تفسيرا أكيدا أن الرجل يريد أن يبدي قدراته ومهارته الماكرة في التفنن باللعب بالبلاد ، هو يريد أن يثبت انه مازال ذكيا حدا لا تطيقه المعارضة ، وأن الأدوات القديمة مازالت فاعلة ، وبإمكانه استخدامها متى شاء ، وفي أي وقت .

بالتأكيد لن تجدي تلك الأدوات ، وإن بدت للسلطة أنها فاعلة ، هي لن تؤتي مفعولها إلا بمزيد من تازيم الوضع ، وحين يتأزم الوضع دائما لا تشير أصابع المتصارعون إلا نحوها ، ودون أن تدرك وبغباء كبير أن ذلك ليس في صالحها ، فالأزمة لا تخدم مشروع التغيير ، ويخلق تفاقمها إجماعا وطنيا ، مفاده أن الأزمة تكمن في نظام لم يعد قادرا على التعامل مع مختلف الأزمات بإيجابية وكما يجب، وان الحل في رحيلها . أطياف الصراع وهي تتصارع تدرك ان من يؤجج أحقادها هي السلطة ، ولكنه مرغمة على ان تتصارع ، لأن تأخر القوى الوطنية المناضلة في احتواء الصراع يعد عاملا في جعل تلك الأطراف تركب أسنة السيوف، تأجيل للموت ليس إلا ، رضي به النظام عمليا لخلق أزمات جديدة ومزيدا من التعقيد المركب للأزمات ، ورضيت به المعارضة نظريا لإسقاط أعذاره ، فيما تواصل مشاورها التشاوري كضرورة وطنية لتلافي ماضي الأزمات وملحقتها كمخرجات لأداء نظام عاقر وفاشل لا يجيد إلا إنتاج الخلل ، وثقافة الموت بمختلف تعبيراته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج