الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شــــموخ كالنخـــل .. شــــموع كالنحـــل - الجزء الاول

خليل زينل

2004 / 3 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كشموخ النخل المعطاة ينتصب واقفاً في أرض السواد الأبية رغم تبدل الأزمان وتغير الازلام . .

كعطاء النهر المتدفق ماءً وحياةً ظل يصب في أرض الرافدين وما يجاورها فكراً وثقافةً وابداعاً رغم تصحر الافكار والاوطان . .

كشموع النحل ينشر إضاءاته الاولى ثلاثينيات القرن الآفل ، مصهراً شمع الحركات الاجتماعية التاريخية الباحثة عن قيم العدالة الاجتماعية والمساواة الانسانية ، مستلهما قيم الحركة البابكية شمالاً والحركة القرمطية جنوباً .. ثورة الزنج .. دعوة المعتزلة مروراً بإخوان الصفا وأسطورة كاوه الحداد ونداء البلاشفة . .
منذ ُ عاصم فليح ، الكرباس والرحال البغدادي وشعلة الفكر الاممي ترحل فيما بين بلاد العرب التركية في حركة متتالية مستمرة كحركة النحل تماماً ، لتأخذ البصرة دورها الريادي شأنها شأن كل موانيء العالم كملتقى لأناس من بلدان شتى يجري فيها تبادل الافكار بمحاذاة تبادل السلع والبضائع حيث التعدد والتنوع ، لينتزع فهد النضال مبادرة الكفاح وإعادة التاسيس ، ولتشارك النجف " بعاصفتها الحمراء " في موكب المهرجان . .

سكك حديد بغداد تذكرهم ويحزمهم فولاذ التنظيم .. عمال نفط كركوك تمجدهم اصراراً واضراباً .. مثقفو بغداد وطلابها تنشرهم أعلاماً واعلاماً عبر كفاح الشعب لتستقر في افئدة الجماهير طريقاً للشعب وعلى طريق شعب متعدد القوميات يصون حقوقه الاساسية فى الدفاع عن وحدة التراب الوطني ضمن فيدرالية تعدد الاعراق والاجناس ..

خبز العامل والفلاح يتعجن دماً ودمعاً في كفاح الجموع الطويلة الناشدة لغد الحرية والانتصار ..

وثبة الاصرار على جسر الاحرار كان عنوان احدى محطاته المضيئة لصالح الاستقلال الوطني مع محطات تأسيس رابطة المرأة ومؤتمر السباع للطلبة .

ورغم جرح المشانق البليغ لقادته الاماجد ( فهد ، حازم وصارم ) فقد زاده هذا الجرح اصراراً وانتشاراً في نسيجه الاجتماعي بعد اصرار الارهاب السعيدي ان يكون احدهم مسيحياً والآخر مسلماً مناصفة احدهم شيعي والآخر سني ، يضاف لهم رابعهم يهودا اليهودي ليمهدوا بدمائهم وارواحهم طريق الحرية عبر ثورة تموز الخالدة ، لتنتكس الثورة ثانية بتذبذباتها المتكررة لتصل الى المحطة المشؤومة بقدوم الفاشيين الجدد على دفعتين ..

سلام عادل من قصر النهاية كان يستلهم فجر البداية لسقوط اعتى الطغاة في التاريخ وان طال الزمن بعد احتباس طويل . . ولتثبت بغداد بأنها شمعة باقية بفضل الزنود السمرة ، ولتستقر في سجن التاريخ كومة من طغاة الشوارع الخلفية - تشيعهم ضربات نعال ابوتحسين ولعنات البشر والبيئة المدمرة - بدلاً من ابنائها الاباة ولتثبت بغداد مرة اخرى بأنها شمعة ذات سبعين وردة تتجدد دائماً و لا تنطفئ .. " بغداد شمعة ماهوا يطفيها " .

حزب الشهداء في عيده السبعين كالكتاب الذي يحمل بين دفتيه دروساً هامة يحتاجها الجيل الجديد من المناضلين كي تنير لهم طريق الكفاح الناجح من اجل عراق الغد الديمقراطي الآتي . فحزب فهد حزب يكبر ولا يشيخ منذ ُ اول شهدائه شاؤول الطويق الى آخرهما في تفجير مقره ببغداد الجديدة ابوفرات وابو جمال . .

انه عقود من التاريخ المجيد .. انه شموخ كالنخل .. عطاء كالنهر .. شموع كالنحل ، يقول الجواهري الكبير :

ســلام على مثقـل بالحديد ويشمخ كالقائـد الظافر
كأن القيود على معصميه مفاتيح مســــتقبل زاهر


خليل زينل - البحرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش