الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم يطبخ على مشاعل البترول

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يقول وينستون تشرشل الذي شغل منصب رئاسة الوزراء البريطانية ما بين 1940-1955م . في خطاب وجهه إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (إنني مضطر إن أصارحك القول بان سياسة الولايات المتحدة في مسائل بترول الشرق الأوسط تبدو لكثيرين من زملائي في مجلس الوزراء محاولة لأرث تركة رجل لا يزال على قيد الحياة) .
إن هذه الكلمات تؤكد بان الولايات المتحدة لم تدخر وسعا لمضايقة حتى اقرب حلفائها وربما أقواهم خلال الحرب العالمية الثانية لتحقيق أهدافها للسيطرة على مصادر الطاقة المحركة للعجلة المعاصرة في كل وأدق تفاصيلها . و ان السبب في هذا الاندفاع الأمريكي يعود لسببين مهمين أيقنت منهما الإدارة الأمريكية بما لا يقبل الشك أو التأويل إلا وهما :
• إن البترول سلعة حيوية لازمة وملزمة لاستمرار الحياة المعاصرة في السلم والحرب على حد سواء .
• أنها سلعة قابلة للنفاذ ونتيجة لأهميتها فأنها يجبان لا تترك لعوامل العرض والطلب في تحديد السعر والانسياب في الأسواق العالمية . وهذا ما أكده"جورج ولدن"عام 1945م بقوله(إن أدارة شئون البترول تختلف عن إدارة شئون أي سلعة أخرى فإدارة شئون البترول في 90%منها سياسية وفي 10%منها فقط بترول) .
ولذلك تجد إن الولايات المتحدة الأمريكية قد نهجت نهجا جادا وديناميكيا في سبيل إحكام قبضتها على مصادر البترول الرئيسية خصوصا تلك الموجودة في الشرق الأوسط حول الخليج العربي خصوصا وان طبيعة هذه المنطقة من ناحية التكامل ما بين السكان والمساحة و الثروة يعاني من خلل كبير وعدم توازن . مما دفع حكومات هذه المنطقة الحيوية للبحث عمن يمكنه إن يقوم بدور الحارس من العال الطامع في البترول ولذلك فان الولايات المتحدة لم تضيع الفرصة في إن تلعب دور مزدوج في هذا المجال أي أنها تسبب المشاكل وتظهر الخطر لتلك الدول فتدخلها في دوامة الرعب ومن ثم تأتي كمنقذ لها تعطي الحل ..! وعلى الرغم من إن الأنظمة الحاكمة في الكانتونات البترولية تعي هذه الحقيقة إلا أنها لا ترفضها فهي تتوافق إلى حد بعيد مع توجهاتها لحماية ذاتها من المحيط الإقليمي القريب أو من الراصد المتربص البعيد . كان ذلك بالنسبة للدول المنتجة للبترول إما الدول المستهلكة .
إما الدول المستهلكة خصوصا تلك التي تقع في غرب أوربا وقلبها الصناعي مثل ألمانيا او ذلك البعيد في أقاصي شرق أسيا إلا وهو اليابان وكذلك الصين التي بدأت تدخل مجال المنافسة الفعلية الكل يبحث عن البترول لكن بالمقاييس والمواصفات التي يريدها آو يرغب بها إلا إن الولايات المتحدة حددت مسبقا على ما يبدو مقاييسها البترولية الخاصة التي يمكنها السماح من خلالها للنفط إن يتدفق إلى المنافسين .
خصوصا وان الولايات المتحدة الامريكة استنزفت اغلب ثروتها البترولية القومية وتحولت إلى المستورد الرئيسي له في العالم بعد إن كانت مصدرة له .
ولا نريد إن توغل أكثر في مثل هذه الأمور والمعطيات وذلك إن الواقع في فيه معطيات أكثر. ولذلك فان الصراعات التي شهدها العالم منذ قبيل 1945م وحتى اليوم هي في مجملها إما إن تكون بترولية أو لها علاقة في البترول .
فمثلا الحرب الباردة الأبرز 1961-1989م والتي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي السابق هي في الحقيقة حرب أيدلوجية فكرية بترولية . و ايظا الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت زهاء ألثمان سنوات 1980-1988م هي حرب خاضها العراق بالنيابة عن دول الخليج البترولية بل أنها كانت ضرورة مرحلية وتاريخية كما عبر عنها الأستاذ"حسن علوي" كذلك إن اجتياح العراق للكويت 1990م وضمه بالقوة لم يكن الإنتاج حرب بترولية اقتصادية بين البلدين الشقيقين .
وهذا ما اكدتة وثائق ومراسلات بين الجهات الدولية المختلفة وبين طرفي النزاع كما إن موضوع الدرع الصاروخي الأوربي و التحالفات العسكرية الإقليمية أو الدولية كلها تدور في مجال واحد إلا وهوا ضمان تدفق البترول و التخفيف من حدة الابتزاز .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف