الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفض الهاشمي مقابلة رفسنجاني..الأسباب والنتائج

محمود الشمري

2009 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كما يعلم الجميع فان الديمقراطية الجديدة في العراق تكفل للمواطن العراقي تبني أي موقف سياسي أو اجتماعي تجاه أي قضية تتعلق به أو يؤمن بها وأن رفض السيد طارق الهاشمي مقابلة السيد رفسنجاني الذي حضر الى العراق بدعوة من السيد طالباني الرئيس المباشر للسيد الهاشمي لهو موقف يعبر عن حريته التي كفلها له الدستور في اختيار مواقفه السياسية وهو ايضا وجه مشرق من وجوه ديمقراطيتنا الناشئة .ولكن وبحكم كون السيد الهاشمي يشغل منصبا حكوميا رفيعا ولايمثل نفسه فان الهاشمي مطالب امام الشعب العراقي جميعا بشرح اسبابه التي ادعى ان مجملها يتعلق برفضه لتدخلات ايران بالعراق . هذا العذر غير مقنع تماما لأن السيد الهاشمي قد صرح للراديو الأمريكي عام 2008 بان العراق وايران ينبغي ان يجلسا سويا لحل المشاكل العالقة بينهما كما انه كان من المستقبلين الساخنين للرئيس الأيراني احمدي نجاد عند زيارته للعراق قبل أقل من عام . فما الذي حدث خلال السنه المنصرمة وماهي دوافع موقف السيد طارق الهاشمي , خاصة وانه يشغل موقع نائب رئيس الجمهورية ومواقفه ليست اعتباطية وانما مدروسة دراسة متأنية ودقيقة, ان الذي حصل هو مايلي :

1- تدني شعبية الحزب الأسلامي في بعض مناطق العراق وخاصة في المدن ذات الأكثرية السنية وحصول الحزب على مواقع خلفية في انتخابات مجالس المحافظات .

2- الهزات العنيفة التي تعرضت لها جبهة التوافق التي يقودها السيد الهاشمي والخطر الذي مازال قائما بانفراط عقدها والذي بدا واضحا من عجزها اختيار رئيس لمجلس النواب من بين صفوفها والذي يؤشر حجم الخلاف العميق بين مكوناتها.

3- فضيحة محمد الدايني الأخيرة وهروبه الدراماتيكي الذي سبب صدعا اخر وساعد بارتفاع ألأصوات التي تطالب برفع الحصانة عن عدنان الدليمي أحد أقطاب جبهة التوافق لمحاكمته في ضوء اتهامات بدعم الأرهاب وجهت اليه بعد اعتقال ولديه

4- صمود الأئتلاف الشيعي وعدم تفككه بعد أن كان الهاشمي يراهن على تفككه وتلاشيه, وانما التصدع طال الجبهة السنية وساهم في اختلال التوازن لصالح الجبهة الشيعية.

5- ظهور الصحوات كقوة سياسية مرشحة لأزاحة الهاشمي وحزبه عن قيادة الشارع السني .

لهذا كله فعلى الهاشمي اتخاذ موقف سياسي متميز وواضح و صاعق تجاه قضية معينة يكسب منها الكثير ويعيد توازنه وتوازن حزبة وكتلته ,فكان موقف رفض الأجتماع برفسنجاني الذي سيكسب منه مايلي:

1- سحب الأضواء المسلطة على فضيحة الدايني وتسليطها على موضوع اخر بعيد كل البعد مما سيسبب أهتمام وسائل الأعلام بموضوع اخر ويعطي للهاشمي وجبهة التوافق وقتا لأمتصاص صدمة الدايني والتأقلم معها .

2-تسليط الأضواء على الحزب الأسلامي ورئيسه الهاشمي من بعد أن غادرته النجومية وخفت بريقه بعد الأنتخابات الأخيرة و كسب ود الشارع السني المتحامل على ايران , والقفز الى موقع الصدارة من جديد.

3-الأيحاء للعالم عامة ولأمريكا خاصة بأن ايران مازالت تتدخل في شؤون العراق بعد أن أصدرت جهات أمريكية عدة تصريحات بأن ايران قد قللت كثيرا من دعمها للمليشيات المسلحة وتدخلها في شؤون العراق.

4-كسب ود المعارضة العراقية في الداخل والخارج بعد أن أخذت تكيل تهم العمالة لطارق الهاشمي و تهاجمه بعنف وتحاول ايجاد بديل عنه.

5-ارسال رسالة تطمين الى السعودية ومصر وبعض الدول العربية القلقة من تنامي قوة ايران سياسيا وعسكريا وخوفها من التاثير بالسياسة العراقية وبالتالي استمرار دعمها له ولحزبه .

ماذا كانت النتائج؟

لقداستطاع طارق الهاشمي تحقيق بعض أهدافه من حركته هذه واثبت أنه رجل سياسة محنك يستطيع أن يستفيد ويكسب لحسابه وحساب حزبه ولو على حساب الوطن لأنه ان قبل الأجتماع برفسنجاني ووضع أمامه الأدلة المادية المتخيلة و التي يدعي انه يمتلكها عن التدخل الأيراني السافر والمؤثر بالعراق فأن النتائج ستكون لمصلحة العراق ولكنه سيخسر الشارع السني والمعارضة والدعم العربي, ولكنه فضّل الحصول على هذه المكتسبات والتضحية بمصلحة البلد الاّ اذا كان يؤمن بقرارة نفسه كما يؤمن الكثيرين ان التدخل الأيراني المؤثر بشؤون العراق هو اسطورة كاذبة ابتدأها مشعان ودعمها البعثيون واستحسنها الأمريكان وأن دور ايران في العراق لايزيد على دور أي بلد جار أو صديق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهاشمي
مجاهد عبد الله ( 2009 / 3 / 6 - 21:34 )
لايتحرك الهاشمي بدون حساب الكسب والخسارة وقد حسبها جيدا وعلم ان الرفض بصالحه


2 - ما هكذا تورد الابل يا سيدي
ابو طارق البغدادي ( 2009 / 3 / 7 - 12:52 )
تحية وبعد ... قرات المقالة ، والذي يفيدني والقراء الاكارم هو الزبدة او الاستنتاج... واسمحوا لي ان ابدي رايي وهو ان الشارع العراقي وبكل اطيافه لم تعد تنطلي عليه هذه المزايدات وبالاخص الاحزاب التي تتخذ من الدين سترا لها ... والتدخل الايراني واضح للقاصي والداني ...قبل سنتين عندما سافر مام جلال الى ايران وفي اثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده قال لدينا من الوثائق والمستمسكات (( جِنَط)) جمع حقيبة..التي تؤكد هذا التدخل. لكن الحكومة ضعيفة ولا تستطيع او تشد اذن المحافظات او الاقاليم. فكيف بايران التي لها اطماع توسعية ...فها هي ولاول مرة في تاريخها تطالب بمناطق نفطية لضمها اجزيرة ام الرصاص وغيرها ما هو الا دليل اضافة الى مناطق كردية .ولا ننسا جزر الامارات الثلاثة اضافة الى تخويفها للبحرين بين فترة واخرى . بالله عليك قل لي كم تستفيد هذة الجارة اقتصاديا من العراق الذي ما انفك سوقا مستديما لها لكنها لاتكتفي بذلك بل الجمل وما حمل...((لا واللطيفة الحكيم ما ادري الحليم صرح عندما كان رئيسا لمجلس الحكم بان العراق هو الذي بدا الحرب على ايران وان عليه ان يدفع لها تعويض ,لايحضرني الرقم..بدل ان يستثمر علاقته وقرابته بيران التي تربى في احضانها لاسقاط الديون )))


3 - التدخل الايراني
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 7 - 15:05 )
لا يهمني ان خسر او كسب الهاشمي ولكن الذي يهمني دعم ايران لميليشيات القتل والموت التي تدرب بعضها في ايران وتدرب الاخر في جنوب لبنان بدعم ايراني وهذا تعرفه كل القيادات العراقيه سنيه او شيعيه وقد صرح السيد رفسنجاني بزيارته الاخيره الى الوطن انه يدين المتشددين الشيعه والسنه لننتظر لعل وعسى

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط