الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها السادة الصحافة والاعلام في خطر

فراس الغضبان الحمداني

2009 / 3 / 7
الصحافة والاعلام


الصحافة يسمونها في الغرب صاحبة الجلالة ويحلو للبعض ان يسميها السلطة الرابعة وهنالك من يصفها سلطة الضمير وصوت الشعب على الطغيان في كل اشكاله وعندنا في العراق قد أسرفنا في احلام حريتنا وأعتقدنا اننا أنعتقنا من الكابوس ووضعنا التاج على رأس الصحافة .. لكننا بعد خمس سنوات اصبحنا نرى صاحبة الجلالة ونقصد كل وسائل الاعلام بانها تمشي عارية وسط الشارع وقد سقط عنها التاج وخلعوا عنها ملابسها وظهرت عوراتها وندرت محاسنها .
نقول ذلك ونحن نطالع تقارير نقابة الصحفيين العراقيين وتقارير المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين ومنظمات أخرى معنية بالحريات وهي تصف كل يوم بانتهاكات غريبة يتعرض لها الصحفيون تضاف لعمليات قتلهم واختطافهم ولكن هذه المرة تزايدت عمليات الاعتداء بالضرب والركل بالاقدام واللكمات للصحفي لأنه حاول إن يوثق انفجارا او اقتتالا او حفلا فنيا وثقافيا حضره البعض من المسؤلين المدججين برجال الحمايات الذين لايجيدون الا ضرب الناس واهانتهم لتاكيد هيبة المسؤول واحتقاره لكل شيء وفي مقدمة ذلك حرية الصحافة حتى وصل الامر ان يقوم جنرال عراقي برتبة لواء وبمثل هذه الرتبة في العالم يقودون دولا ويخوضون حروبا ويعدون من الشخصيات الرفيعة لكن هذا اللواء وهو من موديل ( 2009 ) نافس رجال حمايته في ممارسة هواية الضرب وانقض على احد الصحفيين وحاول خنقه ومن يدري ربما ان الرجل قد حن لحرفته القديمة .. وهذا الانقضاض لم يكن الاول والاخير فشهد العراق كل يوم استنفارا لكل رجال الحمايات والمليشيات الذين يحيطون زعمائهم ويزينون مواكبهم واصبحت هوايتهم الوحيدة هو الاعتداء على الصحفيين والاعلاميين ربما انهم ينفسون عن عقدة نقص بعد ان شعروا بان الصحفي قد اوشك ان يصبح حرا وهم يريدون ترويضه واعادته الى حضيرة قطعان الحاشية التي تسبح بحمد ومنجزات القادة والمسؤلين وزعماء المافيات والمليشيات من الافندية او المعممين .
نعم بعد خمس سنوات من سقوط النظام نشعر ان قنبلة الدكتاتورية والصدامية والحزب الواحد قد انفجرت وتشظت الى احزاب ودكتاتوريات بتسميات جديدة ومتعددة وهي جميعا تحاول ان تعيد مجد الاعلام الذي يطبل ويزمر بالانجازات ويغلق حواسه عن كل ما يحدث من فساد وانتهاكات حتى ان البعض في مجالس المحافظات ( المنتهية ولايتهم ) سولت لهم انفسهم ان يمارسوا دكتاتوريتهم ويطلبون من بعض المؤسسات الاعلامية استبعاد مراسليها واعتماد آخرين اكثر استجابة لرغبات المجالس والمسؤلين واكثر قدرة على اعداد التقارير التي تتحدث عن المنجزات الوهمية وعن اختفاء اللصوص وانتشار العدل والامان في هذا الزمان ، ولعل هذا الشرخ الكبير في تاج صاحبة الجلالة ، لكن الذي اسقط هذا التاج الى الارض وجعله يتدحرج الى الأرض هو تنصيب او تسلق البعض من الذين يعتقدون انهم اعلاميين وصحفيين مهنيين إلى مواقع ومناصب يتحدثون من خلالها عن الدفاع المستميت عن حرية وحقوق الصحفيين وهم يعلمون ونحن نعلم كيف وصلوا الى هذه المواقع ومن ويساندهم ويدعمهم ، وماذا سجل الصحفيون المقربون في ذاكرتهم عن سيرتهم السوداء يهتز امام بعض تفاصيلها ضمير الشرفاء وجعل صاحبة الجلالة ترمي بتاجها الى الارض وتخلع ملابسها استنكارا الى ما وصلت اليه من مرحلة ذل ومهانة بسبب الطارئين والمرتزقة الذين يعرفون كل شيء من فنون التسلق والنفاق وجمع اموال السحت الحرام والتسكع على ابواب الاخرين والتذلل وتقديم ( الخدمات ) لبعض المسؤلين امثالهم فالطيور على اشكالها تقع .. نعم انهم يعرفون كل فنون الرذيلة لكنهم لايعرفون شرف الكلمة وقدسية الصحافة .. ولكن ستكون لنقابة الصحفيين و للصحفيين الشرفاء والاعلاميين النبلاء صولة تعيد للصحافة هيبتها وتاجها وتعيد هؤلاء الى المواخير التي خرجوا منها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصحافه بخير
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 7 - 15:31 )
اعتقد ان هناك حريه للصحافه في كل العالم مثل ما موجود هنا في العراق اما بعض الحوادث التي يتعرض لها بعض الصحفيين فهي نتيجة عملهم الذي يطلق عليه مهنة المتاعب اما الطارئين على العمل الصحفي فعلى الصحفيين انفسهم كشف ذلك للملء والتحلي بالشجاعه

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية