الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البريطانيون: لا حللتم أهلا ولا وطأتم سهلا

رياض الأسدي

2009 / 3 / 7
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


أكد المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة "بيل يونغ" ان الإجراءات الادارية لسحب قواته ستبدأ في أيار (مايو) على ان تستكمل انسحابها بنهاية تموز (يوليو) المقبل، فيما رحبت السلطات المحلية في البصرة بالجداول البريطانية للانسحاب. اخيرا وضع جدول زمني لأنسحاب القوات البريطانية التي كونت دائما غصة قوية في أفواه المدنيين العراقيين وهم يشاهدون دباباتها الرعناء وهي تحطم الأرصفة. أما عندما طالت طلقة قناص ليلي صبيا في الثانية عشرة من عمره في منطقة المشراق في البصرة لأنه رغب في حب الاستطلاع فقط فقد كانت كارثة إنسانية حلت بتلك العائلة المسكينة. صحيح إن البريطانيين جاؤا واعتذروالعائلة الطفل لكن الاعتذار بالطبع لا يكفي فثمة حوادث كثيرة مرت بهذا النوع دون ان تولي القوات البريطانية أهتماما يذكر.
لأول مرة شوهد فيها البريطانيون عن كثب في مدينة البصرة، كان ذلك بعد وقف إطلاق النار وإعلان الرئيس بوش بان المهمة قد انتهت في العراق – مع أنها لم تنته إلى يومنا هذا ولا زال امام العراقيين أشواط كثيرة للوصول إلى انتهاء مهمتهم في طرد القوات المحتلة من بلادهم- في ذلك اليوم وقفت القوات البريطانية متفرجة على جموع السراق المدججين بالعربات اليدوية وعربات الاحصنة والبكبات وهي تشير لهم بالهجوم (attack علي بابا!) كي ينهبوا اموال الشعب العراقي في شركتي الحديد والخشب الحكوميتين. وقد حدث ذلك في مرافق حكومية كثيرة بعد ذلك. كان البريطانيون من القوات المحتلة يرون في عموم الشعب العراقي مجرد(علي بابا): هكذا هي نظرة القوات البريطانية في البصرة للعراقيين عموما.
وكان عريف بريطاني (سيرجنت) قد أخبر احد الصحفيين قائلا: " المشكلة أنني أخبرت أمي (في بريطانيا) أني أعمل طباخا (في معسكر الجيش بالبصرة) وأنني لم أغادر المعسكر قط. وبالتالي، فإن أمي عندما تشاهد اللقطات التي صورتموها في اشتعال دبابة وخروج جندي ملتهب منها؛ فإنها ستعرف أن ما قلته لها ليس صحيحا". لجأ أفراد الجيش البريطاني إلى استخدام روايات مماثلة لطمأنة عائلاتهم وتبرير وجودهم في العراق. لقد كانوا يخبرون عائلاتهم في بريطانيا بأن أفراد قوات الأمن المحلية طيبون وأنهم أصدقاؤنا وأنهم سيستلمون منا المهام الأمنية قريبا ومن ثم سنغادر العراق بالطبع يقول ذلك – ربما بتوجيه من قيادة الجيش- لأجل إشاعة جو من الطمانية لدى عائلات الجنود البريطانيين. وخلال السنوات الخمس الماضية كونت القوات البريطانية مصدر قلق أمني لدى العراقيين كما هي معظم القوات الأخر من اميركية وغيرها، حيث كانت – ولا تزال - مصدر إزعاج للمدنيين في البصرة وبقية المحافظات العراقية.
وكذلك في معسكر (أبو ناجي في العمارة: بالطبع أبو ناجي هو الأسم التقليدي الذي صاحب الإنكليز طوال احتلالهم الأسود لعراق من 1914- 1958 الذي اخلي قبل مايقرب من عامين حيث هجم سكان منطقة (الرسالة) المحاذية للمعسكر وعاثو به سلبا ونهبا من مواسير المياه إلى الطابوق الذي بني به. وهؤلاء السكان المحليون ليسوا بلصوص كما يحلو للبعض وصمهم بذلك لكنهم بالطبع لا يريدون لأي ذكرى سيئة على الأرض تذكرهم بالإحتلال البريطاني البغيض للبصرة او للعمارة.
اخيرا عاد قسم من القوات البريطانية إلى قواعدهم في أسكتلندا، واخلي مطار البصرة من تلك القوات – بالطبع كان هذا المطار يقصف لأن هؤلاء الجنود يقبعون فيه- وعاد الفصيل (51) إلى اسكتلندا بريشهم الملونة المضحكة التي كانت مثار تندر العراقيين وخاصة أهالي البصرة الذين كانوا يرون في تلك القوات جبانة وهزيلة ولا فائدة منها.
فقد أسهمت تلك القوات اللامسؤولة باستئساد الميلشيات المتعصبة ضد المدنيين العراقيين وهي لم تعمل مطلقا على كبح جماحهم الجنوني طوال السنوات الخمس الماضية وخاصة في عامي 2006 و2007 أعوام الذروة في العنف في العراق. وقد ذهب ضحية ذلك الآلاف من العراقيين دون ان تحرك تلك القوات (ساكنا) اللهم إلا بالدفاع عن امن أفرادها، على الرغم من ان مهامها واضحة في معاهدة جنيف الرابعة والمتعلقة بحماية المدنيين أثناء الأحتلال. وربما يعود ذلك إلى الإستراتيجية البريطانية – المتوارثة عن تجربتهم في الهند- والمتعلقة بعد التدخل في الشؤون الداخلية للسكان المحليين. فلم يسجل البريطانيون أثناء احتلالهم أية بارقة امل للعراقيين وربما يكون برحيلهم ثمة ما يدعو إلى عهد اخر أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا دأب البريطانيين
المعلم الثاني ( 2009 / 3 / 6 - 21:42 )
البريطانيون هكذا...أنذال لا يكترثون سوى بمصالحهم و لا صديق لهم


2 - جاحدون
Masry ( 2009 / 3 / 7 - 16:25 )
الحقيقه ياساده أنكم جاحدون فالبريطانيون والأمريكيون أخطأوا فعلا عندما حرروكم من نير طاغيه كنتم له خانوعون صاغرون نعم الحق مؤلم اليث كذلك؟


3 - البريطانيون ايام زمان
سعد السعيدي ( 2009 / 3 / 7 - 19:49 )
واضح ان الجش البريطاني كان يستغل تركيز الاعلام على بغداد وبعض مناطق العراق الاخرى ليسيء الادب بعدما امن العقاب. سيأتي يوم تفتح فيه كل هذه الملفات حول الوجود البريطاني السيء الصيت وكذلك الاهداف الاستعمارية التي حركتهم للمشاركة في هذه الحملة الفاشلة وكذلك لمعرفة ماذا كانت المصلحة البريطانية من عدم التحرك لتأمين الامن في المدينة.

وعلى ذكر الخرابيط البريطانية في العراق فقد كانوا في عام 1941 المسؤولين الرئيسيين لقيام الفرهود بحق اليهود في بغداد عقب هروب حكومة الدفاع الوطني اثر اندحار الجيش في معركة الحبانية. حيث بغياب الشرطة وقف البريطانيون على الضفة الغربية من دجلة تاركين بيوت اليهود ومحلاتهم على الجهة المقابلة عرضة للفرهود لايام متواصلة تحت رحمة الرعاع حواسم تلك الفترة حتى تدخلت قوى الامن ايامها لتضع حدآ للمهزلة هذه. ويتذكر اهل البصرة نفس احداث الفرهود التي كادت ان تجري عندهم لولا ان اخبار بغداد كانت قد وصلتهم ايامها وبذلك احتاطوا للامر عندما حاول البريطانيون ترتيب نفس اللعبة.
وطبعآ كان الغرض واضح ايامها الا وهو تسهيل هجرة اليهود الى فلسطين.

مع التحيات

اخر الافلام

.. حالة من الذهول والصدمة في بيروت • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بين نعيم قاسم وهاشم صفي الدين.. إليكم من قد يخلف حسن نصرالله




.. عاجل | إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل وصفارات الإنذار ت


.. عاجل | مراسلنا نقلا عن مصادر إسرائيلية: غارة على الضاحية است




.. غالانت يصف عملية اغتيال نصر الله بإحدى أهم عمليات الاغتيال ف