الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتدأ عصر الشعوب

حسين علي الحمداني

2009 / 3 / 7
حقوق الانسان



بصدور مذكرة الاعتقال بحق البشير يكون الشعب العربي قد دخل عصره بالخطوة الثانية بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق وبدأت القوى المعارضة العربية تحصد ثمارات نضالها ضد الانظمة الشمولية في الوطن العربي والتي لم تكتف بالسيطرة المطلقة على الحكم بل تمادت في سيطرتها الغاشمة لدرجة انها قامت بحفر قبور لتدفن شعبها او جزء من شعبها وتشريد الجزء الآخر الى ارض الله الواسعة, هذا من جهة ومن جهة ثانية راحت تغدق بالعطايا لمواليها واصارها على أنهم يمثلون صفوت المجتمع من نظرة النظام العربي القائم على الفردية المطلقة. أن النظام العربي السياسي يضع نفسه دائما في مأزق مع المجتمع الدولي ويصور للشعب ان هذا المأزق ((انتصارا تأريخيا)) ولنا أمثلة كثيرة في التاريخ الحديث توحي للمتابع أن ثمة اشكالية مفاهيم تجتاح النظام العربي من محيطه الى خليجه , وابتدأت هذه الاشكالية بالاجتياح الصدامي للكويت وتصوير هذا الاجتياح بانه يمثل انتصار تأريخي للعرب وحتى حين يطرح الحكام العرب مبادراتهم فانهم يضعون انفسهم وحكام اسرائيل في خانة واحدة فصدام حسين وبعد غزوه للكويت طرح مبادرة تتمثل في احدى نقاطها بانه مستعد للأنسحاب من الكويت اذا ما انسحبت اسرائيل من فلسطين وهذا يعني في القاموس السياسي (( إن كلا الطرفين معتدين)) وبالتالي فان الحاكم العربي يقارن نفسه بالاسرائيلي في عدوانيته , اليوم نسمع ونقر أ من الاعلام العربي يتهم المحمة الدولية بانها يجب ان تلاحق الاسرائيلين وكأنهم يقولون نفس المقوله(( كلنا مجرمون)) . البشير مجرم وغيره من الحكام العرب يحملون نفس الصفة والدليل ان الجامعة العربية نددت بالمذكرة والانظمة العربية نددت ايضا وكأنها تقول وماذا يعني ان يموت الملايين؟؟ أنه استهزاء بالمواطن العربي وبقيم السماء فالانسان له قيمة الا عند الحكام العرب لا قيمة له.
النظام العربي يلفظ انفاسه الاخيرة بعد ان بدأ عصر الشعوب ويبدو واضحا جدا ان المعارضين العرب قد استدلوا على الطريق الصحيح لإزالة اصنامهم الجاثمة في عواصم العرب وهذا الطريق يمر تارة عبر الكونغرس والبنتاغون وتارة اخرى عبر الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الانسان ولم يعد هنالك من يحمي الانظمة المجرمة الفاسدة التي عاثت بمقدراتنا سنوات طويلة.
ربما تشكل مذكرة اعتقال البشير صدمة للنظام السياسي العربي وقد نجد في الجانب الآخر ثمة محكمة اخرى تنظر في قضية اغتيال الشهيد الحريري قد تجر هذا الحاكم او ذاك من حكامنا الذين لازالوا يصرون ان اصدار مذكرة بحق البشير انتهاك لسيادة السودان وأمنه واستقراره بينما تشريد اكثر من مليون سوداني لا يمثل انتهاكا , نصيحتي للحكام العرب ان يعيدوا حساباتهم فالغرب الآن يستميل الشعوب العربية نحوه وقرر الاستغناء عن قطع الشطرنج التي نصبها ذات يوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التهميش في السودان قضية مطروحة للنقاش المحلي وليس للاستزاق ا
Yasin Idris ( 2009 / 3 / 7 - 09:26 )
كلام مفيد ومكتوب بعناية فائقة وكاتبه مناضل جسورمن العراق الشقيق ولكن الأخ الكاتب يحتاج الي قراءة متأنية لملف قضية دارفور وقضايا السودان الأخري فقضيتنا الأساسيةفي السودان هي قضية التهميش والأقصاء السياسي وكل الأطراف السودانية مهمشة وهناك اتفاقيات لمعالجة قضايا التهميش داخليا وبلا تدخل دولي وتحت سقف البرلمان السوداني وكل الأطراف السودانية متفقة علي ذلك بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الدرع الواقي لقوي اليسار والديمقراطية في السودان وهدفنا القومي هوتحرير السودان من التبعية والهيمنة الغربية وحمل رسالة التنوير الحقييقي للشعب السوداني في تنافس شريف علي السلطة ديمقراطيا وتقاسم عادل للثروة بين الأطراف والمركز في إطار السودان الموحد أماقضية التنافس العالمي لاعادة الامن والسلام في ربوع دارفور وتقديم البشير الي محكمة العدل الدولية فماهي الا دموع تماسيح يريدالغرب من وراءها العودة كمستعمر جديدللقارة الافريقية عبروكلائه المعتمدين في إفريقبا وهو مانسميهم نحن الأفاقة بوكلاء اللصوص
والبشير قائد سوداني أصاب وأخطأ وإن كانت هناك جرائم إرتكبها البشير وطاقمه الأداري من أبناء السودان سوف يحاكمون في داخل السودان وسوف لن يسمح الشعب السوداني بتقديم أبنائه الي محكمة العدل ل

اخر الافلام

.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك


.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت




.. بتهمة ا?نه يحيى السنوار.. محرر فلسطيني يروي تعذيب الاحتلال ل


.. ما هو الوضع الإنساني في مناطق الاشتباكات بالسودان؟




.. الرئاسة التركية: نجري متابعة للأجواء السلبية ضد اللاجئين الس