الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحتلال فوق القانون

فاطمه قاسم

2009 / 3 / 7
القضية الفلسطينية


السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية ،طرح في الكلمة التي القاها امام مؤتمر المانحين في مؤتمر شرم الشيخ لاعادة اعمار غزة ،حقائق مؤلمة واسئلة اكثر ايلاما ،وقد تعمدت ان أؤخر الكتابةفي هذا الموضوع حتى لا يبدو وكأنه ردة فعل عاطفية كوني فلسطينية ،واريد في هذا المقال التركيز على واحدة من من تلك الحقائق المؤلمة التي ذكرت ،وهي المسالة المتعلقة بالاحتلال الاسرائيلي الذي يتصرف ضد الشعب الفلسطيني ،وضد حقوقه ،وضد حياته،كما لو ان هذا الاحتلال فوق المعايير الدولية ،وفوق القانون ،وفوق المعايير الانسانية ،
حيث تساءل السيد عمرو موسى :
بانه "كيف يتم قصف وقتل وتدمير حياة شعب تحت الاحتلال ،افلا يكفي انه محتل ،بل يتم قصفه وقتله وهنا اضيف" بعشرات الالاف الاطنان من المتفجرات على مساحة غزة المكتظة بالمدنين " وهو تحت الاحتلال ؟اما السؤال الاخر الذي طرحه السيد عمرو موسى حول هذه المسالة نفسها فهو :
كيف يغض العالم النظر عما تفعله اسرائيل بالشعب الفلسطيني وهو تحت الاحتلال ،وكأنه يشجعها على الاستمرار فيما تفعل ؟
مؤتمر المانحين في شرم الشيخ الذي حضره سبع وثمانين دولة ،ومنظمة دولية واقليمية ،وصندوق تمويل ،يعتبر حدثا مهما جدا ،تشكر عليه الشقيقة مصر ،لانه جاء نتيجة جهود مباشرة لجهدها ،ولانه جزء لصيق من مبادرتها والتي هي المبادرة الوحيدة التي طرحت امام وفي وجه الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة ، ولان هذا المؤتمر ،كما المبادرة المصرية كلها ،قام على فكرة محقة فعلا ،وهي :انه لا معنى لترميم المباني بدون ترميم السلام ،والسلام الان يقوم على قاعدة ثابتة وهي اقامة دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني ،تكون قادرة على الحياة والاستمرار ،وتعيش بامن وسلام الى جانب دولة اسرائيل .
كما ان مؤتمر الشيخ للمانحين ،والذي حضره هذا العدد الكبير من الدول ،وخاصة الدول الكبرى ،فهو يعبر اذن عن ارادة دولية بان الوضع الراهن غير مقبول ،ومصدر خطر حقيقي على المنطقة والعالم .
غير ان المؤتمر طرح اشكاليات بصوت مرتفع وبطريقة واضحة ،عن فلسطين ،وعن مصير الشعب الفلسطيني ،وهل سيظل هذا الشعب سجينا داخل دائرة الشيطان كما اسماها عمرو موسى ،وهل تبرير اعادة بناء ثم تدمير ه وهكذا دون ما نهاية ،
ام ان هناك خيار اخر؟ وهل اسرائيل تدخل في هذا الخيار ام انها خارجه ،وانها ستقف ضده ،وستعاود رشقه بالرصاص والقنابل الحارقة ؟
وهل اسرائيل فعلا قادرة على تحدي ارادة العالم ،ان كان هذا العالم صادقا في خياراته نحو السلام الذي يؤدي الى ميلاد الدولة الفلسطينية المستقلة ؟
ربما تكون هذه الاسئلة وما شابهها ،هي المعادل الموضوعي الوحيد لذي خرج به الشعب الفلسطيسني بعد الحرب الاخيرة على غزة ،
التي قدم فيها الشعب الفلسطيني ضحايا كثيرة ،وخسائر فادحة وان هذه الاسئلة لابد لها من اجابات ،ربما لاتكون سهلة ،ولكنها ضرورية ومهمة ،فهي تمس امن وضمير وسلام العالم ،بل ان هذه الاسئلة ان ظلت بلا اجوبة ،سوف تؤدي الى اعادة طرح الرؤيا حول دولة اسرائيل نفسها ،وهل هي كيان قادر على ان يكون طبيعيا ام انها كيان لا يصدر عنه سوى القلق ،والموت والدمار ؟
في المجتمع المدني كما في المجتمع السياسي لا يستطيع احد ان يبقى طوال الوقت فوق القانون ،وخارج القانون ،وضد القانون ،واعتقد ان هذه المعادلة تنطبق على اسرائيل ايضا اليس كذلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها