الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يعمل اليسار في صالح اليمين؟

عبد العالي الحراك

2009 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


عنوان غريب اريد ان اقول فيه,كيف ان اطرافا وشخصيات سياسية يسارية عراقية تقوم بدعم اطرافا سياسية اخرى يمينية في النتيجة النهائية,دون هدف وطني محدد ودون رؤية وطنية تخدم الصالح العام ولو لفترة محددة ..لقد حصل هذا الدعم في السابق ويحصل بوعي او بدون وعي,ولا اقول بقصد او بدون قصد,لان الوعي يتضمن القصد. فمنذ سياسة القادة السوفيت في اوائل السبعينات وبالتحديد في زمن ليونيد بريجينيف ومبدئه (الطريق اللارأسمالي نحوالاشتراكية) التي كانت تعتقد (تلك القيادة) بان دولا وانظمة حكم في العالم الثالث ومنها منطقتنا العربية تنهج وتسلك ذلك الطريق ..منها انظمة حكم برجوازية صغيرة تدعي الاشتراكية في بلدان العالم الثالث كمصر جمال عبد الناصروجزائر هواري بو مدين وعراق حزب البعث ودول اخرى تحكمها احزاب برجوازية متوسطة كالهند التي انتهجت طريقا شبه معاديا في الظاهر لسياسة الدول الرأسمالية والاستعمارية وخاصة امريكا وتعاونها الفني والاقتصادي والعسكري مع الاتحاد السوفييتي عبر معاهدات صداقة وتعاون ثنائية طويلة الامد استفاد منها الاتحاد السوفييتي اقتصاديا وبسط نفوذه الستراتيجي لمواجهة نفوذ امريكا في العالم, لكنه كان على حساب شعوب تلك البلدان وخاصة قواها السياسية الوطنية والتقدمية اليسارية وبالتحديد الاحزاب الشيوعية العربية سواء تلك التي انتهجت طريق الصين وفق مبدأ الكفاح المسلح والحرب الشعبية او تلك الت اتبعت نهج الاتحاد السوفييتي.. لقد قدمت هذه الاحزاب اليسارية خدمة كبيرة لاحزاب البرجوازية الصغيرة الحاكمة ذات النهج القومي الشوفيني رغم الموقف العدائي الذي وقفته ازائها ورغم القتل والاعدامات التي تعرض لها الشيوعيون في معظم هذه البلدان,لكنها قدمت تلك الخدمة عبر جبهات وطنية لم تحمل اية صفة او خاصة ايجابية من خواص التحالفات التي تطرحها التجارب الاشتراكية الناجحة في العالم كالتجربة الصينية والفيتنامية في حينها..اما الان فبعض قوى اليسار في العراق مثلا سائرة في طريق التحالف مع احزاب الاسلام السياسي وهي اشد احزاب اليمين تخلفا وقسوة وخطورة مستقبلية في كل شيء والاحزاب القومية الانعزالية,تقدم لها الخدمات الجزيلة دون مقابل,ضمن العملية السياسية القائمة في العراق ..الاكثر غرابة ان يقوم بعض اشخاص اليسار بدعم نوع اخر من اليمين السياسي في المنطقة الذي تمثله ايران وحزب الله وحماس,فقط لانهم يدعون الوقوف بوجه امريكا ويقاومون الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ..انه موقف يساري داعم لموقف اليمين اجمالا لا يختلف عن موقف ذلك اليسار في العملية السياسية الذي يتحالف بطريقة او باخرى مع حلفاء ايران في العراق وهنا يلتقي الاثنان عند العتبة التي تخدم السيد الايراني.ان العنوان غريب,الا ان الممارسة على الارض في السابق وحاليا,تبين كيف يمكن ليساران يخدم اليمين وهو بكامل وعيه.. ووعيه هذا بدلا من ان يساعده على توحيد قواه وجهوده في سبيل قضاياه الوطنية, ذهب به لتقديم خدماتة للغيرعلى حساب معاناة شعبه.. والدليل على ذلك تأخر هذان اليساران في تطوير كيانهما السياسي والتنظيمي الذاتي واعادة علاقتهما مع الجماهير التي ابتعدت كثيرا عنهما...لا بأس ان يكون هناك تنسيق مرحلى بين اشخاص او قوى سياسية مختلفة في الفكر والتوجهات على امور معينة تخص المصلحة الوطنية, وعبر مؤشرا ايجابية تتحقق على الواقع وليس عطاءا مجانيا,اوان تكون نتائجه سلبية على الجميع, كما في حالتنا العراقية الحالية وما جنته العملية السياسية,وخاصة اطماع القيادة الكردية في الاستحواذ على خيرات البلاد لقومية محددة دون بقية ابناء الشعب,وتوجهات بعض احزاب الاسلام السياسي الطائفية التي تنفذ سياسة ايرانية خطرة على العراق من خلال التغطية والدفاع عن تدخل ايران المستمر في شؤؤن العراق..اوالتهويل والتطبيل لحزب الله في لبنان او حماس في فلسطين. عبد العالي الحراك 26-2-2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تغيير سائق السيارة
سعد السعيدي ( 2009 / 3 / 6 - 20:51 )

استاذ عبد العالي الحراك

مقالك هذا يؤكد مثال سائق السيارة التائه الذي اوردته لك في مقال الامس. مثل هكذا احزاب لن تغيرها مقالاتك او نداءاتك مهما اشتدت وتكررت. المطلوب هو تغيير السائق طالما هو يركب رأسه ويتصور نفسه ملك زمانه ويظل يعتبر الناس انتصرت مع كل غرامة ثقيلة يحصل عليها جراء سوء قيادته وإلا سيظل الركاب يدورون معه الى ما لا نهاية في تيهانه وسيارته ايآ كانت قوتها او صلادتها او علو هامتها.

شيء آخر. تغيير سائق السيارة اعلاه لن يكفي لتعديل وجهة السيارة. يوجد ذلك السائق الآخر الذي يحتل مقعد سيارة البلد. هذا ايضآ يجب ركله خارجآ. لقد نجح في الانتخابات الاخيرة تحت عنوان دولة القانون. إلا انه منذ تأكده بالفوز عاد يرفع نفس عنوان حزب الدعوة الذي نفرت الناس منه ومن لوحات وعناوين مشابهة. اتسمي مثل هذا السائق بذوي الاتجاه الوطني ؟ الا ترتكب هنا نفس الخطأ الذي تحذر الآخرين من الانجرار خلفه في مقالتك اعلاه ؟

مع التحيات


2 - مجبر أخاك لا بطل
سلام فؤاد ( 2009 / 3 / 6 - 23:43 )
يبدو لي أن السيد عبدالعالي الحراك يعيش في عالم آخر لا صلة له بالعالم العراقي والعربي والاسلامي. يا سيد عبالعالي الحراك : العراق بلد إسلامي وليس بلد بوذي أو هندوسي أو مسيحي.. يا سيد عبالعالي الحراك : العراق ليس روسيا أو الصين أو فيتنام أو كوبا لكي يستطيع الحزب الشيوعي إستلام الحكم بسهولة ويسر،. الشيوعيون العراقيون، وبعد المذابح التي تعرضوا لها طوال تاريخهم، يريدون فقط أن يسلموا على ريشاتهم المتبقية، وإلا فإن مصيرهم سيكون نفس مصير حزب تودة، وزعيمه نورالدين كيانوري، في حال تجاوزهم الخطوط الحمراء.. إنهم مجبرين وليسوا مخيرين، وكل ما تسمعه من لغط حول الديمقراطية في العراق إنما هو هراء في هراء.


3 - اتجاه واحد لا غيره
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 7 - 08:57 )
اما ان تشارك في العمليه السياسيه وعمل ما يمكن عمله لهذا الشعب او ان تكون ضمن قوى الظلام والشر والمتمثله بالقاعده ومجرمي البعث القتله والميليشيات الحقيره والمدعومه من قبل ايران ؟؟؟ طريقان لا ثالث بينهما ابدا فكانت ان اختارت قوى اليسار الوقوف مع الشعب الذى عان كثيرا زمن الدكتاتوريه الغاشم وهو موقف صحيح سوف يتذكره التاريخ ويكتبه بحروف من ذهب


4 - الأخ عبد العالي الحراك
الأبنودي ( 2009 / 3 / 7 - 09:20 )
مما لا خلاف عليه أن التغيير ضرورة ، وهو في نفس الوقت صراع مستمر دائم في محاولة لحل اشكاليات الراهن والمستقبل ، ولكل وجهة تغيير مشاريعه وآلياته التي تختلف وتتباين حسب الظروف والمرحلة التأريخية ، لكنها لا تتم وتأتي كاختيارات تأريخية نهائية .
أضافة في الظروف التأريخية لخمسينات وسبعينيات القرن الماضي كانت الساحة السياسية مقتصرة على الحزبين الشيوعي والبعث اضافة الى بعض الحركات القومية والدينية والاحزاب الكردية في حين نجد الان مساحة واسعة لكل الاتجاهات الفكرية وهناك تشظيات وتفرعات بالعشرات في هذه الحركات مايخلق نوعا من التشتت خاصة بين قوى اليسار الديمقراطي ، لكن التفاؤل هو مابدأ يتحرك من خلال ما يطرحه علانية رفاق الحزب الشيوعي العراقي وأصدقائه تحديداً ، بأتجاه أشارات واضحة بان الوضع القائم هو وضع غير سليم ، ونعم يجب ان يتغير الوضع باتجاه الاحسن ، لكن اعتماد الطريق الصحيح 100% عملية معقدة لان العراقيل والمعوقات كثيرة ، نعم سيتعافى اليسار عموماً ، اما بالنسبة لحزبنا الشيوعي العراقي ، فليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ، الطريق صعب لكن كشيوعيين ثقتنا كبيرة بالمخلصين من ابناء شعبنا ، وما يحصل الآن من رؤية ضبابية هو حصيلة لحظة انتقالية استثنائية يمر بها المجتمع العراقي لها خلفياتها واسب


5 - شكرا لمداخلاتكم
عبد العالي الحراك ( 2009 / 3 / 7 - 15:32 )
الاخ سعد السعيدي
هل بالامكان تغيير السائق اذا كان المعول عليه ان يقود قد فقد اجازة السوق وضيع بوصلته وتاه في صحراء العملية السياسية؟
السائق الذي تنتظر لن يأتي قريبا لانه مازال يتعثر بخطوات فشله لا يستجيب للدعوات ولا يستمع للنداءات واصبح لا يقرأ ولا يكتب
صحيح ان السائق الحالي في مأزقه الطائفي ولكنه طرح خطابا وطنيا ايا كانت نواياه وخطى خطوات عملية على الطريق الوطني ومن ضعفي انا شخصيا وقلة حيلتي وتشبثي بقشة خشب كالغرقان اريد ان اتشبث بوطنية هذا السائق الحالي بعد ان خذلني المعول عليه الشائق الذي تقصد
انه وطني لاختفاء القادة الوطنيين وانه يقف موقفا ينسجم مع فهمي للوطنية فهو يقف في وجه الانعزالية الكردية والطائفية الشيعية والسنيةولكن لا احد يناصره بصدق من الوطنيين فبعضهم يطبل للاكراد القوميين والبعض الاخر مشتت يتنافس على المناصب والحصص
ذا كان هذا السائق يدور والركاب يدورون معه الى ما لانهاية فهذه مأساة ومصيبة تضعنا فيها ايها الاخ العزيز..انها قمة اليأس والبؤس والدعوة الى الاصطفاف في المنتظرين المتشائمين الذي يبكون حظهم على اطلال تراث اجدادهم
ماذا نفعل اذا لم يفد تغييرالسائق ولا يكفي تعديل وجهة السيارة ثم يجب ركل السائق الاخر ان كان هناك سائق اخر ماذا نفعل اذن يا استاذي ال

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30