الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون و ... ما وراء السفارة

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2009 / 3 / 7
كتابات ساخرة


قد يحسب كثيرون أن "العلمانية" و "اللبرالية" تعني أن يتحول الإنسان إلى شيء محايد إلى حد أن يصبح بلا "طعم" و لا "لون" و لا "رائحة"، فلا يمتلك شيئا اسمه مقياس "الخير و الشر"، و الحقيقة أن هكذا شخص لا هو علماني و لا هو لبرالي، بل هو إلى المتدين الجبان المطيع للدكتاتور أقرب، صحيح أن العلماني اللبرالي يمتلك هامشا واسعا من الحيادية و الإيمان بالنسبية في الحكم على الأمور، لكن على العلماني اللبرالي أن يكون حديا في جملة أمور، (الديمقراطية) و (ثقافة السلام) و (الإنسانية) و (التسامح الديني) و نقيضها (الدكتاتورية) و (الإرهاب) و (العنصرية) و (التعصب الديني).
فهناك كثيرون ممن يرفعون شعارات العلمانية و اللبرالية و تنشر لهم الصحف و المواقع الإلكترونية و يحظون بمقابلات مع الفضائيات، و لكن هؤلاء يسقطون في شرك الإغراء الذي يقدمه لهم أول دكتاتور أو طاغية أُثري على حساب الشعب، و نحن العراقيون و كوننا عانينا أكثر من أي شعب آخر ـ على الأقل في منطقتنا ـ فعلينا أن نمتلك روحا من التعاطف مع الشعوب المضطهدة و المظلومة كقضية الشعب السوداني (و أرفض حصرها في قضية دارفور فقط) أو قضية الشعب الليبي الذي يعاني من طغيان (القذافي) المهووس بالسلطة و استعباد الشعب، و أنا أرفض أن أتعاطف مع قضايا يرفع فيها شعار "المقاومة ضد الاحتلال"!! فغالبية هذه القضايا تنطلق نحو المفاضلة بين "الاستقلال في ظل الدكتاتور" و "الاحتلال من قبل دولة ديمقراطية"، و نتناسى التجربة الفرنسية التي صنفت "الاحتلال الألماني النازي" كاحتلال مرفوض لأنه تم من قبل دولة "دكتاتورية عنصرية"، بينما رحب الفرنسيون بقوات الولايات المتحدة و بريطانيا و كندا كونها قوات "لأمم ديمقراطية" تحترم شعبها و أفرادها و تدعم كرامة الإنسان.
علينا أن نتعاطف مع المؤمنين بالحرية و الديمقراطية في العالم الإسلامي و غير الإسلامي، فكل أمة تميل إلى الأمم التي تشابهها في القيم و النظم السياسية و الاجتماعية، و لكن هل يحق لنا أن نتعاطف مع ما يُسمى "حركة المقاومة الإسلامية حماس"!! أو "حزب الله" أو "نظام تشافيز"؟؟ الحقيقة أن هذه الحركات و مثيلاتها ـ لا تنسوا كاسترو في كوبا ـ قد تستطيع انتزاع الأرض و التراب و الحجر و الشجر من الآخرين، لكنها لا تهدف إلى تحرير الإنسان، بل يتحول الإنسان حالا، و بمجرد أن تهيمن هذه الجهات على الأرض، إلى عبد لا قيمة له، و تتحول الأرض "المحررة"!! إلى سجن يُضطهد فيه الفرد و جماعته بسبب الرأي و الموقف و العقيدة و أحيانا "العرق"، من هنا نجد أن كل ما يسمى بحركات التحرر في منطقتنا العربية و الإسلامية لا تحمل أي برنامج ديمقراطي إنساني أو لبناء إنسان حر.
هذه الحركات غالبا ما تنظر إلى العنف و ما يسمى "مقاومة" كغاية و هدف بحد ذاته، و ليس العكس، أي أن يكون العنف هو الوسيلة النهائية الأخيرة و هذه الوسيلة أيضا مقيدة بشروط تكاد تكون تعجيزية، بينما أصبحت هذه الحركات تستخدم العنف لأتفه التبريرات، إن العلمانية و اللبرالية هي شعار يدور في فلك فكرة واحدة و هي ـ تحرير الفرد و المجتمع ـ فبدون أن يجعل الفرد و المجتمع الحرية كهدف نهائي للكفاح و رفض الدكتاتورية و الكبت و القهر، بدون ذلك لا معنى لدخل الفرد و للرفاهية و العقل القانوني، لأن الدولة مهما كانت منظمة و مقننة و حتى "معقلنة"، فإن الدكتاتورية كفيلة بتحطيم المجتمع، و نحن كعراقيين أحوج ما نكون إلى هذه الثقافة الحرة و لكن للأسف نجد "الملحق الثقافي العراقي في السويد"!! و هو ((بروفيسور))!! يحمل عقلية دينية "ضحلة" فكيف بذلك الذي لا يملك أي ثقافة؟ و لماذا ابتليت الثقافة العراقية بالإرهابيين، حتى أن أحدهم "أسعد الهاشمي" مطلوب للعدالة لجرائم قتل، و لماذا لا يكون شخص مثل نبيل ياسين أو جمعة عبدالله مطلق و غيرهم كثير، في منصب الملحق الثقافي؟ بدلا من تلك الشخصيات الهزيلة التي تعطيك من طرف اللسان ثقافة و يروغ منك كما يروغ الإرهابي!!
إن الإنسان لا يمكن أن يكون حرا ـ حتى و إن زعم أنه كذلك و أنه علماني أو لبرالي ـ ما دام لا يحلم بالحرية لنفسه و لشعبه و لكل إنسان، فكم من ملحد لا يؤمن بأي إله ذهب إلى صلاة الجمعة "ليصلي وراء الملا منافق أبو مرتزق" فقط لأن مواعظ هذا المنافق تتناسب و مصالح "حزب الأب الخالد و الزعيم المناضل"، و ربما يكون شخص متدين "يؤمن بالحرية" أنسب للنظام العلماني من ذلك "المتاجر بالعلمانية و اللبرالية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام يدخل الوجدان والقلب
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 7 - 09:10 )
رغم اني لا اعرف الرجل الملحق الثقافي لاني لم اغادر العراق اطلاقا الا اني اشد على يدك سيدي لهذا المقال الذكي والرائع الذي شخصت به بدقه الوان الزيف الذي تحيط بما يدعى مقاومه اسلاميه او احزاب مزيفه تنادي بالمقاومه وغرضها الوحيد استعباد الناس وقتلهم

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-