الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية هي الحياة ليس هناك أمر في المجتمع لا يهم الشيوعية العمالية

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2004 / 3 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد اكتسب الحزب الشيوعي العمالي العراقي الشهرة وخلال اقل من عام على صعيد العراق وخاصة في مدينة بغداد بكونه الحزب الذي يمكن الاعتماد عليه واللجوء اليه للدفع بنضال العمال والموظفين والكادحين والنساء والشباب الى الامام. فهو الذي يدافع عن العمال وقضية تحررهم واكتساب حقوقهم وهو الذي يدافع عن سكان المجمعات السكنية في العراق ومنخرط في نضال حاد لكسب حرية النساء ومساواتهن. وبالتالي فهو الذي يمكن الاعتماد عليه في توحيد وتقوية نضال مختلف الشرائح والفئات التي تعاني من الظلم والاضطهاد في المجتمع. هذا هو انطباع الناس عندما ياتي الحديث على الحزب.

لقد تحولت الانظار نحو الحزب بعد التظاهرة العظيمة والجريئة التي قام بها الحزب ومنظمة حرية المرأة في بغداد في 8 اذار، يوم المرأة العالمي واصبحت هذه التظاهرة بمثابة نقطة انعطاف من خلال جلب توجه المواطنين وعلى صعيد اجتماعي لما يمثله هذا الحزب وما يدعو له واصراره على الدفاع عن تلك القيم بالرغم من كل الاوضاع المدمرة والانفلات الامني الموجود في بغداد. لذا نرى يوميا تصاعد اكبر لموقع الحزب وزخم أشد لعمله وازدياد اكثر لشعبيته والثقة به. اصبح معروفا لدى الجميع بانه مقدام وراديكالي في طريق تحقيق اهدافه الانسانية وموضع الثقة والاحترام لعمله المثمر النضالي .

خلال اقل من عام اخذ العمال والموظفون والنساء والجماهير الكادحة يرصوا صفوف نضالهم واعتراضاتهم مع هذا الحزب. هذا قد فتح لنا ميادين مختلفة وعمل سياسي متعدد و كبيرعلى صعد مختلفة. فالعمال والموظفون والكادحون وسكنة المجمعات والمحلات أخذوا يلتحقون بصفوف نضال الحزب ونراهم يحولنه الى اداةُ لنضالهم. ان الحزب اصبح ذلك الخيط الذي يربط كل هذه النضالات واحدٌ بالاخر ويحافظ على قوتها. ان مشاغل قادة الحزب وكوادره مركزة على العمل السياسي الشيوعي وعلى مقياس اجتماعي واسع. واصبح تنظيم هذه الاعمال والاعتراضات وتحويل الجماهير الى قوة منظمة قوية من اجل تحقيق الرفاهية والحرية وحل معضلاتها اليومية يشكل مهاما اساسية لا يمكن غض النظر عنها ولو للحظة واحدة.

ان البرجوازية بكل فصائلها و شرائحها تريد ان تعطي الانطباع بان الشيوعية هي فرقة معزولة وايديولوجية ولا يربطها بالمجتمع وقضاياه الاساسية والحياتية اي رابط ان الواقع هو عكس ذلك تماماً. انهم يقولون ذلك لغرض تسهيل عملهم في الهجوم على الشيوعية لانهم يعرفون تماما بان الشيوعية هي قوة اجتماعية عظيمة. وبالتالي يروجون لاشد الافكار رجعية وتخلفا ولا انسانية للوقوف بوجهها. ان الواقع وتجربتنا العملية تبينان بان الشيوعية لا تستطيع الا ان تكون شيوعية منتصرة وحازمة وشيوعية اجتماعية تتنشر بسهولة في اوساط الناس ويربطون نضالهم بها.

ان الدفاع عن حقوق الجماهير وتطلعاتها في التحرر والمساواة وتنظيم وقيادة نضالاتها اليومية من اجل رفع المظالم التي تواجهها وتحقيق حياة افضل لها، تشكل كلها اسس مبدئية بالنسبة لهذا الحزب ويشكل الخوض في تلك الميادين عملا روتينيا له. فالدفاع عن سكان المجمعات السكنية لكسب حقوقها في السكن المناسب وفي حياة لائقة مهمة في غاية الاهمية بالنسبة لنا كما هو الحال فيما يتعلق بدفع نضال الموظفين والموظفات في المصارف. ان النضال ضد البطالة المليونية التي تضرب من الاعماق حياة الجماهير وتامين الضمان الاجتماعي لكل عاطل عن العمل مهم جدا بالنسبة لنا. ان تنظيم وقيادة الصراع الاقتصادي واليومي للطبقة العاملة والوقوف في الطليعة للدفع بالحركة النسوية التحررية والمساواتية وكسب حقوق النساء هي ميادين عملنا اليومي. ان الشيوعية هي الحياة فليس هنالك شئ في المجتمع لا تهتم به الشيوعية. ان الشيوعية عمل وفعالية الحزب الشيوعي العمالي مرتبطة بشكل مباشر بحياة الجماهير. فالشيوعية بالنسبة لنا ليست هي عبارات فارغة من الحياة الاجتماعية حتى في احلك الظروف التي يمر بها الناس، انها جزء وتجسيم للصراع الطبقي الجاري في المجتمع في كل لحظة. ان كل ما يرتبط بالانسان والحياة واعلاء شانه امر يخص ومرتبط بالشيوعية. ان الشيوعية التي يمثلها الحزب اي الشيوعية العمالية، وكذلك الاهداف الاساسية التي يناضل من اجلها من بناء الجمهورية الاشتراكية والحكومة العمالية وارساء مجتمع حر ومتساوي الى كامل تكتيكنا السياسي ونضالنا بوجه القوى الاخرى متحورة كلها حول قضية حرية الانسان وتحقيق مساواته الكاملة وترتبط بحق الانسان بحياة وعالم افضل. ليست لدينا اهداف وسياسات واجندة لا تتعلق مباشرة بالانسان وقضية حريته ومساواته في المجتمع.

عندما ندعو وعلى سبيل المثال الى خروج القوات الامركية من العراق وانهاء الاحتلال فاننا نضع ذلك في السياق الاجتماعي والسياسي الحي والانساني. ففي الوقت الذي نريد اخراج القوات الامريكية لننهي الاحتلال فاننا نريد ان نبني مجتمعا انسانيا ونرسي نظاما سياسيا اشتراكيا وعلمانيا محها. ففي الوقت الذي نتصدى فيه للامريكان فاننا نتصدى للاسلام السياسي وقواه وكذلك للقوى القومية. نحن نقول لهم ليسنا بصدد الخرافات وانما نناضل من اجل تحقيق الحياة الفعلية في الحرية والمساواة السياسية والاقتصادية. ان الجماهير وحقها في الرفاهية والحياة الامنة والحرية هي بمثابة الاسس المبدئية، فلا يمكنكم جر الجماهير الى خرافاتكم القومية والدينية والمذهبية والوطنية.

انه لامر مهم بالنسبة لكوادر واعضاء الحزب الذين تزداد اعدادهم يوما بعد يوم هو ان يترجموا عملياً مزيداً من التطور والمزيد من انخراط هذا الحزب في كامل الصراع الاجتماعي والسياسي الدائر في المجتمع. انه امر مهم جدا بالنسبة لنا وهو مرهون بنا وبفعاليتنا. ان الارتقاء بتلك الفعاليات نابع من تصورنا عن الافاق التي نريد ان نصل اليها في مجرى نضالنا. كما واننا لا يمكن ان نتطور بشكل روتيني، حيث اننا لسنا في ظروف روتينة. اننا نعيش اوضاع سيناريو اسود وان العامل الحاسم والقوة السياسية التي تستطيع بالدرجة الاساس تغيير هذا السيناريو هو الحزب وتحوله الى قوة اجتماعية وسياسية عظيمة وبسرعة. فانجازاتنا كثيرة ومتعددة ولكنها غير كافية، نحن نريد التطور بشكل غير اعتيادي يتلائم مع سرعة الفترات الانتقالية ونقاط الانعطاف السياسية الحادة في المجتمع.

يجب ان يتحول الحزب محليا الى سلطة فعلية وفي مقدمة نضال الجماهير في مقابل سلطات الاحتلال ومجلس الحكم والارهابيين الاسلاميين في بغداد والمدن الاخرى الرئيسية وبسرعة كما وانه بحاجة الى ان يتحول الى قوة مؤثرة، على الصعيد العام، في رسم ملامح الحياة السياسية والنظام السياسي المقبل في العراق. ان لنا وقت محدد ويجب انجاز مهامنا بسرعة و بشكل خارق. ان قضية تحول الشيوعية الى قوة عظيمة اجتماعية من خلال نضال هذا الحزب اصبح من الامكانيات الفعلية المطروحة الان.

اننا بحاجة الى رفع طاقاتنا التنظيمية والتحريضية وبحاجة الى كسب الجماهير ورص صفوفهم. اننا بحاجة الى رفع كل الموانع التي تعرقل ارساء تنظيم قوي واجتماعي واسع والارتقاء بخلاقية الافراد. نحن بحاجة الى المزيد والمزيد من القادة العماليين والجماهيرين والناشطات والنشطاء في الحركة النسوية والشبابية للالتحاق بصفوف هذا الحزب.

يجب ازالة الرتابة من امامنا وان نطور ونجسد عملنا الخلاق في كل الصعد. علينا ان نحقق مستلزمات نجاحنا السياسي والتنظيمي والعملي. فالارتقاء بعمل الكوادر وتجسيد ابداعها في المبادرة امر مهم جدا في هذا المضمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان