الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمرأة في البلاد ألعربية وألعراق خصوصا ليس لها تمثيل في ألبرلمان .

حامد حمودي عباس

2009 / 3 / 8
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع


مسميات عديده رفعت من قبل الاوساط الحاكمة في البلدان العربية لتجعل من قضية ألمرأة وسطا للمزايدة والاتجار ، وأصبح من السهل جدا أن ترى شعارات كالتمثيل النسبي للمرأة في البرلمانات والمنظمات الحكومية ، وحتى تلك التي تنتمي لمؤسسات المجتمع ألمدني ألمدجنة والمهمشة والضعيفه ، وتبقى ألمرأة في جميع الاحوال كيانا مظلوما ومحاطا بشتى صنوف القهر الاجتماعي والاقتصادي وتطاردها واطفالها قوانين لا ترى فيها غير كونها نصف انسان وحسب . في حين يستمر تركيز عوامل العسف الذكوري ضد المرأة بالضحك عليها وعلى حقوقها وذلك بتمثيلها بنسب مختلفة في البرلمانات كعطية ومكرمة يهبها لها الرجال ، وعليها مقابل هذه العطية والمكرمة أن تسكت وأن تذوق ألهوان برضى وخنوع .
البرلمان العراقي هو خير نموذج لعملية النصب والاحتيال على قضية المرأه ، فنسبة الخمسه وعشرين بالمئه هي في الحقيقة لا تتعدى الاربعه أو الخمسة بالمئه ، وهي النسبة التي تمثلها نساء قليلات في البرلمان يمكن لهن أن يظهرن بلا حجاب جسدي أو فكري ، وسط كم كبير من امعات لا يصلحن الا ملالي لاحياء مجالس العزاء في البيوت .
وحتى هذه النسبة الضئيلة من النساء المتنورات تحت قبة البرلمان العراقي ، يظهرن جميعا اثناء انعقاد الجلسات وهن ساهمات حائرات بما يمكن أن يفعلن وسط هذا السيل العارم من اللغو وتبادل الابتسامات وكيل الاتهامات والخوض في كل شأن الا شأن المرأة .. انهن على ثقة تامه بأن أي قرار لصالحهن كنساء وقضيه ، سوف لن يمر تحت وطأة ذلك التزامن المقيت في رفع الايدي المطيحة بكل قرار تقدمي يؤمن بحقوق المرأة كاملة غير مجتزأه .
ان قضية ألمرأة عموما في العراق لم تتحرك خطوة واحدة للامام ، بل ارتدت قضيتها الى الخلف بخطوات حثيثة يمكن لكل منصف أن يراها بوضوح ، فهي لا زالت يلفها الجهل ويقتلها المرض وتعيث بجسدها شتى درجات مرض السكري وسرطان الثدي والعوق الجزئي ، ويصيبها الخرف وتطيح بها الامراض النفسية فتساق كالشاة الى مذابح الخرافة فيتم ضربها والاعتداء عليها من قبل الدجالين في الاضرحة المقدسة ، وفي كثير من الاحيان تجري استباحتهن جسديا وبارادتهن وبمسميات شتى بحجة منحهن الشفاء من رب السماء .
المرأة في العراق لا يمثلها ممثل حاليا عدا تلك المنظمات التي لا تجد هي لنفسها متسع لايجاد مكانها وسط لجة بحر هائج من الجهل والذوبان العقلي في مرجل الطائفية والاستهتار بحقوق الانسان ، فهي ضائعة على الدوام بضياع حقوقها في كل شيء ، انها معصوبة الرأس وهي طفلة لا يتعدى عمرها السبعة أعوام لا تعي كنه هذا الضيق المحيط برأسها وآذانها على الدوام ، وهي محاصرة حينما تصبح مراهقة يتهددها الموت قتلا لو زاغت عن طريق رسمه لها عفن العقول ليجعلها حجر بلا روح ، وهي ارملة ومطلقة وكادحة وسط مساطر النساء ولقطة طيبة لحملة النية السيئة من اصحاب النفوذ المالي حينما يستمرؤون جسدها الضعيف المحتاج .
المرأة العراقية لا زالت ضحية سهلة ألمنال لقوانين سنها البرلمان ذاته وهي ممثلة فيه بنسبة الربع أو أقل ، فلم تستطع وهي حاضرة على الدوام أن تحاور أو تجد لرأيها مكانا يجعلها قوة ينتبه لها الرجال ولم تتمكن من أن تجهض تلك المآخذ الغبية التي يحاول الرجعيون والمتطرفون وضعها حول كيانها ليروها نصفا لانسان ، وأصبح الصوت النسوي تحت قبة البرلمان وفي كل المحافل العامة الاخرى أشبه بالاصوات التي نتخيلها في مخيلات الطفولة ونحن نعبر مكانات موحشه ، انها بلا أي صوت وبدون أي تمثيل .. تموت وهي تسير وتأكل .. وحين تنام وتحلم .. لا ينتظرها من يقف بجانبها غير الضعفاء أمثالها ممن قرروا أن يرحموا أنفسهم ، فوافقوا على الاكتفاء برفع الشعارات الممجدة للمرأة وليس أبعد من ذلك . فهل يمكننا والحالة هذه أن نناقش نسبة النساء في البرلمان ؟.. أم أن الموضوع منيل بستين نيله كما يقول اخواننا المصريين ؟ .
ما ألعمل اذن ... وماذا يمكن أن يكون ألرد على أولئك الذين يحملون حسن النوايا الطيبة جدا فيتخيلون بأن للمرأة صوت مسموع في البرلمان أو الشارع أو حتى سوق بيع الخضره ؟؟ ..
لقد أمعن أعداء حقوق المرأة وأعداء الرجل في جرائم الاطاحة بكل ما من شأنه أن يساعد في بناء حياة يتوقف فيها الميزان عند مؤشر المساواة والانصاف ، ولم يحدث وعلى مر تاريخ العراق السياسي حالات يمكن اعتبارها منطلقا لرؤية ألمرأة على أنها كيان قائم بذاته ، عدا فترة قصيرة انبثقت بميلاد ثورة الرابع عشر من تموز المجيده ، حينما بانت للعيان بوادر طيبة لنصرة قضية المرأة تمثلت بذلك الزخم الجماهيري المتقد حماسا لاعادة بناء المجتمع برمته على أسس تقدمية ترعى حقوق الجميع ، وفي مقدمتها حقوق النساء ، وعندما استشعرت الرجعية المتخلفة مستعينة بقوى الاسلام السياسي المتضررة من هكذا ظاهر تؤذيها وتسحب البساط من تحتها ، سرعان ما أنقضت على ثورة تموز وانتقمت من رجالاتها شر انتقام ، لتبدأ منذ ذلك الحين بوادر اعنف ردة رجعية ضد المرأة في شتى ألميادين ، حيث كانت وبحق أكثر امرأة في محيطها العربي عرضة للهوان والفقر وانعدام التعليم وتم زجها في معترك العمل الشاق في الحقول وخدمة البيوت وامتهان اعمال لا تتقاضى عنها الا أبخس الاجور، وكانت فترة السنوات الاخيره هي من أشد ظروف المرأة قساوة حيث جرى تسليط سيف القهر عليها باسم الدين ، وضرب بينها وبين العالم المحيط بها سرادق لا ترى من خلاله الا ما يريدون لها أن ترى ، وحوربت الطفولة البريئه لتلبس السواد وهي في عز تفتحها بدعوى الحزن على مناسبات مقدسه ، وجرى باصرار دفع النساء الى الصفوف الخلفية من حركة المجتمع ، وجرت مخالفة القوانين العامه لتقف المرأة المطالبة بحقها وحق اطفالها أمام محاكم يقال عنها انها شرعية لتكون ضحية في كل الاحوال ، وبلغت جريمة محاربة المرأة في العراق الى حد قتلها علنا وفي قارعة الطريق وامام الانظار بحجة مخالفتها للشريعه والقائمين عليها من المتنفذين ألجدد ... النساء في العراق يجري اعدامهن في كل لحظة عند صباحات الريف البعيد وهن يكدحن ويلدن في الحقول ، انهن يجمعن ملح الارض بأيدي يأكلهن الجرب وتجوب مئات النساء يوميا وديان الصحراء بحثا عن الخردة من مخلفات الحروب لبيعها في عطاررات المدينه وتوفير لقمة خبز شريفة لاطفالهن .. كل هذا ومهزلة تمثيل المرأة في البرلمان قائمة ومستمرة لا يجرؤ على تفنيدها الجميع ويجري الاكتفاء فقط باستذكار المناسبات العالمية لرفع الشعارات والاجتهاد في كتابة ديباجات الترحيب بالاعياد المتعلقة باعياد المرأه ، في الوقت الذي تسرق فيه مئات الملايين من خزائن الشعب باستكلاب مشين وتسابق شديد لا أول له ولا آخر تحت طائلة تقاسم طائفي لم يشهد العراق له مثيلا من قبل .
ان أي تفسير يجعل من قضية المرأة العراقية هدفا للكسب الرخيص ومطية للوصول الى كراسي صنع القرار هو جريمة نكراء بحق النساء عموما ، وعلى كافة المعنيين بحقوق المرأة أن لا تغريهم حالات اللعب بمقدراتها من خلال ابراز ظواهر يتيمة تجعل من هذه القضية الانسانية العظيمه أقل شأنا وأبعد مكانا عن مراحل ألحل السليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنت
عبدالله صالح ( 2009 / 3 / 7 - 20:19 )
متفق معك عزيزي الكاتب وأشد على اياديك

اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟