الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدرنا

مصطفي عبد العال

2004 / 4 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


سئل تشاويتشيسكو في احدي المرات عن السبب في تولي زوجته وابنائه وبناته مناصب مهمة في الدوله فقال لافض فوه هذا هو قدر ال تشاوتشيسكو ان يكونوا دائما في خدمة شعب رومانيا بعد هذه المقولة بعدة شهور انتشر شريط فيديو اذاعة الذين اطاحوا بالرجل ونظامه يصورون فيه اللحظات الاخيرة للسيد تشاوتشيسكو وصاحبة الصون والعفاف زوجته وكان الموقف من النوع الذي يمكن ان يندرج تحت بند الكوميديا السوداء فالرجل يرتعد ومع ذلك مازال يتصور ان هناك شيئ ما سوف يحدث ليوقف ما يدور امام عينيه من احداث وزوجته تهدد وتتوعد لانها ما تخيلت في يوم ان احد من ابناء رومانيا سوف يكون قادرا علي ان يقول لها اخرسي او ان لايسرع بتلبية رغباتها الساميه فقد كانت رئيسة الاكاديمية العلمية ومنظرة الفكر التطوري الرخائي الاصلاحي, وما هي الا دقائق بعد ذلك ثم نري اقتياد الحراس للرجل وزوجته مقيدين بالحبال وبشكل بدائي جدا علي ما يبدو من اجل الاسراع بالتنفيذ وقد تم ايقافهم امام حائط واطلق عليهم الرصاص ليتحولوا الي جثث هامدة
مرت سنوات علي هذا الحدث الذي يمكن اعتباره علامة بارزة في التاريخ السياسي ونحن العرب والمسلمون علي حالنا يقف حكامنا امام الميكرفونات تماما كما كان يفعل تشاوتشيسكو ليقولوا لنا كلاما ابله لامعني له عن قدرنا وقدرهم وتلك العلاقة المكتوبة بخطوط من نور بيننا وبينهم ويتصورون ان صمتنا يعني القبول بما يقولون او اننا مصدقون لما يتقيأون علينا من ترهات , قد يكون خوفنا وجبننا من ان نعلن لهم راينا بوضوح يدفعهم لان يتوهموا اننا مصدقين لما يحدثونا به عن الرخاء القادم والاصلاح الذي بدأ والتطوير المستمر والسماء التي سوف تمطر لبنا وعسلا بعد حين, قد يكون لهم الحق في هذا التوهم ولكن الم يأتوا من ثقافة عربية اسلامية تذكرنا بان من لم يتعظ من الموت فلا واعظ له , ام انهم نتيجة لاصولهم العريقة وثقافتهم العالمية لم يسمعوا بذلك الحديث الشريف, البعض قد يقول ان الديكتاتوريين العرب لايرون انفسهم في تشاوتشيسكو فهو كان شيوعي وهم ليبراليون وهو كان خواجه وهم ابناء عرب وهو لم يكن مسلما لذلك لم يسترها الله معه اما هم فمسلمون واذا ما حاول احد ان يذكرهم بمصير المهيب صدام وقد كان عربيا ليبرليا وحدويا مسلما فغالبا ما سوف تأتيه الاجابة الشافية الوافيه التي تستقر في عقل كل ديكتاتور عربي ولكن الله سترها مع صدام فهاهو مازال علي قيد الحياه يأكل الهمبورجر ومازال البعض يكتب فيه الشعر بأمل ان يعود ليقود الامة الي حيث تستحق ان تذهب, صحيح انه فقد ولديه وصحيح ان العراق احتل وصحيح ان عشرات الالاف من العراقيين قد ماتوا وشردوا وعذبوا ولكن هذا هو قدرنا اما تشاوتشيسكو فهذا قدره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - عالم المؤثرين المطورين بالذكاء الاصطناعي يطار


.. أضاءت سماء الليل.. شاهد رد فعل السكان لحظة تحليق شظية مذنب ف




.. إيران تشييع رئيسي على وقع خطوات لملء الشغور الرئاسي | #رادا


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش يجري عمليات جراحية بالغة




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة