الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين

محيي هادي

2004 / 4 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أول محاكمة لسياسيين في دولة العراق الحديث بدأت بكم.
و استمرت مقاصل جزاري العراق تقطع في رقابكم و حبالهم تخنق أنفاسكم، فأعدمت قياداتكم بِدأً بإعدام رفاقكم فهد و حازم و صارم، و قلعت عينا سلام عادل ثم أغتيل، و مُزِّقت بالرصاص أجساد آلاف آخرين.
"إنكم من طِينةٍ خاصة لا تحترق" قالها عنكم أحد أعدائكم، و إنكم كـ"الثيل، كلما أكثر القطع فيه يخرج أقوى و يصبح أكثر صلابة": قالها فيكم نوري السعيد، أحد طغاة العهد الملكي البائد. و خسأ المجرمون البعثييون عندما ظنوا أنهم قد أبادوكم، و لكنكم أثبتم للعالم بأنكم أقوى من الموت و أعلى من أعواد المشانق، و إنكم جزأ من شعبنا أفراحه أفراحكم و أحزانه أحزانكم.
و قد تنبت بينكم بين حين و آخر نبتة فاسدة تتعفن كلما ازدادت حيويتكم، و لكن هل تخلو الحدائق من العشب المتطفل؟ و هل تخلو الأوراد من الأشواك؟ و هل من طريق كفاح لا يخلو من سكاكين الغدر؟
من يدخل في مدرستكم يتعلم. يتعلم حب الوطن و حب الإنسان العراقي، و يتعلم السيرة الجيدة في الحياة و في المجتمع. تعرفت على أحد العراقيين، كان قد دخل السجن في المرة الأولى محكوما عليه كحرامي، و لكنه تعلم في مدرستكم فخرج من السجن وطنيا شيوعيا. و في المرة الثانية أدخلوه السجن لأنه كان شيوعيا، ثم خرج من السجن و لم يتنازل عن وطنيته و شيوعيته. و في المرة الثالثة عندما أدخلوه السجن لم يخرج، فقد أغتيل هناك، و قد يكون قد أصبح واحدا من مئات آلاف العراقيين الذين دفنوا أحياء في مقابر جماعية.
لا يريدكم أعداء العراق…
لا يريدكم من يريد أن يبقى العراق متفرقا بين طوائف و أديان و قوميات متحاربة، كل منها تعمل على حدة، تتناحر فيما بينها.
لا يريدونكم، لأنكم تمثلون حزبا وطنيا، قد يكون الحزب العراقي الوحيد الذي يجتمع فيه أناس من مختلف أطياف الشعب العراقي، فتحت لوائكم ينضم العربي و الكردي و الآشوري و …….و في أحضانكم يترعرع المسلم و المسيحي، و قبلها كان اليهودي العراقي أيضا.
كنتم من أوائل الذين كافحوا ضد الصهيونية، فأسستم عصبة مكافحة الصهيونية، و كان من بين أعضائها يهود شيوعيون عراقيون، و لكن هؤلاء اليهود كانوا يُسجنون ، و من سجن نقرة السلمان الرهيب كانوا يطردون مباشرة الى دولة العنصرية و الصهيونية: إسرائيل.
أعداءكم يصرخون بكل ما في أفواههم من كذب: "إنهم ضد الصهيونية لا ضد اليهود"، و لكن أفعالهم هي مع الصهيونية و ضد اليهود العراقيين. إنهم بدءوا في تحقيق أهداف الصهيونية في طرد اليهود العراقيين، ففجروا محلات تجمعهم و اضطر اليهود الى الهجرة و مغادرة وطنهم، فاحتلت بيوتهم و صودرت أملاكهم، تماما مثلما فعل الصهاينة في فلسطين، فطُرد الفلسطينيون من وطنهم و احتـُلت بيوتهم و صودرت أملاكهم. و تماما مثلما فعل البعثيون في الشمال و في الجنوب إذ طردوا العراقيون ليحل محلهم مجرمون بعثيون أو أعراب مرتزقة ومنافقون.
أجسادكم لم تسلم من السجون، و وقف البعض من أبناء شعبنا يتفرج على قضبان السجون و هي تقبض على حريتكم بل و يصفق لسجانيكم، و لكن الدور لم يقف عندكم بل وصل إليهم و إلينا جميعا، و إلى السجانين أنفسهم أيضا.
رقابكم لم تسلم من القطع، و لم يتوقف التقطيع عند أعناقكم بل استمر، استمر ليقطع كل رقبة و كل نخلة عراقية، فهل يتذكر الذي فرح لقطع رقابكم أن رقاب العراقيين كلهم لم تسلم أبدا من غدر سكاكين الدمويين؟ و هل يتذكر البعثيون أنه لا صهر المجرم الدموي صدام و لا أصدقاءه قد سلمت رقابهم من القطع و أرواحهم من الإزهاق.

تريدون السلام، ونريد أن يعم في كافة أنحاء الوطن السلام و الأمان، فلا حرب و لا لتجار الحروب من مكان.
نريد أن تعمل كافة الأحزاب السياسية الوطنية بملأ الحرية، في خدمة الوطن و لصالح شعبه.
نريد أن نكون أحرارا و لا يمكن لنا أن نكون أحرارا إلا بما يكون ممتنعا على الآخرين أن يستفيدوا من تفوقهم الجسمي أو الاقتصادي أو أي تفوق آخر يتمتعون به، لفرض الاستعباد على حريتنا.
نريد أن يكون عنق العراقي سالما و مرفوعا فوق رأسه بشموخ و اعتزاز.
لقد مزقت أجسادنا الجراح، و حرقتنا الحروب، فهل ستلتئم الجراح ؟ و هل ستٌطفأ نيران الحروب ليكون وطننا حرا يعيش على وجه أرضه شعب سعيد ؟
لكم مني أمنيات قلبية طيبة في عيد ميلادكم السبعيني.

محيي هادي- أسبانيا
آذار 2004
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته