الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرف المرأة وشرف الرجل والسؤال الممنوع...

تانيا جعفر الشريف

2009 / 3 / 8
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع



ألمرأة وحدها عار على الرجل والعائلة فلو ارتكبت فعلا (فاحشا) أمست وصمة لطخت شرف العائلة ودنسته ووجب على ولي الامر(ألرجل) غسل هذا العار وتتولى القوانين الوضعية والأعراف الاجتماعية حمايته من كل سوء أو مكروه أو عقاب ..
غريب أمر عالم مبني على التناقضات والفوضى الشرعية ثم جاءت القوانين الوضعية لتضفي على هذه الفوضى مقبولية وشرعية’ زائفة..
أنا هنا لست من الداعيات للدفاع عن المرأة الماجنة إذ برأيي يجب أن تردع ونحن كعرب ومسلمين نعم لناإلتزاماتنا الدينية والعرفية والاخلاقية التي تدعونا الى نبذ كل السلوكيات الشاذة والافعال المشينة .
لكن أية شريعة وعرف هذا الذي يعتبر إتيان المرأة لفعل فاحش عارا وإتيان الرجل له (مفخرة) ثم مع من تمارس المرأة فعلها هذا أليست مع رجل وربما أكثر فلم تؤاخذ هي على إن سلوكها عار على أخيها أو إبنها أو أبيها أو سائر أصولها وفروعها ولا يعد الأمر كذلك على عشيرها أو عشيريها ..
في إحدى الدول العربيه (مصر) قامت إحدى الصحف قبل أيام باستبيان طريف لأحد فصول إحدى الكليات وكان من ضمن أسئلة الاستبان السؤال التالي هل مارست سلوكا جنسيا خارج نطاق الزوجية في حياتك فكانت الطامة إن 73 % من إجابات الطلاب كانت إجاباتهم نعم قابلها 3% من إجابات الطالبات وبمؤدى أعرافنا (الشاذة) فإن ال3% هذه عار على عوائلهن يجب غسله في حين إن ال73% مفاخر يعتز بها المجتمع والعائلات الكريمة التي ينتسب اليها هؤلاء الشباب .
الى متى تبقى تحكمنا العادات البالية والخزعبلات الطارئة...
في الاسلام يقولون إن المرأة ناقصة عقل ودين ولو أسلمنا جدلا بهذا الحكم أليس أولى بنا أن نؤاخذ كامل العقل والدين (الرجل) على أفعاله أكثر من المرأة... في الثواب هو الذي يأخذ الجائزة وفي العقاب هي التي تدفع الثمن أو من الاسلام هذا بشيء...
كتاب الله ينص على (والزاني والزانيه فاجلدوا كل واحد منهما.....) وحيث إن قوانينا الوضعية كما يدعي فقهاء القانون إستمدت أحكامها من القران بالمجمل فلم على الاقل لاينصفون في إصدار أحكامهم على الطرفين بنفس الكيفيه...
ألزنا حيث إنها جريمه فهي ثنائية الفاعلين على الأقل فلماذا يعاقب أحد الفاعلين ويبرأ الثاني؟
وإذا كان (غاسل العار ) ألرجل إدعى إنه فقد رشده حيث وجد قريبته في حضن غريب فذهب وفورة الغضب تنتابه وأحضر سكينا أو مسدسا وقتل قريبته ماذا لو أن امرأة حصل لها الأمر نفسه وكأنها دخلت بيتها لتجد زوجها في أحضان عشيقته وعلى سرير نومها ألا ينتبابها الغضب وفقدان الرشد....ألمنطق والسجية والواقع يقول نعم ولكن كل ذلك لايسعفها لأن واضعي القانون لا يمتون للمنطق ولاللسجية أو العرف بشيء باختصار لأنهم رجال وإلا لماذا يكيلون بمكيالين في حالة واحدة...
إبتداءا أقول إن العقوبة إنما وضعت لأيذاء الفاعل وردع غيره وحماية المجتمع وهذه بالطبع غاية مثلى لو إننا تعاملنا بها مع كل الافعال الجرمية التي تقع دونما تمييز أو محاباة لطرف على حساب اخر...
في غسل العار هناك جريمة إزهاق روح نجمت عن جريمة سبقتها فكانت رضينا أم أبينا نتيجة لها ,أما القول إن الفعل في مثل هذه الحالة لا يعد جريمه متى ماارتكبت من رجل أو إنها جريمة ذات ضرف مخفف لحد الخلاص من العقاب وعدها جريمة قتل كاملة الاركان لو ارتكبتها إمرأة بنفس الضروف .الايعد الحكم بهذه الكيفيه هو جريمة بحد ذاتها...
في أوروبا لا يوجد أسلام ولكن هناك عدالة الأسلام في هذا الأمر .في جرائم الخيانة الزوجية هناك تراعى كافة الضروف وتنطبق الأحكام القانونية على الفاعلين دون تمييز للجنس لأن القوانين إنما وجدت لتنظم العلاقه بين البشر وليس بين رجال ونساء بحيث يكون لأحدهما حضوة على الأخر وتمييز ومفاضلة في تطبيق القوانين .أما نحن دعاة الأسلام فننتهج الأنتقائية في التطبيق فللمرأة شرف يقع بين ساقيها وهو ليس شرفها بل هو شرف الرجل (الولي) ومتى ماانتهك ذلك الشرف ثارت ثائرة الرجل فقتلها بدم بارد وراح يحمل بيده أداة جريمته وبيده الاخرى كامل خيلائه ليقف بين يدي العدالة مفتخرا متباهيا بما فعل وهو محق بذلك متى ما كان محصنا من الأفعال المشابهة التي فعلتها قريبته لكن السؤال هل سألت المحكمه يوما غاسل عار مع من ارتكبت قريبتك فعلتها وكأنها فعلتها مع جماد أو حيوان وهو بالفعل حيوان ذلك الذي ارتضى لنفسه أن يغرر بفتاة أما بوعد الزواج أو بمال بخس مستغلا ضرفا تمر به ثم يلقيها تحت طائلة الموت ليذهب باحثا عن ضحية أخرى سواها...
أنا هنا لا أدعو إلى التساهل مع مرتكبات جرائم الزنى فأنا شرقية عربية مسلمة ولكن أدعو أن يتم التشدد مع
مرتكبيهامن الرجال أيضا إنصافا وإحقاقا للعدالة وتلبية لأمر الله تعالى فالمرأة كائن ضعيف الجسد والعواطف والغريزة كما يؤكد الرجال على ذلك فأيهما أولى والحال هذا بالعقوبة الأشد هي أم الفاعل القوي الجسد والعاطفة والغريزة..
ولي في الختام أن أشير إلى الماده (548) من قانون العقوبات التي تنص على(يستفيد من العذر من فاجأ زوجته أو إحدى أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أوفي صلات جنسية مع شخص اخر فأقدم على قتلها أو إيذائها ) وطبعا لايحتاج محدود المعرفة بالقانون الى أن هذه المادة تقع عليها مؤاخذة صارخة تتمثل أولا وقبل كل شيء إنها فصلت على مقاييس الرجال دون النساء فلا يستفيد من العذر إلا الرجل .في حين إن المرأة التي تقدم على قتل زوجها مثلا أو أحد أصولها أو فروعها لمساسه بشرفها فإنها لا تستفيد من حكم هذا النص
ألا يعتبر هذا الأمر إنتهاكا صريحا لكرامتها وشرفها وحقها في كينونتها الانسانية العاطفية..
أليس للمرأة مشاعر تستفز عندما تجد زوجها يمارس الفاحشة مع امرأة أخرى .ألا تفقد المرأة في مثل هذه الحالة السيطرة على أعصابها وتندفع لاشعوريا ربما للثأر لكرامتها التي امتهنت على فراش زوجيتها مثلا...
ثم لماذا لا يعد الشريك الزاني مع الضحية عارا هو الأخر ألأنه رجل ؟........لاأدري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت يداك وروحك
زينب محمد رضا الخفاجي ( 2009 / 3 / 8 - 06:56 )
الاخت تانيا جعفر الشريف
تحية صباحية لك.. مليئة بشذى كل زهور الارض في يوم عيدنا
كل ما تكتبينه سيدتي..قمة في الروعة..تصلنا المعلومة منك بسلاسة كبيرة..مسندة بقوانين وايات وغيرها..احس وانا اقرا لك كمن يشرب كوبا من الماء البارد في حر تموز
سلمت الروح واليد والقلب الذي يدافع دوما عن الحق
دمت دوما بابداع


2 - هذا ماأمر به دينك لما الأعتراض أذن وأنت مسلمة
ياسمين يحيى ( 2009 / 3 / 8 - 13:11 )
عزيزتي تانيا أن هذا الذي تعترضين عليه هو من صميم دينك الذي تؤمنين به فالمرأة بالأسلام هي شرف الرجل أما الرجل فهو شرف نفسه لأنه أنسان والمرأة مجرد متعة له . لاتحاولي أن تنكري هذا فهو موجود في قرآنكي والأحاديث النبوية كثيرة في الدلالة على أن المرأة هي شيئ تابع للرجل يحق له التحكم بها اما هي فلا . فهذا لم يأتي من فراغ بل من شريعتك التي تدافعين عنها التي هي أصلآ عادات وتقاليد عربية ألبسوها سلطة الآهية كي تبقى وتستمر . ثم كيف تقولي أن له الحق في قتلها أن كان هو محصنآ هل معنى هذا أنك تجزين القتل بسبب ممارسة الجنس الأختيارية؟ أذن مارأيك بمن يسبي امرأة متزوجة ويغتصبها هل يستحق القتل أم لأ ؟ وهذا مافعله رسولك بأمر من ربه وربك . وأيضآ تقولين توجد في أروبا عدالة الأسلام . كم أضحكني هذا الكلام . لو كان في أوروبا ماتسمينه بعدالة الأسلام لكنا رأينا أفعانستان وليس أوروبا بما في أنسانية لجميع الأجناس والأعراق . أن العدالة الموجودة في أوروبا لا يقبلها الأسلام ولايعترف بها لأنها تعتمد على المساواة بين جميع البشر وهذا مالايستوعبه الأسلام لأن فيه الجواري والعبيد وما يحق للرجل لايحق للمرأة وأنت تقولين عدالة الأسلام . الأسلام لم يعدل مع أحد كل مايهمه مصلحة الرجل وأشباع غريزته الجنسية والحروب والقتل وسبي ن


3 - تضامن مع يوم المرأة العالمي 8 آذار
نادرعلاوي ( 2009 / 3 / 8 - 15:04 )
الأخت تانيا جعفر الشريف
تحية طيبة معَ مزيدآ من الأحترام
أتقدم بموفور الشكر والعرفان لأغنائِكِ المادة المطروحة واظهار فكرَتُكِ بأسلوبٍ علمي ومنهجي وموضوعي
ألف مبروك لكِ واكُّل نساء العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي
أرجو أن تتقبلي مني كلَّ التقدير والأعتزاز بما تكتُبيه

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي