الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لآذار طعم السنابل

سميرة الوردي

2009 / 3 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كان في البدءالإلهة نمو )*
يوم آذاري يتقطَّع دفؤه بزخات مطرخفيفة ، لتذكرنا أن شتاءً رحل للتو ، انه الثامن من آذار الذي تجمعت فيه النسوة من مناطق شتى ليقمن برحلة فريدة ومفيدة فهي التجربة الأولى بعد نموز الخالد وإذا ما نجحت فستتلوها فعاليات أُخر ، كانت أمي واحدة منهن ، انقضى ذلك النهار الفاتن بين ضحكات النسوة وأطفالهن وانصرافهن الى تلاوة الشعر والمقالات عن ضرورة تحرير المرأة وتخليصها من إرث ثقيل كبلها مئات السنين وهمش حياتها ، ليتحررن تحت حماية قوانين منصفة لابد أن تسن ليقدمن طاقاتهن في بناء المجتمع ، كان ذلك اليوم من الأيام الفريدة في حياة المرأة العراقية والتي تمكنت على اثره من تحسين قانون الأحوال الشخصية الذي منحها الكثير من الحقوق .
في هذا اليوم كان لآذار ألقه وبهجته التي سرعان ما أطفأتها الأحداث الجسام التي مرت بالبلاد ، فقد طحنت الحروب الداخلية والخارجية بهجة الأمهات وألغت جدوى هذا القانون الذي منحها جزءا يسيرا من حريتها ، وحولها من كائن حالم بمستقبل مرفه سعيد الى ثكلى بالزوج والولد تبحث عن منجى لمن تبقى بين الركام .
إن ما مر بالمرأة العراقية التي فقدت الأب والزوج والإبن عبر عشرات السنين لهو كفيل بإعاقة أي بادرة خير ترجى من مثل هذه المرأة ، ولكن الحياة أثبتت صدق هذه المرأة وشجاعتها رغم كلاحة الظروف فقد قامت قيامتها ومدت أصابعها الى الحبر الأزرق رغم السيف المسلط على رقابها ورقاب أخوتها ، لتثبت من جديد أن المرأة العراقية لاتهزم مهما حوربت وقطعت أمامها السبل .
بالرغم من الغمامة السوداء التي التحفتها المرأة العراقية تحت قبة البرلمان الا أنها تشعرنا بوجود أمل كبير.
ساهمت المرأة العراقية مساهمة فعالة في تحمل الكثير من الآلام والضيم الذي تحمله الشعب العراقي عموما خلال مايزيد على الثلاثة عقود ، ليأت اليوم الذي تصبح فيه نائبة في البرلمان ولتنتزع ولو جزءا يسيرا من حقها في المشاركة في الحياة الإجتماعية والسياسية ولتعزز مسيرتها الطويلة الشاقة ولتواصل السعي في تثبيت حقوقها بالرغم من ضعف صوتها في المطالبة بسن قوانين وتشريعات تحفظ كرامتها وتصون حياتها ، لقد تجرأت احدى نائباتنا ورشحت نفسها لرئاسة البرلمان وبالرغم من تجاهل البرلمانيين لطلبها واهماله الا أنه يدل دلالة واضحة على قدرة المرأة على طرق كل الأبواب المغلقة أمامها ، ولابد من مجيئ يوم تسن فيه وتشرع قوانين تحمي كرامتها وتصون حياتها .
في مجتمع حضاري كالمجتمع العراقي لابد من قوانين انسانية راقية تمنح المرأة حريتها وتزيل عنها التسلط الذكوري اللامبررله ، حينذاك تستطيع المرأة من تقديم كل طاقتها في خدمة المجتمع الذي هو بأمس الحاجة الى البناء والرقي والتطور وهذا لن يتم ونصفه معطل محكوم بقوانين بالية .
ـــــــــــــــــــــــ
نمو : المياه الأولى التي انبثق عنها كل شئ عند السومريين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ”أنت رهن الاعتقال“.. توقيف صحفية أثناء توثيقها لعنف الشرطة م


.. أضرار جسيمة إثر إعصار قوي ضرب ولاية ميشيغان الأمريكية




.. نافذة إنسانية.. تداعيات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح


.. مراسل الجزيرة: قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال تقتحم مخيم ش




.. شاحنة تسير عكس الاتجاه في سلطنة عُمان فتصدم 11 مركبة وتقتل 3