الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من لي برأس هذا الفتى الصخّاب*؟

سعدون محسن ضمد

2009 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


سر الديمقراطية أنها تجهز على التسلط.. تُكسِّره لثلاث سلطات توزعها بين المتنفذين في فضاء ما نسميه بالدولة الحديثة.. وتدور الديمقراطية قوة وضعفا مدار التوازن الذي يمكن أن تحققه رقابة هذه السلطات بعضها للبعض الآخر. لكن هناك دائماً مصالح يمكن أن تتبلور بين أصحاب هذه السلطات وتتسع وتنمو وصولاً لتشكيل لوبي يجمع مثلث السلطة ويعيدها تسلطاً كما كانت أول أمرها، وهذا ما يحدث في معظم الديمقراطيات الهزيلة، كديمقراطية مصر (مثلاً) أو اليمن.
على هذا الأساس نكون بحاجة لجهة تحول دون تكون اللّوبي، باشتراكها بعملية الرقابة دون أن تكون لها سلطة، وهذه هي مؤسسة الإعلام المملوكة للدولة. فبامتهانها الرقابة تضبط أداء المؤسسات الثلاث. وبعدم اشتراكها بالسلطة تبتعد عن مصالح قد تجرها للتواطؤ مع تلك المؤسسات. لكن لإعلام الدولة نقطة ضعفه، فهو يرتبط بالبرلمان ويمول من الحكومة، وهذا هو فخه الصعب. وهو نفسه الفخ الذي تقف الصباح العزيزة على حافَّة منحدره.
إذن الضغوط موجودة يا صديقي وهي مؤثرة ولا يستطيع أن ينكرها أحد. خاصَّة وأنها ساهمت وبشكل فاعل بتغيير رؤساء تحرير ومدراء مؤسسات الدولة الإعلامية، وما تزال حملات التغيير مستمرة وبدوافع أجدها سياسية بحتة. وهنا ولهذا السبب يأتي دوري ودور أمثالي ممن يكتبون من خارج الجريدة، ويكونون بمنأى عن الضغوط التي تتعرضون لها أنتم، الأمر الذي يساعد على تشكيل قوة ضاغطة تحمي حرية التعبير كلما اقتضت الضرورة. هذا هو عذري وأنا اصر على مناكدة الصباح، وأصر على ضرورة هذه المناكدة، فأنا أحسبها الأداة الوحيدة القادرة على إبقائنا خارج فخ التكميم.
بقيت هناك حقيقة لا بد من قولها، وهي أنكم في الصباح استطعتم، وبمساعدة بعض الكتاب، من أن تصنعوا مجدكم الذي يميزكم عن باقي مؤسسات شبكة الإعلام العراقية. فكنتم، عن جدارة، رواد الصحافة العراقية الحالية الحرة. وهذا منجز تاريخي جاء وسط ظروف أقل ما يقال عنها أنها دموية. وأنا شخصياً أقدر هذا المنجز، وأحترم تقاليده وحدوده، والتزم باشتراطاته، ما يجعلني أسكت عن حجب بعض مقالاتي، وعن تغيير الكثير من مضامين بعضها الآخر. وسكوتي عن هذين الأمرين لا يأتي تفضلاً ومنَّة. بل نزولاً عند اشتراطات أؤمن بها. وبمناسبة الكلام عن شروط النشر هل تعتقد أن من الانصاف أن يذكر مقالي في سياق الحديث عن حيلولة المحرر دون تساوي حرية التعبير "مع حديث النفس أو كلام المقاهي" ثم أين تضع مقالك أنت المعنون (والسلاح زينة الرجال) والذي تعرضت خلاله لمسؤول كبير في وزارة الثقافة. وأريد هنا التأكيد أن مقالي الذي حجب عن النشر لم يكن ضد الحكومة بل وقوفاً مع برنامج رئيس وزرائها السياسي والذي سحر من خلاله الناخب؟ خلافاً لما أوحى به ردك عليه.
أخيراً يا صديقي، لم تكن بك حاجة لتذكيري بالأهداف التي سجلتها الجريدة في مرمى الجهات المسؤولة، فأنا أحفظها عن ظهر قلب، وكثيراً ما لعبت معك في قلب الهجوم، كما أحفظ معها التسديدات والأهداف المعاكسة، أي تلك التي جاءت بمرمانا نحن، وكان أشهرها التسديدة التي كادت أن تجيء بالهدف الأخطر. أقصد مطالبة بعض السادة النواب برفع دعوى قضائية بحقك، وكانت تلك المحاولة، بلا شك، تسديدة قوية ومن منطقة الجزاء. ولولا أن الأقلام التي تكتب من (خارج) جريدة الصباح ومن داخلها هجمت كالسيل الجارف. لتم حسم الدوري لصالح السلطة ضد الإعلام وربما إلى الأبد.
هناك أيضاً التسديدة الأبرز والأقوى والتي جاءت بهدف هز شباكنا، فمنع الزميل يوسف المحمداوي من كتابة عموده،. هدف خطير تسبب برهاب يعاني منه إلى الآن البعض (القليل) من محرري الصباح.
باختصار يا زميلي الجميل وكاتبي المفضل، كان إصراري على إثارة الموضوع نابع من حرصي على معادلة أسميها معادلة الكتابة (من داخل ومن خارج جريدة الصباح). فمن خلالها سنتمكن نحن الذين نكتب من خارج الصحيفة، من الضغط على السياسي لدرجة توقف أحلامه في السيطرة على الإعلام عند حد الأحلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* يأتي هذا المقال رداً على ما كتبه الزميل العزيز احمد عبدالحسين تحت عنوان (حرية تحت الرقابة) في الصباح العدد 1608 في 23 شباط 2009.وهذا رابط المقال
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=77906








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع شهيد سقط برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بيت فوريك بالضفة


.. رغم سيطرة الاحتلال على المنطقة.. القسام تنجح في تنفيذ كمين ض




.. موكب دراجات نارية بمسيرة لدعم غزة في النرويج


.. نازحون في غزة يستغيثون: -تحملنا فوق طاقتنا وكل يوم ناكل رمل-




.. وزارة الصحة السعودية تؤكد للعربية عدم تسجيل أي أمراض معدية ب