الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علماء وخبراء المستقبل ؛؛هم الخريجين الاوائل يجب تعيينهم في كلياتهم؛؛

علي عبد داود الزكي

2009 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



ان فقدان الحافز للسعي وعمل الأفضل اصبح سمة عراقية بامتياز...غالبا ما يكرم الذي لا يستحق التكريم غالبا ما يكون الغريب والعجيب هو الشائع والسائد في عراق الرافدين عراق سومر عراق الحضارة عراق القانون عراق بابل!!! العراق الذي يتناوب الظلم عليه وكانه مسلسل الم لانهاية له..... وكأن لعنة حلت على هذا البلد لماذا دائما الخطأ هو سفينة يركبها جميع من يتولى مسؤولية البلد....لماذا الحق والفضيلة والإخلاص والمهنية كماليات بائرة في سوق السياسة في سوق بيع الوطن...في سوق التراجع الاداري والدكتاتوري المتلون المتنوع.... وكأن النزاهة اصبحت شي من ضرب الخيال .. لا يسال عنها ولا يسمح لها بان تكون سمة مجتمع.... للأسف كنا نظن أن الدكتاتورية هي السبب كنا نظن أشياء كثيرة لكننا لم نفهم بان الجهل الاجتماعي المركب (الذي تعمل على ترسيخه الحكومات العراقية المتعاقبة.).. والأنانية الحزبية وحب السلطة وزينتها وبهرجها ...والقيم العشائرية التسلطية وحب المناصب على حساب الحق والفضيلة هي قانون تغالب قانون ظلم مترسخ لا مهرب منه ...لا قانون عادل لا نظام لا نزاهة..القانون هو قانون القوي فقط الفقير مسكين صامت ساكت لا يقوى على فعل شيء سوى الرضوخ إمام السلطة الدكتاتورية التي تلبس اثواب التلون التي تخفي السوء... أن هذه الحقائق هي من يشكل اكبر دكتاتورية وتمثل الطاغوت الأعظم الذي يسحق آمال العراقيين تحت قدميه... قبل أيام التقيت بأحد العلماء العراقيين وهو إنسان بسيط متواضع جدا متسامح ومتعاون ويقدم المساعدة لكل من يطلبها منه... وهو يعمل دكتورا في جامعة بغداد... إضافة لذلك لديه أعمال كثيرة من استشارات في الوزارات وأشراف على طلبة الدراسات العليا في الجامعات العراقية المتعددة...فقال لي حقيقة إنا لم أراها عجيبة بل رايتها فيها الم ومرارة وهي أن الإدارات في حكومة الديمقراطية الجديدة لا تختلف عن سابقاتها ...بل هي أسوء وذلك لأنها لا تريد من احد أن يعمل الصحيح وأي إنسان يعمل الصحيح سوف يحارب ويحارب... نعم هذه حقيقة!!! كل من يعمل شيء صحيح لصالح المجتمع يحارب بشدة... وبمعنى اصح سوف توضع أمامه العراقيل وسوف يسحب لخانات الفساد ويتهم بأنه يزايد على الآخرين في حبهم لوطنهم ويحجم من قدراته ولا يسمح له بان يقدم للمتجمع الكثير من الذي يمتلكه.... وهذه مصيبة كبرى ....هذه المصيبة يفسرها الإداريين بمكر وبمظلومية بان القانون هو كذا وكذا!!! هنا نقول عجيبة أن الأنظمة والقانونين وضعت لتسهل أمور الناس وليس لتعقدها وليس لتمنع الخير وتمنع التطور... أن كان القانون يفسر بشخصنة فهذه طامة كبرى !!! وللأسف نقول القانون عندنا يفسر حسب الأهواء ويفسر حسب الأشخاص وحسب قوتهم ونفوذهم ...الأسود ممكن يصبح ابيض والأبيض ممكن يصبح اسود بكل سهولة... والإداريين متفننون في الدفاع عن أنفسهم بجلب القانونيات والقرارات لصالحهم يفسرون الحرف بما لا يخدم ألا مصالحهم... أين العراق فيهم... نلوم الحكومة والسيد المالكي ..... ولا نلومهم لأنهم وصلوا بالديمقراطية للحكم لا نلومهم كأشخاص على قمة السلطة لكن نلومهم لأنهم يجب أن ينتبهوا لأعوانهم وممثليهم .. فأنهم مخدوعون بالكثير من الشخصيات التي تتقلد المناصب التي لا يهمها سوى مصالحها الشخصية ويتملقون ويمسحون الاكتف لكي يرضوا المسئول الحكومي الذي يسندهم ... حتى وان كان هذا غشا وخداعا وعلى حساب المجتمع... على الحكومة والإدارات العليا أن لا تنظر بحسن النية لأقرب المقربين يجب أن يكون هناك مصدر معلومات لديهم يجب أن تكون لديهم مخابرات ليعرفوا الحقيقة لربما سبب الفشل الكبير للحكومة في المرحلة السابقة في عدم التصدي للفساد هو ليس عدم التجانس السياسي فقط وإنما هو افتقار الحكومة الى السيطرة المباشرة على المخابرات العراقية..... وهذا مما يجعلهم لا يعرفون سوى صراعاتهم على السلطة بظل غياب المصلحة الوطنية فكل السياسي يعمل لمصلحة الوطن من وجهة نظره الخاصة هذا بالنسبة للقياديين أما المتسلقين فأنهم وجدوا ضالتهم في ذلك.... واخذوا يناغمون أفكار الأحزاب والحركات ويتلونون حسبما يشتهي المسئول المنتخب الذي يمتلك نفوذ وتأثير حزبي ومؤسساتي....لكن للاسف نقول لماذا ينخدع المنتخب لماذا لا يرى الحقائق كما يراها الانسان بالشارع لماذا لا يرى الفساد واسبابه واشخاصه لماذا يحمي الفسدين؟؟؟؟؟ الان الحمد لله توفر الأمن بشكل كبير وتوفر الوقود بشكل كبير وتوفرت بعض الخدمات للمجتمع وهذا تشكر عليه الحكومة المنتخبة بكل أطيافها وألوانها وليس حصرا لشخص وحزب واحد.....لكن للأسف لم تقم الدولة بمحاربة فعلية وحقيقية وواقعية للفساد... الذي أصبح حمل ثقيل لا ينبأ بخير لمستقبل البلد أذا لم يتم معالجته بحزم وقوة وتطبيق القانون والذي نتمنى أن يكون واقع عراقي نراه ونحسه ونلمسه....فان الحقوق ضائعة..... أن من اعقد المشاكل هي البطالة وهذه المسالة خلال السنوات الستة الماضية لم تعالجها الحكومة بمهنية وإستراتيجية ....وللأسف على يد الحكومة المنتخبة وبدعم وتشجيع أمريكي تم تراجع مستوى الإنتاج المحلي وانهارت جميع مقومات البلد الإنتاجية الزراعية والصناعية والحرفية المختلفة وانهارت المهن المختلفة إمام المستورد ...وادى ارتفاع مستوى دخل الفرد العراقي الى زيادة كلف الإنتاج المحلي...حيث أن زيادة دخل الفرد العراقي جاء نتيجة الاعتماد المباشر على صادرات النفط فقط ولم يحسب حساب لليوم الأسود.... لذا تم تعين غير مدروس لعدد هائل من المواطنين في وظائف الدولة مما سبب ترهل وعجز إداري وسبب عدم كفاءة في الانجازات المختلفة للمؤسسات وانهارت القيم الوظيفية كم ضاعت هوية المؤسسات بسبب تعيينات غير المهنية وبإعداد تفوق الموجود الأصلي للدوائر من الموظفين... وهنا نشأت اكبر بطالة مقنعة بالعراق... كان من الأجدى بالحكومة أن تعمل على إشراك القطاع الخاص وتفعيل دوره لانجاز مشاريع ضخمة بالبلد لاستثمار الطاقات ليكون البلد منتجا وحيويا... أفضل من البطالة المقنعة التي أصبحت تثقل كاهل الدولة... حدثت تعيينات هائلة.... وأصبحت الدائر والمؤسسات تغص بالموظفين الذين اغلبهم غير كفؤين وتدريبهم يحتاج الى أموالا كبيرة لإقامة الدورات التدريبية والتطويرية لهم... كما أن الدوائر بعد هذا التضخم الذي حصل فيها بدأت ترفض تعيين أي مواطن يأتي إليها حتى وان كان كفوءا وذلك لان هذه الدوائر أصبحت تعجز عن السيطرة على هيكليتها التنظيمية ..بسبب وجود كادر هائل فيها.... وبعد كل هذا جاءت مصيبة اخرى وهي.. تراجع أسعار النفط عالميا والتي سبب كارثة حقيقية للبلد...خصوصا لخريجي الجامعات الذين لم يتم استيعابهم في العمل وخصوصا وهم شباب كانوا ينتظروا يوم تخرجهم ليجدوا فرصة عمل... مناسبة. لهم لكن للأسف ..لم يجدوا قطاع خاص يستوعبهم ولا وظائف حكومية ممكن يعينوا بها ويتم تغطيتها ماليا من قبل وزرة المالية.... ولعل أسوء ما موجود هو عدم تعيين اغلب الخريجين الأوائل للسنوات الثلاثة الأخيرة.... أن مؤسسات البلد المفروض تعتمد على الكفاءة وعلى الأذكياء المتميزين لأدارتها والقيام بحمل أعبائها.... ويجب استيعابهم وفسح المجال أمامهم ويجب أن يتم تطوير المؤسسات بهم لأنهم النخبة التي يجب أن لا نضحي بها تحت أي ظرف... لاحظت خلال عملي الأكاديمي بان أكفاء المعينين هم الأوائل لكن للأسف حتى في السنوات بعد السقوط لم يتم تعيينهم ألا كموظفين إداريين بالجامعة.... قبل أيام ذهبت لشراء الصمون من احد الأفران ولقد تفاجاءت بوجود احد الخريجين الأوائل الذين درستهم يعمل في الفرن... وقلت له لم تحصل على وظيفة أجاب بحزن وألم كبير وقال دكتور الوظيفة تحتاج الى واسطة كبيرة وتحتاج الى دفع الرشى وغير ذلك لم أتعجب ذلك.. ... لكن فعلا حزنت لأننا نخسر جهد الخريجين الأوائل والذي يجب ان يتم استثماره في المكان المناسب له والذي يخدم البلد اكثر.... يجب استيعاب وتعيين الخريجين الأوائل ويجب أن تبنى جميع مؤسسات البلد عليهم ليكونوا النخبة المعول عليها للقيام بالنهوض بمؤسسات البلد ويجب عدم تحجيمهم وتجريحهم ويجب احترامهم واحترام حقوقهم... أنهم أن تم استثمارهم بكفاءة فسيكونوا ؛؛ خبراء وعلماء العراق ؛؛ في المستقبل القريب.... يجب أن لا نخسرهم.... هنا نطلق الدعوة للتمسك بالأوائل وتعيينهم في جامعاتهم وكلياتهم وتجاوز كل الشروط المالية والإدارية ومنح الدرجات لهم وتعيينهم دون أي شروط تمنع أو تعرقل ذلك.. المرحوم د.علي الوردي قال...؛؛ أن مجتمعانا لا تشجع ولا تكرم المبدعين الحقيقيين لذا قل ظهور المبدعين في مجتمعاتنا ؛؛ ...هل ممكن ان نغير هذه العبارة ؟!!!! ولنقول كفى مكافئة وتكريم للمنافقين المزورين الكذابين... لنعمل من اجل نهوض العراق لنتكاتف من اجل غدا أفضل لنا ولمستقبلنا ومستقبل أبنائنا....

د.علي عبد داود الزكي [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا