الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حوار مع الأستاذ الدكتور المستشرق شريف شي سي تونغ الأستاذ في جامعة الدراسات الأجنبيّة ببكين حول التعليم والفكر والثقافة في الصين اليوم

محمد عبد الرحمن يونس

2004 / 4 / 1
مقابلات و حوارات


في حوار مع الأستاذ الدكتور المستشرق شريف شي سي تونغ الأستاذ في جامعة الدراسات الأجنبيّة ببكين حول التعليم والفكر والثقافة في الصين اليوم .أعدّ الحوار في بكين الدكتور محمد عبد الرحمن يونس، محاضر في جامعة الدراسات الأجنبيّة ببكين.


الأستاذ الدكتور شريف شي سي تونغ باحث أكاديميّ ، وأستاذ في جامعة الدراسات الأجنبيّة ببكين ، وهو رجل مليء بالمعرفة وبالتواضع العلمي في آن ، يستقبلك بأدب كبير،وبنبل عميق. عاشق للغة العربيّة وآدابها وفنونها وتاريخها وثقافتها ، وهو باحث ومترجم نشيط ، ومحبّ للعرب وصديق لهم ، ومطّلع على ثقافتهم وحضارتهم وفكرهم ، ويرى أنّهم أمّة عريقة في الحضارة والمعرفة. وكان لي معه هذا اللقاء في منزلي ومنزله ببكين، وقد استغرق منّا هذا اللقاء جلسات ممتعة ، تبادلنا فيها الآراء حول كثير من القضايا الثقافيّة والفكريّة والسياسيّة في الصين اليوم ، صين الانفتاح ، والتحرر من كثير من القيود الإيديولوجيّة التي كانت تحكمها أيام ماو تسي تونغ .
س1: في البداية دعنا نتحدّث عن بدايات تعلّمك للغة العربيّة ، ولماذا اخترت اللغة العربيّة تحديداً من دون غيرها من اللغات الأجنبيّة الأخرى؟.
ج1: بدأت في تعلّم اللغة العربيّة في سنة 1955م، وفي تلك السنة التحقت بالمعهد العالي للشؤون الدبلوماسيّة الخارجيّة ، وبقيت في هذا المعهد من عام 1959 إلى عام 1962م ، ثمّ انتقلت إلى جامعة الدارسات ببكين ، وتابعت دراساتي العليا فيها ، ثمّ أصبحت أستاذاً مساعداً في هذه الجامعة ، ثمّ أستاذاً في ما بعد. وقد اخترت اللغة العربيّة مصادفة وحسب حاجة الدولة إلى الاختصاصات في اللغات الأجنبيّة ، وكان نصيبي أن أدرس اللغة العربيّة ، وقد كان طموحي في البداية أن أصبح دبلوماسياً لأنّ هذه المهنة تعجبني لأنّها تساعدني على التواصل مع الآخرين في الدول الأخرى وتجعلني أفهم ثقافتهم وحضارتهم ، ولكن المصادفة دفعتني لأن أعمل أستاذاً جامعيّاً ، فالحكومة قالت : يجب أن تدرّس اللغة العربيّة . وقبل تخرّجي في الجامعة بسنتين عرفت أنّ الجامعة تريدني أن أعمل بها، ففكرت في الموضوع ، واقتنعت به، وقلت : إنّ عملي كأستاذ جامعيّ سيدفعني إلى أن أنهل من الثقافة العربية والصينيّة كماً كبيراً ، لأني أعتقد أن الفرد لا يكون مثقّفاً جاداً إلاّ إذا كان أستاذاً جامعيّاً وباحثاً أكاديمياً في الجامعة . وبعد عرفت أنّي سأكون أستاذاً جامعياً قررت أن أسهم في تغيير النظم التعليميّة القديمة ، وأسلوب التدريس المتعامل به في الجامعة ، لكي أطوّره وأحسّنه وأحدّثه لأني أرى ذلك واجباً يفرضه عليّ ضميري الإنسانيّ والمهنيّ ، وأن أسهم في إعداد نخبة جديدة من الأكفاء، الذين يفكّرون بطريقة جديدة، وبطريقة علميّة مستنيرة ، يدفعهم في ذلك الأخلاق العاليّة لخدمة وطنهم وأبنائه. وبالإضافة إلى عملي كأستاذ جامعيّ فقد عملت مترجماً من العربيّة إلى الصينيّة وبالعكس في وزارة الخارجيّة ووزارة الريّ والطاقة الكهربائيّة ، ووكالة أنباء الصين الجديدة ، واللجنة الوطنيّة للتربيّة البدنيّة والرياضة، وهيئة الشؤون الخارجيّة للشعب الصينيّ.
س2: هل حققت رغباتك وأهدافك في تغيير النظم التعليميّة القديمة بعد تخرّجك في الجامعة؟ .
ج2: لقد أسهمت في وضع منهاج موحّد لتدريس اللغة العربيّة في الجامعات والمعاهد العليا في الصين كلّها، لكنّ الجامعات الصينيّة احتجت على هذا المنهاج لأنّه صعب ، إلاّ أنّ وزارة التعليم العالي في الصين رأت أهميّته ونجاحه ، فجعلته مقرراً على كلّ جامعات الصين ومعاهدها التي تدّرس اللغة العربيّة، وقد تمّ طبعه ونشره في دار جامعة الثقافات الأجنبيّة ببكين( الفرع الثاني) ، ثمّ طبع مرّة ثانية في دار جامعة بكين. وهذا المنهاج معمول به حتّى الآن منذ 12 سنة.
س3: هل لك أن تذكر أهداف هذا المنهاج الذي وضعته ؟.
ج3: تتلخّص أهداف هذا المنهاج في ما يلي:
1 ـ نشر المعلومات الأساسيّة عن اللغة العربيّة للطلبة ،
2 ـ تدريب الطلبة تدريباً شاملاً للحصول على المهارات اللغويّة ليصبح لديهم معرفة مبدئية عن ثقافة البلاد العربيّة وأحوالها، وإعداد الطلبة لأن يصبح لديهم المقدرة المبدئية على التعامل باللغة العربيّة، والتواصل مع أهلها في البلدان العربيّة، ثمّ تعليم الطلبة استيعاب طرق الدراسة العلميّة وتنمية عادات الدراسة السليمة لديهم، ويعتبر هذا بمثابة أساس متين للصفوف المتقدّمة، ويحدد هذا المنهج أنواع الدارسين، وأهداف تدريس اللغة العربيّة ومضمونها في المرحلة الأساسيّة في تخصص اللغة العربيّة في الجامعات والمعاهد العليا في الصين، ويحدد أيضاً تنظيم مبادئ هذا التدريس ومتطلباته، وبالتالي يكون سنداً علمياً لأعضاء هيئة التدريس بهذه المرحلة، ويهدف إلى إعداد المواد الدراسيّة وإجراء الاختبارات والامتحانات وتقييم التدريس والدراسة .
س3: ما هي الكتب التي قمت بتأليفها، واعتمدتها منهاجاً للطلبة الجامعيين في دراستهم؟.
ج3: أنا متخصص في تدريس الصوتيات والنطق باللغة العربيّة، وقد وضعت منهاجاً لتدريس النطق باللغة العربيّة، ويتكوّن هذا المنهاج من :
1 ـ كتاب تعليميّ واسمه(( اللغة العربيّة)) ، ومعه أربع أشرطة مسجُلة.
2 ـ كتاب آخر واسمه (( أساسيات اللغة العربيّة))، ومعه ستة أشرطة مسجّلة.
3 ـ كتاب آخر ((تعلّم اللغة العربيّة بأقصر وقت))، ومعه ثمانية أشرطة مسجّلة، وأشرطة فيديو مصوّرة بشكل تمثيلي نموذجيّ ناطق، وهذه الأشرطة مكوّنة من 90 ساعة دراسيّة ، وجميع الأشرطة السابقة مسجّلة بصوتي. وقد ساعدني في إعداد أشرطة الفيديو الأستاذ أمين محمد ماجون هو. وقد استفاد منه إخواننا المسلمون كثيراً في جميع أنحاء الصين، واستفاد منه أيضاً أئمة المساجد في الصين في تحسين نطقهم والتعبير جيداً عمّا يدور في أذهانهم، أمّا أشرطة التسجيل فإنّها وزّعت على جميع الجامعات التي تدرّس اللغة العربيّة في الصين، وكذلك وزّعت في جميع معاهد العلوم الإسلاميّة في الصين.

س4: ما هي أهمّ الصعوبات التي وجدتها وأنت تدرّس اللغة العربيّة لغير الناطقين بها.
ج4: هناك صعوبات عديدة أهمّها :
ـ مشكلة النطق: إذا تحدّثنا عن نطق بعض الحروف العربيةالأصوات المتقاربة ( س ش ص ض ) ، فإنّ الأصوات التي تخرج من المخارج الصوتيّة الآتيّة: الحلق والأسنان، واللثّة مع طرف اللسان ومقدّمته، والأسنان وطرف اللسان ، واللهاة مع مؤخرة اللسان، وعددها اثنا عشر صوتاً ( حرفاً)وهي: (( ث ، ذ، ط، ظ، ق، ر، ح، ع، أ، هـ، خ، غ)) لا توجد في اللغة الصينيّة ، وهذا يشكّل صعوبة كبيرة بالنسبة للمبتدئين .
ـ مشكلة الكتابة:إنّ كتابة حروف اللغة العربيّة صعبة جداً لأنّ لكلّ حرف أربع أشكال، بمفرده، وفي مقدمة الكلمة، وفي وسطها، وفي آخرها. وأيضاً يجد الطلبة صعوبة بالغة في التنقيط والتشكيل، وكلّها تأتي متزامنة أثناء تعلّم اللغة العربيّة، وهذا يشكّل صعوبة كبيرة لديهم ، فوق ما يتصوّره أهل الضاد أنفسهم . ومن هنا نجد بعض الطلاب يحبّون اللغة العربيّة ويتمنّون تعلّمها ، ولكنّهم يخافون الدخول في محاولة تعلّمها . و إذا تحدّثنا عن خواص الأصوات العربيّة ، وتغيّرها وعدم الاتفاق في النطق والشكل، وتظهر على سبيل المثال ظواهر التغيير الصوتي في حروف الإدغام ( ي ر م ل و ن)، و ( من + ما ) ممّا ، ممّ ، و : ( عن + ما) عمّا، عمّ .نجد أنّ هذه الأصوات صعبة النطق . وتأتي أيضاً مشكلة أخرى بالنسبة للطلبة ، وهي مشكلة تفخيم النطق في حروف الإطباق، فمثلاً نجد أنّ لفظ الكلمات : ( فصل ـ فاطمة ـ مصر ـ مطعم ـ مظهر) وغيرها هي صعبة النطق بالنسبة للطلبة ، لأنّ الطلبة لا يستوعبون المخارج الصوتيّة حين تفخيم النطق، وهناك ميّزات أخرى خاصّة في اللغة العربيّة لا توجد في أيّة لغة أخرى من لغات العالم ألاّ وهي : قراءة الحركة الإعرابيّة، والمدّ، والشدة. فنطق الشدّة يشكّل صعوبة كبيرة بالنسبة للطلاب الصينيين، وهناك صعوبة كبيرة في التفريق ما بين النكرة والمعرفة ، وهناك مثلاً قضية التخلّص من التقاء الساكنين ،فهذه قضية تبدو صعبة بالنسبة للطلبة. وأرى أنّ دراسة الصوتيات العربيّة تعتمد في البداية على الاستماع ، ويعتبر التقليد والتمرينات الكثيرة مفتاح لإتقانها، ولا يمكن إخراج الصوتيات بشكل طبيعيّ إلاّ عن طريق التمرينات الكثيرة لمدة طويلة وبصورة متكررة، ولا يمكن الوصول إلى الفهم والاستيعاب الحقيقيّ لخواصّ النطق العربيّ ومهارات القراءة الجهريّة إلاّ عن طريق التعمّق بقراءة مواد دراسيّة كثيرة وكافية . وقد حاولت في جميع كتبي أن أذلّل هذه الصعوبات الكثيرة، وذلك بأن وضعت قواعد خاصّة لتسهّل على الدارسين الصينيين نطق هذه الحروف بشكل سليم.
أمّا الصعوبة الثالثة فهي : الصرف والنحو فهناك اسم الفاعل واسم المفعول، وصيغ المبالغة من اسم الفاعل، وهناك المذكّر والمؤنث ، وهناك تصريف الأفعال، وهناك المفرد والمثنى، والجمع بأنواعه المختلفة في اللغة العربيّة. في حين أننا في اللغة الصينيّة لا نستخدم هذه الصيغ الصرفيّة أبداً.
إنّ الفعل في الصينيّة واحد في جميع الحالات، والجمع في اللغة الصينيّة واحد في كلّ صيغه، في حين لا نجد هذه الحال في اللغة العربيّة. وأيضاً على مستوى الترتيب ، فعندكم في اللغة العربيّة تأتي الصفة بعد الموصوف، وهذا عكس اللغة الصينيّة، إذ تأتي الصفة أولاً ثمّ الموصوف ثانياً . والاختلافات الأخرى في أدوات الاستفهام ، فأنتم تضعونها في المقدّمة، أمّا نحن فنضعها في المؤخرة، وهذا يسبب مشكلة للطلبة، إذ نجدهم دائماً يخطئون في ترتيبها الصحيح. وهناك صيغة الفعل المبني للمجهول، وهذه الصيغة صعبة بالنسبة لدارسي اللغة الصينيّة، لأننا لا نستخدم هذه الصيغة أبداً في لغتنا. وعلى سبيل المثال هناك ظواهر نحويّة أخرى تختلف عن اللغة الصينيّة اختلافاً كبيراً: كإعراب الأسماء والنكرة والمعرفة، والاسم المعرب والمبني، والممنوع من الصرف، والمصادر، والأفعال التامة والناقصّة، فهذه كلّها تختلف عن اللغة الصينيّة اختلافاً واضحاً. ولا توجد المصادر والأسماء المعربة والمبنيّة، والأفعال التامة والناقصة، ولا النكرة ولا المعرفة، أيّ لا تمييز بين المبني والمعرب، ولا بين النكرة والمعرفة.
س5: لقد قلت في إحدى دراساتك المنشورة : لقد كانت الحضارة الصينية والحضارة العربية الإسلامية تمثّلان أعلى مستوى للحضارات العالمية في العصور الوسطى، وقدّمتا أكبر الإسهامات ،وأعظم المنجزات للحضارات البشرية كلّها. ما هي في رأيك أهمّ هذه الإسهامات والمنجزات؟. أرجو أن نتحدّث عن إسهامات العرب والصينيين في الإنجاز الحضاري والمعرفي في تاريخ الحضارات البشرية .
ج5: بالنسبة للإسهامات الصينيّة المقدّمة إلى المنجزات الحضاريّة البشريّة هي: صناعة الورق، والطباعة، والبارود، والبوصلة. وهذه الاختراعات نبّأت على حدّ تعبير كارل ماركس(( بقدوم المجتمع الرأسماليّ، فالبارود حطّم طبقة الفرسان، والبوصلة فتحت الأسواق العالميّة، وأقامت المستعمرات، وفنّ الطباعة أصبح أداة تعليم ووسيلة النهضة العلميّة، وقوة دافعة كبرى، ومقدّمة ضخمة لتطوير الروح الإبداعيّة)) .ومن المعروف أنّ الحضارة الصينيّة تحتلّ مكانة هامة في تاريخ الحضارات العالميّة، فهي واحدة من أقدم حضارات العالم، وأحد منابع الحضارات الإنسانيّة في العالم كلّه، وكذلك هي الحضارة الوحيدة من بين حضارات البشريّة التي قامت واستمرت وتطوّرت إلى يومنا هذا .
س6: ألا ترى معي أستاذ شريف أنّ الحضارة العربية والإسلامية هي أيضاً من أهمّ منابع الحضارات الإنسانيّة في العالم كلّه، وهي أيضاً قد قامت واستمرّت وتطوّرت إلى يومنا هذا مثلها مثل الحضارة الصينيّة ؟ .
ج6 : أنا معكم في أنّ الحضارة العربية والإٍسلاميّة هي من أهمّ الحضارات الإنسانيّة أيضاً، وقد أسهمت مثلها مثل الحضارة الصينيّة في تطوّر الحضارات الإنسانيّة، وقدّمت لها منجزات عديدة وعظيمة وخالدة. وسأشير إلى ذلك بعد قليل.
يونس: دعنا نكمل أستاذ شريف.
أستاذ شريف: إنّ الحضارة الصينيّة لم تنحصر في الأراضي الصينيّة فحسب بل انتشرت في دول شرق القارة الآسيويّة كاليابان وكوريا وفيتنام وغيرها من الدول لتسهم في تشكيل حضارة شرق آسيا. وظلّت الصين تمثّل مركز دائرة هذه الحضارة منذ القرن الرابع قبل الميلاد إلى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، وقد ورد في كتاب: (( الجدول الزمنيّ للاختراعات العلميّة الكبرى في العالم)) أنّ مجموع الاختراعات والإنجازات العلميّة الكبرى الهامّة في الفترة من القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن الحادي عشر الميلادي ( 231) اختراعاً، وكان نصيب الصين منها ( 135) اختراعاً أيّ بنسبة قدرها( 58,4 % ) . ومنذ بداية القرن الحادي عشر الميلادي حتّى السادس عشر الميلادي نجد أنّ مجموع الاختراعات والإنجازات العلميّة الكبرى الهامّة في العالم ( 67) اختراعاً، ونجد أنّ نصيب الصين منها( 38) اختراعاً، أي بنسبة قدرها ( 54%)، وفضلاً عن ذلك فإنّ الاختراعات الأربع الكبرى في الصين ( صناعة الورق، والطباعة، والبارود، والبوصلة) قد لعبت درواً ثورياً طليعيّاً ومهّدت لبداية عهد حضاريّ حديث . هذا وقد أثّرت صناعة الورق في ما بعد على مراحل تطوّر الحضارة الغربيّة.
وأحبّ أن أضيف بهذه المناسبة أنّ طريقة نقل صناعة الورق إلى العرب لم تتمّ إلا بعد أن حدثت معركة طلس في عام 751م بين الصين والعرب، ففي هذه المعركة فشلت الصين في المعركة وأسر العرب كثيراً من الجنود الصينيين ،و منهم بعض عمال صناعة الورق، فخيّرهم العرب بين العتق والرقّ، وجعلوا ثمن العتق مزاولة حرفة من الحرف، فاتّضح أنّ عدداً كبيراً من أولئك الأسرى الصينيين يجيدون صناعة الورق، فأعتقهم المسلمون العرب، وشيّدوا لهم مصانع الورق في مدينة سمرقند عام 751م, فقام هؤلاء بنشر صناعة الورق في العالم الإسلاميّ، وشيّدوا أول مصنع لصناعة الورق في بغداد عام 793م، وأول مصنع في دمشق عام 794م، وأول مصنع للورق في القاهرة في عام 900م، وأول مصنع في مراكش في عام 1100م ، وأول مصنع في الأندلس عام 1150م، وأمّا في فرنسا فقد كان أول مصنع 1180م ، وفي إيطاليا عام 1271م، ولم يُنشأ أول مصنع في أمريكا في إلاّ القرن السابع عشر الميلادي.
وأرى أنّ الورق الصيني قد وضع أساساً مادياً متيناً لنشأة النهضة الفكريّة العربيّة، لأنّ الورق سهّل عملية التدوين ونقل المعارف وحفظها في العالم جميعه. وأودّ أنّ أذكر هنا أنّ العرب لهم دورهم الحضاري العظيم في نقل صناعة الورق في ما بعد إلى الغرب كلّه . وأرى أنّ لهم فضلاً عظيماً في بناء حضارة أوروبا الغربيّة الحديثة، فقد قال أرنولد توينبي المؤرخ الإنكليزيّ بما معناه: إنّ الدور الذي لعبه العرب في هذا الصدد كان إيجابياً، فهم لم ينقلوا الفكر الإغريقي إلى أوروبا إلاّ بعد أن فحصوه ودقّقوا فيه، ثمّ شرحوه شرحاً جلى الغامض فيه ، و علّقوا عليه تعليقاً أزال عثراته، وأكمل نواحي النقصّ والتقصير فيه.
وفي الحقيقة أنّ عقلية العرب هي التي علّمت ذهنيّة علماء الغرب كيف يدرسون المعضلات، ويحققون الشبهات، ويحلّون المشكلات، وينقبّون عن الأسباب الرئيسة للأمور، ويستنبطون النتائج المترتبة عليها.
إنّ العلم العربيّ لم يكن مجرّد براعة عقليّة فحسب، بل كان علماً تجريبياً أيضاً.ولقد كان العرب في القرون الوسطى يمثّلون التفكير العلميّ الذي تمثّله أوروبا الحديثة الآن، إذ آمنوا بقيمة التجارب العلميّة واتّخذوها وسيلة لكشف الحقائق الجديدة. وقد أثبت التحقيق التاريخيّ أنّ العرب هم الذين وضعوا قـاعدة(( جرّب واحكم ))، فطبهم تجريبيّ، وفلكهم تحقيقيّ، وهندستهم تطبيقيّة، وكيمياؤهم عمليّة. نعم إنّ العرب لم يصلوا في التجريب إلى الدرجة التي وصلت إليها أوروبا الحديثة، ولكنّ مشاهداتهم العلميّة وتجاربهم الدقيقة قد هيّأت أسباب تكوّن العلم الحديث، وهنا يمكن أن نقول: إنّ من أعظم الأحداث في تاريخ العلم هو اكتشاف العرب الطريقة العلميّة، فقد عرفوا العناصر الأساسيّة لمنهج البحث العلميّ، ويكفي أن نذكر هنا نصّ الدستور الذي جاء في الرسالة السابعة من رسائل إخوان الصفاء، والذي اتّخذه العلماء العرب في البحث العلميّ وطريقة هذا البحث ومنهاجه، إذ شمل هذا الدستور الأسئلة التاليّة التي يسألها العالم عن بحث كلّ أمر أو تجربة: 1 ـ هل هو ؟ : يحكم في وجود شيء من عدمه .
2 ـ ما هو؟: يبحث عن حقيقة الشيء .
3 ـ كم هو؟: يبحث عن المقدار.
4 _ كيف هو؟: يبحث عن صفة الشيء.
5 ـ أيّ شيء هو؟: يبحث عن طبيعة الشيء .
6 ـ أين هو؟ : يبحث عن مكان الشيء.
7 ـ متى هو؟ : يبحث عن زمان الشيء.
8 ـ لما هو؟ : يبحث عن فائدة الشيء.
9 ـ من هو؟: يعرّف بالشيء.
وبهذا المنهاج العلميّ وضع العرب أساساً للعلم التجريبي الحديث.
ويمكن أن نقول إنّه في العصور الوسطى كانت الحضارتان الصينيّة والعربيّة الإسلاميّة تمثّلان أعلى مستوى للحضارات العلميّة، وقدّمتا أكبر الإسهامات وأعظم المنجزات للحضارة البشريّة كلّها. وليس هذا وحده هو ما يجمع بيننا نحن الصينيين والعرب، فنحن وإياكم نؤمن بالتكافل الاجتماعي وبالعلاقات الأسريّة المتينة وبقيم التعاون والصدق والرخاء، وندعو إلى التفاهم والمحبّة والاحترام، والاحترام المتبادل بين الناس، فنحن الصينيين والعرب متشابهون في الأخلاق ومتّفقون في المشارب.
س7 ـ دعنا نتحدّث عن الأدب وأسألك: ماذا يعجبك في الأدب العربي؟ النثر أم الشعر؟ ومن مِن الأدباء العرب الذين قرأت لهم ، وتركوا في نفسك أثراً جميلاً وطيباً؟.
ج7 ـ يعجبني الأدب العربيّ كثيراً، إذ انّه جزء هام من الأدب العالميّ، وله دور كبير وفضل عظيم على كثير من الآداب العالميّة الأخرى. وأعتقد أنّ في هذا الأدب نوابغ كثيرة، وأعلاماً مهمّة جدّاً في القديم والحديث. وإني أعتبر هذه الأعلام نجوماً وكواكب تتلألأ في سماء الأدب والفكر الإنسانيّ، وقد أسهم الأدب العربيّ ولا يزال يسهم، وسيسهم في المستقبل في ازدهار الأدب العالميّ. واسمحوا لي أن أذكر بعض أسماء الأدباء العرب المشهورين الذين قرأت لهم، فمن الشعراء القدماء يعجبني امرؤ القيس ( 500 ـ 540 م )، وأذكر بعضاً مما قاله في معلّقته، والذي أُعجِبت به، وكان له وقع خاص في نفسي :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
و: إنّ شفائي عبرة مـــهراقة وهل عند رسم دارس من معوّل
و: أفاطم مهلاً بعـد هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
و: أغرّك منـي أنّ حبّك قاتلي وأنّك مهما تأمري القلب يفعل
وأرى أنّ شعر هذا الشاعر العظيم قائم على استنفار المشاعر الإنسانيّة العميقة، وعلى التشبيه الذي يمتاز بالتلميح والابتكار، فشعره يهزّ مشاعر كلَ إنسان في أيّ بلد عربيّ، وفي كلّ عصر، فقد كان قوله (( قفا نبك)) أعظم صيحة للحبّ في وجه الفناء، وكان لهذه الصيحة صدى عميق في كلّ قلب خافق يتعلّل بالذكرى والأماني.
ويعجبني أيضاً عبد الله بن المقفّع ( 724 ـ 759م)، فهذا الرجل على أخلاق عاليّة جداً ، ونبل إنسانيّ قلّ نظيره في الثقافة العربيّة، فهو واسع المعرفة والإطلاع، وعباراته بليغة وفصيحة ومعبّرة، ولهذا الأديب الفذّ أثر كبير في الأدب والفلسفة وعلم الاجتماع. وأرى أنّه مصلح اجتماعي، إذ أنّه يدعو إلى إصلاح السياسة والسلطة ، والتخفيف من بطش رجالها واستبدادهم، وهو يدعو بشكل صريح إلى معالجة أمراض المجتمع العباسيّ الكثيرة، ويدعو إلى اختيار الأعوان الصالحين والمنصفين، على أساس قوامه العقل والعدل، ويدعو إلى مداواة جهل الرعيّة بالتسلّح بالعقل والصدق، ومحاسبة النفس الإنسانيّة عندما تخطئ .وكذلك نجد أنّه كان مفكّراً لأنّ أدبه كان يصدر عن فكر عميق، فلا يلهو بالصناعة اللفظية، بل يحتفي بالدرجة الأولى بالمعنى، فيدفعه هذا المعنى إلى استخدام الأسلوب المنطقي، وإلى وضوح الجملة وقوة تأثيرها. ومن أشهر آثاره التي شدّتني كتابه (( كليلة ودمنة))، إذ نجد فيه تفصيلاً واضحاً لواجبات الحاكم والمحكوم في آن واحد. ونظراً لقيمته الفكريّة والأدبيّة والأخلاقيّة فقد تمّت ترجمته إلى اللغة الصينيّة، وقد قام بترجمته أستاذي الفاضل في الجامعة الدكتور المرحوم يونس الصيني( لين شينغ هوا) ، وقد تمّ نشره منذ أكثر من أربعين سنة، في دار الأدب الشعبيّ، وقد وجد إقبالاً كبيراً لدى القرّاء الصينيين .
ويعجبني الجاحظ( 775 ـ 868 م)، وكان علاّمة عصره وقد كان مطبوعاً على الظرف والفكاهة، ميّالاً إلى التفاؤل، واقعياً حريصاً على الوقت، كثير القراءة، ظريف الحديث، حاضر الطرافة، سريع الجواب، ساخراً يحبّ اللهو، وكان يحبّذ الحرية في الأدب كما يحبّذها في اللغة، وهو في كتبه يميل إلى التنقيح، وتهذيب اللغة من الكلام الغريب، مع وضوح الدلالة والإيجاز. وللجاحظ آثار كثيرة في الفلسفة والدين والسياسة والاقتصاد والتاريخ والجغرافية والطبيعيات والرياضيات والعصبيات والأدب، وما إلى ذلك. وآثاره تؤلّف موسوعة علميّة وأدبيّة، وأشهرها: (( التربيع والتدوير)) ، و(البيان والتبيين) و(الحيوان) . وقد قال أبو علي الحسين المسعودي عنه: (( ولا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتباً منه ))، و(( كتب الجاحظ (…) تجلو صدأ الأذهان، وتكشف واضح البرهان لأنّه نظمها أحسن نظم، ورصفها أحسن رصف، وكساها من كلامه أجزل لفظ. وكان إذا تخوّف ملل القارئ وسآمة السمع خرج من جدّ إلى هزل، ومن حكمة بليغة إلى نادرة طريفــة )) ،( مروج الذهب، ج2/ 344).
وتعجبني أسماء أخرى مهمّة في تاريخ الأدب العربيّ كأبي نواس، والمتنبي، وأبي العلاء المعرّي. ويعجبني من الأسماء الحديثة طه حسين، وأحمد أمين ، وتوفيق الحكيم، وزكي نجيب محمود وغيرهم.
هذا وقد أضاف العرب إلى الثقافة الإنسانيّة كتاب ألف ليلة وليلة، وأسهم فيه غيرهم من الفرس والهنود، وهذا الكتاب على قدر كبير من الأهميّة والجمال الأدبيّ، وقد صار في ما بعد، بفضل ترجماته العديدة، من أهمّ المؤلّفات في تاريخ الآداب العالميّة. ولهذا الكتاب أيضاً فضل كبير في النهضة الفكريّة الأوروبيّة الحديثة، وتأثير كبير في الآداب الغربيّة. وقد ترجم إلى اللغة الصينيّة سبع ترجمات متعددة، لمترجمين مختلفين،و قد وجد هذا الكتاب إقبالاً كبيراً جدّاً عند عامة الناس في الصين، سواء أكانوا كباراً أم صغاراً، فهناك على سبيل المثال قصص كثيرة جداً تُرجِمت ترجمة خاصة للأطفال في المدارس الصينيّة، وبخاصة حكايات السندباد البحريّ و(علي بابا والأربعين حرامي).
س8 : أنت مولع بالثقافة والفكر العربيين، وقد قدّمت للثقافة العربيّة خدمات لن ننساها لك، وهي ترجماتك لبعض المؤلفات العربيّة إلى اللغة الصينية . أرجو أن تذكر لنا المؤلفات التي ترجمتها، ولماذا اخترتها من دون غيرها من الكتب الأخرى؟.
ج8: لقد اخترت موسوعة أحمد أمين الإسلاميّة لترجمتها إلى اللغة الصينيّة وهي مكوّنة من ثمانية مجلّدات وباقتراح من أستاذي الفاضل الدكتور عبد الرحمن نا جون، صاحب شهادة العالميّة من جامعة الأزهر في الثلاثينات، أولاً، ونظراً لتأثري بكتابات أحمد أمين ثانياً. وقد ترجمت مع غيري ستة أجزاء منها، فقد ترجم أستاذي الدكتور عبد الرحمن نا جون فجر الإسلام بمساعدة أحمد أمين نفسه أمّا أنا فقد ترجمت ضحى الإسلام الجزء الأول مع الأستاذ الدكتور نصر جو كاي، وترجمت الجزء الثاني مع الأستاذ الدكتور شيان بيه كو، وقد ترجمت بمفردي الجزء الأول والثالث من( ظهر الإسلام) ، وقد راجعت ونقّحت ( ضحى الإسلام ) بأجزائه الثلاثة، وكذلك نقّحت الجزء الثاني من ظهر الإسلام . وقد اخترتها من دون غيرها من الكتب الأخرى، لأنني أرى أنّ أحمد أمين كان عالماً أديباً مصنّفاً، وباختصار انّه مفكّر عربي إسلامي أصيل ، وكان ثائراً على الخرافات والأباطيل الموروثة،وكان عالماً قادراً على الإسهام في تغيير الجمود والتخلف. وقد دعا في جميع كتاباته إلى الإصلاح والتجديد بقدر استطاعته، وكان يحمل نفساً ثائرة، وإرادة متحرّرة وفؤاداً ذكياً متوهجاً وعقلاً متحفّزاً للانطلاق والوثوب. وقد قال طه حسين عنه: (( لقد أهدى أحمد أمين إلى العالم الحديث بتأليف فجر الإسلام وضحاه وظهره كنزاً من أقوم الكنوز وأعظمها حظاً من الغنى وأقدرها على البقاء ومطاولة الزمان والأصراح )). وإني الآن أعمل على ترجمة الجزء الرابع من كتاب( ظهر الإسلام) لهذا الكاتب، وأتمنّى نشرها قريباً إن شاء الله.
س9: ما هي أهمّ الصعوبات التي وجدتها وأنت تترجم من العربيّة إلى الصينيّة ؟.
ج9 : إنّ أول صعوبة واجهتني هي ترجمة الأبيات الشعريّة حتّى هناك من يقول: (( إنّ الشعر لا يترجم أبداً ))، فهناك كلمات في الشعر العربي قديمة وغير مستخدمة حالياً، وقد وجدت أنّ بعض مفردات الشعر العربيّ القديم، غير موجودة في المعاجم العربيّة التي استعنت بها وأنا أترجم ، فعلى سبيل المثال امتلأ كتاب ظهر الإسلام في جزئه الثالث وحده بالأبيات الشعريّة الكثيرة جداً، والتي بلغت أكثر من ألف بيت لعشرات الشعراء، وقد استغرقت وقتاً طويلاً في ترجمة هذه الأبيات، وبذلت جهداً كبيراً جداً في نقلها إلى اللغة الصينيّة.
أمّا الصعوبة الثانية: فهي تتلخّص في فهم الخلفيّات الاجتماعية والدينيّة والسياسيّة السائدة في العالم الإسلاميّ، لأنّه عليك عندما تترجم نصّاً أن تفهم جميع خلفيّاته وأبعاده الفكريّة، حتى تستطيع أن تنقله إلى لغتك بوضوح وجمال، فمثلاً عندما ترجمت أفكار الصوفيّة الواردة في موسوعة أحمد أمين الإسلامية، كان عليّ أن أعرف نشأة الصوفيّة ومبادئها وتعاليمها، حتى أستطيع أن أفهمها فهماً عميقاً، وبالتالي أستطيع أن أترجمها، فأنا لا أستطيع أن أترجم نصّاً عربياً إلاّ بعد فهم كلّ ما يدور حوله من أفكار وتيارات وعقائد. وعندما ترجمت بعض المقولات عن الشيعة كان عليّ أن أعرف القضايا المتعلقة ببعض مفاهيم الشيعة ومعتقداتها، وبخاصة مفهوم الإمام المعصوم. وقد بذلت جهداً كبيراً في قراءات متعددة تتعلق بفكر الصوفيّة والشيعة.
وهناك أكبر صعوبة وهي : نقل أسلوب الكاتب أو الفيلسوف وجماله اللغويّ، وبعده الفلسفيّ والرمزيّ، فقد وجدت صعوبة في ترجمة أفكار ابن رشد وابن خلدون وابن حزم الأندلسيّ وابن طفيل، حتى أن كثيراً من المترجمين في الصين ـ وأنا منهم ـ يقولون : إنّ الترجمة الأمينة الصحيحة مستحيلة، فمثلا من المستحيل أن أستطيع أن أترجم أفكار أرسطو أو أفلاطون ، أو أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم )، أو آيات القرآن الكريم، ترجمة جميلة تعادل جمالها في لغتها الأمّ، فحتى أستطيع أن أترجم أرسطو ترجمة دقيقة أمينة بكل صدق، يجب أن أكون في مستواه الفكريّ و العقلي، وهذا مستحيل. ومع ذلك حاولت وبذلت قصارى جهدي في أن أوصل جماليات اللغة العربية إلى اللغة الصينية، ولعلّي قد وفقت بعض التوفيق بعون الله.
س10 : لقد ذكرت لي في بعض أحاديثك أنك زرت بعض البلدان العربيّة . هل كانت زياراتك لهذه البلدان في مهمة دبلوماسيّة أم لمجرد الإطلاع ومعرفة أحوال الوطن العربي ؟.
ج10 : لقد زرت اليمن السعيد بصفتي مترجماً مع بعثة صينيّة كبيرة للتنقيب عن مصادر الريّ، وذلك لمساعدة اليمن في بناء خزّانات المياه في وادي لاع . أمّا زيارتي لسورية فللدراسة والبحث العلميّ والاطلاع على حياة الشعب السوريّ الصديق، ومعرفة أحواله الثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والتاريخيّة، ولجسّ نبض الشعب السوري ومعرفة مدى إمكانيات تعاونه مع الصين. أمّا زيارتي لليبيا فهي لأجل الإشراف العلمي على الطلبة الصينيين الذي يعملون مترجمين في الشركات الصينية التي تسهم في تطوّر ليبيا. أمّا زيارتي لمصر فكانت لأجل تدريس اللغة الصينيّة بقسم اللغة الصينية في كلية الألسن بجامعة عين شمس بالقاهرة، ولمعرفة أحوال الشعب المصري الصديق وحضاراته القديمة الباهرة، وأحبّ أن أقول أن عملي في جامعة عين شمس قد حققّ لي صداقات عميقة مع المثقّفين المصريين وأساتذة الجامعة مازالت راسخة في أعماقي، ومازلت أعتزّ بها كثيراً .
انتـــــــــــــــهى الحوار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا