الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السير للوراء..رياضة ائتلافية جديدة

امجد ياسين

2009 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



اي حركة لا بد وان تحدث فرقاً، وان كانت بسيطة ،قد لا يراها الآخر فعلاً مؤثراً تترتب عليه ازاحات فكرية ومكانية ونفسية،لكنها بالتاكيد رد فعل ،وكل رد فعل هو تغيير وان كان البعض يحاول جعله مؤقتا و يزول بزوال المؤثر.انتخابات المحافظات العراقية الاخيرة هي رد فعل واضح لفعل سيء سيطر على المشهد العراقي برمته،فاستوجب تغييراً لادوات الفعل التي هيمنت طيلة الفترة السابقة على الفكر والوجدان والعادات والتقاليد التي انتجت لنا نمطاً جديداً للعيش، اركانه التخلف العلمي ،الفساد الاداري واشاعة ثقافة التابع والمتبوع،عبودية جديدة اسسوا لها في كل مفاصل الحياة،حتى ترى ابنك يهرب منك ومن المدرسة والعمل ليقتات على فلسفة الحزن الابدي وجلد الذات والسير الى الهاوية بانتظار المخلص،وكان الدنيا لا قيمة لها فهي حريق هائل بانتظار من يطفأه آخر الزمان،وما علينا إلا الأنتظار تحت خيمة فلان وعلان نستجدي الرضا من اصحاب القداسة (سياسيو الاحزاب الدينية الحاكمة في العراق)،بينما القرآن يؤكد على العمل والأجر والثواب وان الدنيا دار عمل لا دار خدر وبطالة وفساد واستسلام وإلا لماذا نبجل الامام الحسين وثورته؟
الحراك السياسي والاجتماعي للانتخابات الاخيرة احدث شقوقا كثيرة في جدران عدد غير قليل من الاحزاب المهيمنة على الساحة العراقية ، بل وجه طعنة لاصحاب القداسة المفلسين من كل جديد،وكأني بهم مخرج فشل حتى في لملمة ديكورات وملابس و شخوص عرضه المقيت الذي يكرره كل عام وسط تذمر المشاهدين المجبرين على مشاهدته في العمل والتلفزيون والشارع والجامعة والبيت لترمي بها رياح التغيير بعيدا عن مسرح الاحداث.هذا الحراك(الناقد) الذي عرى نصوصهم واظهر مفاسدهم وفشلهم السياسي ، يحاول البعض ممن اختارهم الناخب الجديد واقول الجديد فالتغيير اساسه الناخب وليس الاحزاب،يحاول ارجاع الامور الى الوراء بتمسكهم بالفشل من جديد تحت مسميات ومحسوبيات عشائرية ودينية ،ولكي اكون اكثر صراحة، يتعلق الامر باعادة الروح للأئتلاف العراقي الموحد ورئاسته،هذا الامر الذي ترمي الكثير من الشخصيات والاحزاب العراقية بالوناتها حوله، لجس النبض حول ترسيخ الفشل السابق رغم ان الناخب العراقي رفضه شكلا ومضمونا.
ان الخوف او التخويف من استثمار التغيير الحاصل في المجتمع العراقي والعملية السياسية هو خيانة للناخب الذي اراد التغيير،وما بقاء السيد عبد العزيز الحكيم على رأس الائتلاف العراقي الموحد اذا ما اعيد أئتلافه من جديد الا سير نحو الوراء واعلاء المحسوبية والعشائرية على المنطق والتقدم والتطور،وهذا الكلام موجه خصوصا لحزب الدعوة ورئيس الوزراء نوري المالكي لانه المعني به،اقول ان الفترة الماضية اظهرت للعراقيين اسباب المشكل العراقي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى دينياً،فهل انتم سائرون للوراء بعد التغيير ام انكم تحابون الجاه على الحق والتطور والسير للامام،ان امامكم اذا ما اخلصتم النية طريقاً اصعب بكثير من الذي سبق لانه بوصلة التغيير لا زلت قلقة في العراق وتستطيع تغيير اتجاهها في اي لحظة ،وهذا لا يتم بارجاع الوجوه السابقه ونفخ الروح فيها رغم رفضها من قبل الشارع العراقي ديمقراطياً،فانت مطالب بصيانة اصوات الناخبين العراقيين والمحافظة على شرف الفرصة التي منحوك اياها،والا فمثلما تُختار فتنجح فانك تُرفض فتفشل.ان شعار دولة القانون يعني الديمقراطية وصيانة حقوق الناخب وعدم اللعب على الحس الديني والمرجعيات لان رصيدكم كحزب هو الناخب العراقي لا الدين او شخوصه،ولان الاصوات التي حصلتوا عليها فيها من يصلي ومن لا يصلي وفيها العالم والجاهل والفقير والغني وكل هؤلاء اجمعوا على السير للامام وهذا يعني مرحلة جديده،مرفوض فيها الولاء للولي الفقية في ايران ومرفوض فيها محابات الاحزاب الكردية على حساب الوضع العراقي ومرفوض فيها تحويل العراق الى دولة تابعه سياسيا واقتصاديا لدول الجوار.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و