الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيادق شطرنج أم أميون لا يعرفون القراءة؟

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 3 / 14
كتابات ساخرة


مجرد مقارنة بسيطة بين ما تملكه بلدان الشرق الاوسط من ثروات طبيعية واماكن سياحية ومناخ زراعي رائع بما تملكه دول اوروبا والغرب عموماً من هذه الميزات والثروات سنكتشف بان بلداننا اغنى من تلك الدول بعشرات الاضعاف، لكن لو قارننا دخل الفرد الشرق الاوسطي بدخل الفرد الغربي سنرى العكس حيث ان دخل الفرد الغربي يبلغ اضعاف دخل الشرق الاوسطي وخدماته الاجتماعية والصحية والتعليمية اوفر واكثر وحياته أريح واهنأ، والسبب في ذلك واضح ولا يحتاج للشرح والتفسير لكن ذلك لا يعني ان نجلس ( نحن المغلوب على امرنا مالكي القلم ومشوشي الفكر ) وننتظر سقوط التين في افواهنا بل بالعكس علينا المحاولة وفعل ما باستطاعتنا كي نرفع بالشعب الى المنزلة التي يستحقها ونعلو بالوطن الى المكانة التي تروق بتاريخه وحضارته.
لا اظن بان العراق بحاجة الى تعريف لكنني اشك بعراقي تمتع بخيرات وطنه وسر بالعيش فيه، فمن حرب الى اخرى ومن نظام سيء الى اسوأ ومن نملة ترضى بحبة شعير الى تماسيح ونمور تبلع وتفترس ما يأتي في طريقها لتصبح الارض من بعدهم خراب وعراء، لهذا كان على المثقفين والادباء والمخلصين الذين لم يستطيعوا العيش مع المفترسين وبائعي الضمير ان يهجروا بيوتهم ويتركوا احبابهم ويودعوا اعز ما لديهم في وطن كان/ سيظل جزءاً منهم، الى ان اتى العيد المزعوم وبعد صيام طويل ارغمنا المحتل، الذي ابتكر بدعة العيد وهدايا العم سام للشعب المظلوم وعممها على العراقيين بكل ذكاء ودهاء، على كسره ببصلة فاسدة، فلا يمر يوم دون نقرأ دراسة او تقرير عن حجم الفساد والنهب والقتل والدمار الذي حصل/ يحصل في عهدة الاحتلال، او نرى مئات الذبائح البريئة وهي تقدم طعاماً طازجاً لابن الديمقراطية المعاق، او نسمع بالاف الآهات لاطفال يتامى يفرشون الشوارع ويتوسدون ارصفتها وآهات اكبر لملايين النساء الارامل ( تبلغ عدد النساء الارامل في العراق اكثر من 8 ملايين ارملة ) يمدون الايادي او يلتجأون الى طرق اخرى لاعالة ايتامهم!، واخر دراسة نقلتها لنا وسائل الاعلام تؤكد ان الكلفة الهائلة للغزو الامريكي للعراق وما اعقبه، من نهب وسلب وفساد ادراي قل مثيله في تاريخ البلد، قد بلغت 2.2 تريليون دولار ! وان الدخل المحلي للعراق كان اكثر ب( 38 ) مرة لولا النزاعات والعقوبات التي دخل الشعب العراقي في متاهاتها منذ عام 1991.
لا اظن بان كل هذه الدراسات والتقارير والابحاث والاخبار والفضائح التي تنشر يومياً حول العراق الجديد وقيادته المنتخبة! تمر مرور الكرام امام عيون حكومته المنتخبة والمسؤولين الوطنين المخلصين للقسم الذي ادوه امام ملايين العراقيين دون محاسبة او ملاحقة قانونية، فالذي جاء الى الحكم بواسطة صناديق الاقتراع وتعهد امام الله والشعب على صيانة مكاسب ومصالح الوطن لن يفرط بسمعته وضميره وآخرته امام الخالق ( كلهم مؤمنين ويتبعون تعاليم الله ورسوله ) في سبيل حفنة من المال او منصب زائل، لكن العجب كل العجب في ان الامور بقت على حالها ان لم تكن اسوأ، والسبب في ذلك يعود الى سببان اولهما:- ان اعضاء الحكومة والبرلمان لا يعرفون القراءة لذلك يجهلون الواقع ولا يعلمون بما يحدث من حولهم من امور فظيعة على يد اقربائهم وحاشيتهم وتوابعهم ( وهذا ينافي الحقيقة والواقع، لاننا كما نعلم ان كل اعضاء الحكومة والبرلمان من المتعلمين الكبار وشهاداتهم اكبر ما يمكن للمرء ان يناله، عدا بعض الاعضاء الذين كانت شهاداتهم مزورة وفصلوا من مناصبهم وتم معاقبتهم فور معرفة الحقيقة ! ) اما ثانياً:- ان يكون جميع اعضاء الحكومة والبرلمان بيادق شطرنج مقيدي الحركة ينتظرون اوامر مرؤوسيهم في امريكا وايران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحدث سيدي
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 13 - 22:27 )
كل الشعوب وبضمنها الياباني والالماني التي مرت بظروفنا مرت بهذه الفوضى ولكن الامور تعود الى طبيعتها باتلتدريج وفي الاخير لا يصح الا الصحيح ؟؟؟ الست معي سيدي ان اوضاع اليوم احسن من الامس ؟؟ سوف يستقر الوطن وينتهي الفساد ويكون الشخص المناسب في مكانه وتعم الدمقراطيه ودولة القانون عن قريب انشاء الله


2 - نعم نحن متفائلون
كوهر يوحنان ( 2009 / 3 / 14 - 07:59 )
شكرا على ردك ايها السيد، لكن الا تظن ان تفائلة بالمستقبل مبالغ فيه؟ عن اي شخص مناسب تتحدث؟ قل لي بربك من هو الشخص المناسب في الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم؟ لكن الذي يجري اليوم فاق كل تصور، ولا اظن بانه سياتي يوم وينتهي الفساد ويجلس الشخص في المكان المناسب ما دامت المحاصصة باقية والطائفية تحكم بلدنا العزيز.


3 - ما السبب...؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 3 / 14 - 17:05 )
سؤال اطرحه على السادة القراء إذن ما السبب ....رغم اني اعرف السبب ولكن قد اكون مخطئا...

اخر الافلام

.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب