الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!

كاظم الحسن

2009 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يقال ان الامم او الدول دخلت التاريخ، فان ذلك يعني، تسيد الحرية والعقل ، وتحول الازمات والمحن والكوارث الى دروس وعبر واليات لمنع تكرارها، اعتمادا على مبدأ الوقاية خير من العلاج ولذلك اصبحت المؤسسات هي التي تدير وتحكم العالم الديمقراطي وليس الشخصانية.
يقول الكاتب السعودي تركي الحمد: (فحين تهيمن الشخصانية على تاريخ مجتمع ما، تصبح الاستمرارية فيه صعبة، فالاستمرارية لا تكون الا حين تسود المؤسسات وتتجسد الافكار والاجراءات والانجازات المتراكمة، في مؤسسات قادرة على الرسوخ والاستمرار).
العدل العمري مثلا انتهى برحيل صاحبه، لانه لم يتحول الى مؤسسات قابلة للحياة بعد رحيل الشخص الذي رعاه، ولذلك كان من السهل على القادمين الجدد الى سدة الحكم ان يقلبوا الامور رأسا على عقب بمجرد رحيل صاحب الفكرة او المبدأ او القضية او الانجاز، في ذات الوقت، نلاحظ انه في المجتمعات التي تحكم فيها المؤسسات من المستحيل على الفرد ان يعيد كل شيء الى نقطة الصفر. الزمن في حياة الامم الحرة، ايجابي او منتج ان جاز التعبير، لان السياسي تشغله رفاهية وازدهار شعبه وليس الحروب والمجد الشخصي فضلا عن ذلك انه مقيد بفترة محددة وليست مفتوحة. اما الزمن في العراق ولفترة طويلة كان سلبيا، وذلك لكون نظام الاستبداد يقتات على الازمات، فتتحول المشكلة الى ازمة ومن ثم الى كارثة كالحرب التي تلد اخرى.
مشكلة الكويت تحولت الى ازمة ولدت حربا طاحنة والاخيرة انجبت ابنها العاق (الحصار). الاطاحة بالنظام السابق كانت مشكلة فحولتها المحاصصة الطائفية الى ازمة ومن ثم انفجرت الى حرب طائفية. فالزمن العراقي هو زمن حروب وتدمير والصبر هنا غير منتج والتحولات التي تراهن على المستقبل تبقى غير مجدية، اذ كنا متلقين لصفحات التاريخ وغير فاعلين في التاريخ بنظام العقل والحرية. يقول القشيري نقلا عن ابي علي الدقاق: )الوقت ما انت فيه، ان كنت بالدنيا فوقتك الدنيا، وان كنت بالعقبى فوقتك العقبى، وان كنت بالسرور فوقتك السرور، وان كنت بالحزن فوقتك الحزن ان الوقت ما كان هو الغالب على الانسان).
والاهتمام بالوقت يعكس ثقافة الشعوب ونظرتها الى الحياة وطريق تعاملها مع الذات والعالم ولهذا السبب اصبح الوقت سلاحاً حاسماً في حرب العراق.. ونصيحة اميركا جنودها اصبروا.. وفي دراسة حديثة نشرها معهد الدراسات الاستراتيجية بالكلية العسكرية التابعة للجيش الاميريكي، اشار الباحث كولين جراي الى ان الزمن سلاح والتركيبة الذهنية المطلوبة لقتال عدد يعتمد على سياسة النفس الطويل ليس التركيبة الذهنية الموجودة لدى الجنود والرأي العام الاميركي). واضاف شن حرب مطولة ليس من افضليات جيشنا او التركيب الثقافي لمجتمعنا.
وقد يكون القول المنسوب لطالبان عن الوقت مهماً جدا لمعرفة المكون العام لثقافتهم: (الاميركيون لديهم ساعات اليد لكن نحن لدينا الوقت ولذلك سننتصر عليهم). طريقة تفكير القاعدة تندرج في خانة تسطيح الزمن لديهم فلا توجد قيمة فيه لانه لا يرتبط بالحياة والمسرات والمستقبل، انه زمن مفرغ من انسانيته. وفي لقاء بين هنري كيسنجر ومحمد حسنين هيكل في سبعينيات القرن الماضي، اصيب هيكل بالدهشة حين طلب منه ان لا يتكلم عن ماضي الامة او بالنيابة عن الدول العربية، وليتكلم بعدها ما يشاء عن ازمة الشرق الاوسط! فالوقت على ما يبدو لا يتسع للحديث عن كل شيء.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق استراتيجية -النصر الشامل- ضد حم


.. شكري حذر خلال اتصال مع نظيره الأميركي من -مخاطر جسيمة- لهجوم




.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح | #رادار


.. الجيش الإسرائيلي: طائرتان مسيّرتان أطلِقتا من لبنان تسقطان ف




.. حرب غزة.. مصدر فلسطيني مسؤول: السلطة الفلسطينية لن تدير معبر