الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقذوا ماتبقى من المبدعين

جمال المظفر

2009 / 3 / 14
حقوق الانسان


نخجل احيانا من تاريخنا ونواري وجوهنا ، او نلبس اقنعة كتلك التي يتواري خلفها السياسيون لنمر خلسة على الام اصدقائنا الذين يأكل من ضفافهم المرض ، ونمارس دورالعسكر والحرامية ، نتجسس على اوضاعهم المالية والاجتماعية والصحية دون ان نحرك ساكنا في مساعدتهم لاننا كما يقال (في الهوى سوى ) يبطش بنا الفقر الازلي في بلد المليون بئر نفطي ، يشعرون بحفيف اقدامنا ومرورنا الهامشي هذا ينعش بصيرتهم لعل تأشيرة اصبع تكفي لدرء مصيبة او بعض مصيبة ، وهناك اخرون يمرون مرور الحساد الغيارى الذين يتجسسون على اتصالاتهم المهنية ولقاءاتهم كي لاتثمر عن اي شئ ينقذهم من تلك الفاقة ......
نخجل لاننا كمثقفين غير قادرين على ان نحرك ساكنا قيد انمله .. فاصحاب المشروع الحضاري وصناع الحروف هم اسياد الارصفة وحكايا الف ليلة وليلة من التشرد والضياع ، الارصفة التي تلوح مؤخراتهم ، المثقفون او (باعة الكلام ) كما يحلو للسياسين ان يلقبونهم غير قادرين على انقاذ زملائهم من المحن ...
الخجل يا ايها السادة ان نحتفي بين فترة واخرى بـ ( رثاء ) مبدع من ادبائنا ومفكرينا ، لا نحتفي بهم وهم على كرسي الإبداع و الا ثراء , وانما بـرحيلهم ، وخجلنا لاننا غير قادرين على مساعدتهم في لحظات العوز سوى كيل الدعاء والطبطبة على ظهورهم .
فيوما بعد اخر يسقط اديب بالضربة القاضية ، والفساد الذي ينخر جسد الدولة (يلفط ) ما خصص له لشراء حبه اسبرين او قنينة دم (فاسد) اسوة بالمفسدين الذين يسرقون اموال الشعب , او يحرم مثقف اخر من وجبة عشاء لايتوفر ثمنه ويلقم معدته حجرا كي يبعد عنها شبح الجوع ، فالمعدة موطن ( الشهوانية و الغرائزية) ينام جوعانا ويبرر تلك الغواية بـ (الريجيم) الاجباري الذي تفرضه الفاقة .
ودعنا عددا كبيرا من المبدعين ، منكسرين وعيونهم على بوابة هذا المسؤول او ذاك ، بانتظار تاشيرة دخول او فيزا الى المصحات والمشافي او رحلة علاج الى بلاد الفرنجة وسط ضجيج اعلامي وتطبيل وتزمير بأن المسؤول الفلاني قد بصم باليمنى وقدح باليسرى وازاح عن بؤبؤيه اللثام واستنفر الاعلام المرئي والمقروء والمسموع للنظر في علاج اخر ما تبقى من سلالة المثقفين ..
هذه المقدمة البلورية هي نهاية لرحلات بشرية ابداعية الى عالم اثيري بينما بقي ابداعهم الخطي يلازم مخيلتنا ويفتح بصيرتنا، ولكن مايعتصر قلوبنا ان نرى احد مبدعينا وهو ينظرلنا بعين منكسرة عما فعلناه له , هل اوصلنا صوته او ضغطنا على الزر الحكومي لنثيره كهرومغناطيسيا لكي يصحو على وجع هذا المبدع ........
حيدر عبد الخضر هذا الشاعر الجنوبي , ابن الناصرية وعاشقها ، الفتى الطويل القامة الذي يشبه قامات نخيل الشطرة ، تسلل اليه المرض منذ سنين وضرب عموده الفقري , فلم يعد يقوى على المسير الا على عكازين واللذين اصبحا ساقيه بعد ما كان يهول مثل( النعامة) ....
لم يترك بابا الا وطرقه ولم يبخل عليه اصدقائه بالكتابة في الصحف والمجلات من اجل تبني علاجه والذي لايتوفر في المستشفيات العراقية ، وبالفعل تم صرف مبلغ من المال لعلاجه ولكن هذا المبلغ لم يسد جزء من رحلة العلاج كتذكرة السفر واجور الفندق والمستشفى ، وبذلك صار العلاج لايجدي نفعا لانه كلما رقع فتقا تفتح اخر في غير صفحة من جسده .
المطلوب من الدولة تكفل علاج هذا الشاعر وغيره من الادباء والمبدعين وان يشمل التكفل كل المراحل لحين الشفاء التام لا ان يمنح مبلغا قد ينفق مع اول جلسة ويبقى المبدع يعاني المرض..
انصفوا المبدعين وتبنوا مشاريعهم الثقافية والعلاجية و لاتبخسوا عليهم الملاليم التي تنقذهم من حالة المرض بدلا من ان تذهب اضعاف هذه الملاليم والتي هي ملايين ومليارات الى جيوب المفسدين الذين ملأوا اجهزة الدولة العراقية وغزوا جسدها وبتنا نتبوأ المراكز وبجدارة في قائمة الفساد المالي والاداري ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نتمنى لك موفور الصحه
عزيز الملا ( 2009 / 3 / 13 - 20:40 )
الاخ الاستاذ العزيز جمال المظفر/تحيه واشواق
لابد لنا ان نردد ماقاله شاعرنا العظيم الجواهري
نامي جياع الشعب نامي اكلتك الهة الطعام
نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلام
مع خالص مودتي
عزيز جاسب


2 - شكرا لمرورك
جمال المظفر ( 2009 / 3 / 14 - 11:54 )
الاخ العزيز عزيز جاسب
تحية وتقدير
واشكر لك هذا المرور الجميل
احسنت الاختيار في ( حكمة ) الجواهري
تذكرني دائما بتلك الايام الرائعة ، اعدادية المعقل وغربة العاصمة ومطاردات رجالات السلطة بحثا عن وريقة السكن
تحيتي وتقديري

اخر الافلام

.. #المشهد_اللبناني - سيليا خاطر: هذه أبرز الإرشادات لحماية الأ


.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال




.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص


.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي




.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف