الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمرات ولجان ..وجعجعة بلا طحين

كاظم الحسن

2009 / 3 / 14
كتابات ساخرة


من المقولات الشائعة والتي تقال في معرفة الاشخاص”تكلم لكي نراك“ وهي تعني ان المرء مخبوء تحت لسانه، الا ان عصرنا المضطرب والمتلاطم بامواجه الصاخبة واحداثه الساخنة قد جعل اللسان وحده لا يكفي لكي يكون علامة دالة لا سيما ان كان صاحبه ينطق باكثر من خطاب،او ما اصطلح عليه (خطاب للاستهلاك المحلي) وهو محلى بالوعود والبشائر وخطاب خارجي يتميز بالواقعية والموضوعية، وهذا الاخير لا يختلف عن البضاعة الجيدة التي تصدر للخارج اما الرديئة فهي من نصيبنا!.

اما دول المنطقة فالعكس هو الصحيح، فتجد الاعلام وتصريحات السياسيين والمحللين والاكاديميين في بلادهم تتحدث عما يسمى بـ”المقاومة“ وفي المؤتمرات نسمع كل ما يطيب ويجبر الخواطر من علائم المحبة والتضامن والمؤازرة للشعب العراقي. ولكي تعبر احدى دول الجوار عن هذا الحب على الارض بشكل محسوس وملموس، فانها ترسل السيارات المفخخة والانتحاريين، ومن الحب ما قتل!

والمؤتمرات التي عقدت لمعالجة الملف العراقي تتزايد ومعها يتزايد تنصل الدول عن الالتزام بما قطعته على نفسها وتعهدت به للجانب العراقي.

وهذا ليس بالشيء الجديد ففي مؤتمرات القمة العربية غالبا ما نرى بعض الدول لا تفي بالتزاماتها، ولقد حدث في احد المؤتمرات العربية ان طالب الجانب الفلسطيني بتحديد سقف زمني للدول التي تتعهد بتقديم مساعدات مالية للشعب الفلسطيني، هذا من الجانب المالي اما الجوانب الاخرى فحدث بلا حرج.

هذا حديث عن القمم اما الحديث عما دونها فليس باحسن منها، وهو تشكيل اللجان الشعبية او الحكومية لمعالجة القضايا المحلية الطارئة، مذيلة بعبارة شهيرة تعرفها دوائرالدولة وهي”تعال باجر “ اي غدا، وهذا الغد غير محدد بسقف زمني وعائم وهلامي وهو يقترب من مصطلح”سوف “ الذي تجيد استخدامه الوزارات المعطلة.

وفي احد الامثال الشعبية مصداق لهذه الوعود المؤجلة”الذي تتأمله افضل من الذي تراه “ على اعتبار انك لن ترى شيئا فلا بأس ان تعيش بالامال حتى وان كانت زائفة.

اعلل النفس بالامال ارقبها
ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
الا ان هذه الفسحة ان بقيت على هذا الحال فانها سوف تتحول الى ثقب الاوزون باشعته فوق البنفسجية القاتلة.

كنا في العهد الذي مضى نسمع عما يسمى”العشرة الاخيرة “ وبعدها تتحلحل ازماتنا وعذاباتنا كما يزعمون، وحتى خططهم التنموية كانت تسمى بالعشرية والانفجارية والغريب في الامر ان احد الوزراء في احدى حكومات ما بعد الاحتلال تكلم عن خطة تنموية انفجارية وكأن العبوات الناسفة، والسيارات المفخخة والاجساد الانتحارية لا تكفي بل نحن بحاجة الى خطة انفجارية، ولله في خلقه شؤون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود رشاد مخرج -أم الدنيا-: الفنانة سوسن بدر مدرسة كبيرة في


.. محمد صابر عرب كان وزير ثقافة في أربع حكومات.. ولكن هل كان مح




.. أعظم لقطات السينما المصرية صورها سعيد الشيمي ??


.. إزاي تصور جوه الأتوبيس بكاميرا سينما.. مهمة مش سهلة خالص ??




.. كل الزوايا -ليلة في حب سيدة المسرح العربي .. تكريم الفنانة س