الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومات الديمقراطية ناجحة في ميزان أعمالها

كاظم الحسن

2009 / 3 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان تشكليلة الحكومة العراقية ا لمنتخبة تمثل منعطفا تاريخيا ودستوريا وقانونيا لا سابق له من حيث تعايش وتساكن أغلب ممثلي مكونات الشعب العراقي تحت قبة البرلمان وهذا من شأنه أن يخلق أجواء تتسم بالتحاور والتواصل وقبول الآخر، ويحرر أغلب القوى السياسية من ظلم كبير لحق بهم على مدى عقود طويلة

ويجعل امكاناتهم وطاقاتهم جزءاً من حل الازمات المزمنة التي يعاني منها العراق واصبحت كأنها قضاء وقدر نقبلها ونلعنها ولا نجد لها حلا.
ان لغة المشاركة والحوار والتفاهم لا تنمو في الاقبية والسرتديب وكهوف الاحزاب السرية او الثكنات العسكرية، بل من خلال صناديق الاقتراع وقبة البرلمان التي تمرن وتؤهل السياسي على احترام الآخر المكمل لسويته الانسانية والسياسية.

لا شك ان حق الحياة الكريمة والآمنة يتقدم على كل شيء في الانظمة الديمقراطية، وهذا ما جعل ادول الاوروبية تتنازل عن بعض حرياتها المدنية من اجل مكافحة الارهاب وتشريع قوانين تتلاءم مع هذه المخاطر والتحديات التي اخذت تهدد حياة العراقيين اجمع.

ونحن نأمل من الحكومة العراقية الدائمة، ان تتعامل بما يتناسب وحجم الارهاب، وتشرع قوانين لمكافحة هذا الداء الوبيل وقد نتفهم ليونة القانون من خلال (اعطاء قيمة للحياة البشرية) ولكن الارهاب لا يقيم لها وزنا سواء حياته أو حياة الآخرين، يقول ثيوران الفرنسي ذو الاصل الروماني: ان من يقتل نفسه بهذه البساطة بأية بساطة كان ليقتلك لو قيض له ان ينتصر؟

ان مشكلة الارهاب لا تنطلق من قضايا مادية أو ارضية مشتركة أو سياسية محددة، قد تكون مشتركات مع الآخر يمكن التحاور او التفاوض معهم على اساسها.

والارهاب لا يستطيع العيش في المجتمعات التاريخية وهي بالضرورة ديمقراطية، وطبيعة نظامها السياسي يعتمد على الشفافية والوضوح والمكاشفة والتقييم على أساس الانجاز والاداء والكفاءة، لان اضواء الصحافة والرأي العام ومنظمات المجتمع المدني ناهيك عن فصل السلطات وتقييدها بفترة زمنية محددة تعتمد على مدى ايفائهم بالبرامج السياسية التي قطعوها للمواطن، وهذا ما يجعلهم يقدمون افضل ما لديهم من اجل تحقيق الوعود خصوصاً في المجال الاقتصادي والسياسي وغيرهما.

وعلى الحكومة العراقية المنتخبة، ان تتخذ خطوات صعبة واستراتيجية، من أجل العبور الى الضفة الاخرى، وايجاد فرص النجاح والتقدم والسلام، واقرار الامن والاستقرار السياسي في ربوع العراق الجريح، قد تكون السنوات القادمة قاسية إلا انها سوف تؤسس لحياة برلمانية ودستورية، وهذا من شأنه ان يعيد البهجة والفرح الى نفوس العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م