الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامارات..حكومة ام ماذا ؟

ابراهيم اسماعيل

2009 / 3 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


(1)

من يحكم الامارات السبع..؟ هل هناك حكومة حقيقية بالمعنى "الاثيني" للحكومة الممثلة للشعب ام هناك عواطف تجتر من قبل "المطبخ المشيخي" لضمان الولاء الاعمى للقطيع السارح بين لفة سلاح الميدان و"خرخشة" الدرهم في الجيوب بعد المكرمات السخية من "طويلين العمر"ما شأن التجربة الاماراتية البرلمانية (باعتبارها برلمانية ديمقراطية) في الفترة الأخيرة ؟ وماوظيفة المجلس الوطني الأتحادي وفصوله التشريعية في حركة الشارع السياسي في الدولة..ولكي أكون أعمق في التحليل هل هناك اسس الدينامكية السياسية في الرأي العام (ام شارع الحمدالله) في دولة الامارات؟ أسئلة كثيرة تتطلب النظرة المجردة واستعادة التاريخ الرسمي لدولة الامارات من عام 1971 واستعراض العمل السياسي في هذه المدة القصيرة من تكوين دولة "الحمدالله" الاماراتية.

طبيعة العلاقة مابين الحاكم "الشيخ" والمحكومين"الشعب" تأخذ أشكال ومنحنيات في كل الجوانب الحياتية وتشكل جانب مهم من الجوانب السياسية لوجود الدولة واستقرارها. يتصف الشارع الاماراتي بالهدوء والسكينة من انتهاء عقد السبيعينات وبداية الثمانينات والانتهاء من بناء المؤسسات الحكومية من المجلس الاعلى للاتحاد ووزارات وهيئات على المستوى الاتحادي والدوائر المحلية على المستوى المحلي للامارات السبع. كانت أحدى التجارب الساعية الى ابتكار جو سياسي في داخل الامارات "بعيدا عن الاشراف المباشر من القيادة الشيوخية في دبي وأبوظبي(زايد بن سلطان وراشد بن سعيد) بشكل خاص" هي المجلس الوطني الاتحادي الذي يمثل ممثلي الامارات السبع (أبوظبي,دبي,الشارقة,عجمان,ام القيوين,رأس الخيمة,الفجيرة) في سنة 1972 والبالغ عددهم في كل فصل تشريعي (سنتان ميلاديتان) 40 عضوا توزع "بالتفاوت" الغير مبرر على الامارات السبع. أحدى نواقص تجربة المجلس الوطني منذ نشوءه حتى سنة 2006 بعد خطاب رئيس الدولة (القرار 3و4) هي تعيين أعضاء المجلس بنسبة 100% من قبل حكام الامارات خلال الاعوام (1972-2005)...وفي الحقيقة غيبت هذه الفترة حس المواطن السياسي"المثقف" في مناقشة قضايا وطنية مثل (التركيبة السكانية التي شكلت الثمانينات الفترة الاولية للتأزم الاسكاني) الى جانب المجلس الوطني..ثم أن المجلس لا يملك سلطة تشريعية منفصلة (على الرغم من وجودها) عن رئيس المجلس الاعلى للأتحاد ونائبه مما يحد مفعولية النشاط السياسي في المجلس الوطني.

التساؤل الاول: كسلطة برلمانية (بالنسبة للمجلس الوطني) موجودة في الامارات..اليس من المفترض ان تكون لا مركزية لرئيس الدولة؟

التساؤل الثاني: لماذا الوصاية المشيخية مازالت مستمرة في اختيار ممثلي الامارات السبع وحتى بعد تعديل المواد الدستورية بشأن الاختيار والذي ينص على تعيين النصف من قبل "الشيوخ" والنصف بالأنتخابات؟ هل من الشفافية البرلمانية أن يكون التعيين غير واضح ملامحه وابعاده والعلاقة مابين "الاعضاء المعينيين" و "القيادة الحكيمة" ؟ والاهم من كل ذلك هل تتوفر التهيئات السياسية المناسبة لدى الشارع الاماراتي الصامت في حال كون الأنتخابات 100%؟

(2)

الاجابة على هذه التساؤلات ممكنة من خلال فحص العيوب "الفنيساسية" في المجلس الوطني والسياسة المتخذة من قبل "القيادة" والاعلام كمؤسسة أجتماعية لها دور فعال صياغة عقلية الشارع الاماراتي الى جانب عوامل سياسية واجتماعية و أقتصادية تتضافر بشكل مباشر وغير مباشر في سبيل تذويب هذه العقلية المغلوبة على امرها..
قامت "دولة الامارات" متعززة بكاريزما الزعيم "زايد الخير" والذي بدوره في أعتقادي قام بدوره في الوقت المناسب والمكان المناسب" سبحان من غير الاحوال من البارجيل لين المكيف الله يطول بعمره" ترافق وجود الشيخ زايد التاريخي بأنشاء دولة متطلعة على أطلال نعرات قبلية مابين قبائل الامارات المتناثرة والتي كانت تتصارع على السيادة في مناطق الختم "الاسم القديم للتجمعات السكنية للمنطقة الغربية) واجزاء من الساحل المتصالح الغربي. استطاع "زايد الخير" أن يغدق القبائل الغير موالية لحلف بني ياس بالاموال والعطايا لكسب المودة والولاء ومن ثم ركز جهوده على تمدين القبائل الموالية على شكل شبه امارات مستقلة على طول الساحل الاماراتي من الساحل المتصالح بالتعامل مع الأنجليز من خلال المشاريع المدنية و بعد عملية الاتحاد الثاني من ديسمبر1971 ومشاريع بناء "الحكومة المزمعة" والاهتمام بالقطاع النفطي والبنية التحتية الاولية ومشاريع التشجير في أنحاء الصحراء توالت التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لسكان هذه البقعة الجغرافية وصعد نجم "زايد الخير".

(أعني بالتطورات في المجالات المذكورة لدى سكان الامارات قبل توافد أسراب الوافدين من الدول "الشقيقة" و المهراجا الهندي الفقير) بالتطورات السطحية على المدى القصير من حيث التعامل مع المحيط الجديد المتفجر أي مازالت المشاعر القبلية المتضمنة للقيم الولائية والتبعية للمشيخة مازالت تحوم في خلايا الادمغة الاماراتية وقد استغل النجم الصاعد هذه المرحلة الحساسة من أنشاء الدولة في تكوين سياسة قطيعية لجيل شكل بداية التبعية العمياء من خلال توفير حياة مدنية رافهة للقبائل المقربة من البيت الحاكم ومن ثم شعب "الحمدالله" الجديد.

يعتبر "الرمز" من الظواهر الاجتماعية المؤثرة في السلوك الافراد والمجتمعات بدءا من المستوى الأسري فالشعبي فالعالمي ويعكس الرمز ابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية تؤثر بأشكال عدة على السلوك المجتمعي..المناهج الدراسية في الامارات التي شهدتها من المرحلة الأبتدائية حتى الثانوية كانت احدى الأمثلة التطبيقية للرمز الى جانب البؤرة الأعلامية المسلطة لشخص "زايد الخير" باستعراض خيراته ومكارمه للشعب المتلهف للثروة الطافحة..هذا على مستوى الدولة وانعكس هذا بصورة أصغر على سكان الامارات السبع بحيث يضيق حيز الانتماء القبلي لينحصر في شخص "شيخ الامارة".

كانت الفترة التكوينية من السبعينات حتى اوائل التسعينات هي الفترة الحاسمة التي شكلت النواة المؤسسة للتبعية القبلية لشخص الزعيم فضلا عن قرب المجلس الوطني الاتحادي من ايادي "البرزات المشيخية" من خلال (التعيين الوزاري المشيخي) وهذا ما طالت تأثيراته الفترة التسعينية و خروج دبي ككقوة اقتصادية "كرتونية" على رأس محمد الباني الذي تولى العهدة في 1995(الرمز المأمول وقتذاك لأكمال المسيرة الكارزمية في دبي) وأبتعاد نجم "زايد الخير" عن الساحة الساحة القبلية ماعدا القرارات الرئاسية والتعديلات الدستورية والمراسيم الاميرية التي تطبخ في مطابخ الرئاسية وتوزع على شكل وجبات أعلامية بأسمه لضمان الشبع العام في الدولة. بالعودة الى التجربة البرلمانية القبلية المتخذة شكل المجلس الوطني الاتحادي, نستطيع ان نرقب الضمان الولائي للمشيخة من خلال قيام " القيادة الرشيدة" بتعيين الشيوخ في مناصب وزارية من خلال نائب رئيس الدولة الذي يحمل منصب حاكم دبي ورئيس مجلس الوزراء. هذه الخطوة تحد من سلطة المجلس الوطني الاتحادي في مناقشة وطلب استيضاحات وبيانات او المسائلة بخصوص القضايا العامة في "البلاد" من الوزراء "الشيوخ" اوThe Prime Minister وهذا في عرف "السياسية القبلية" غير مقبول وفي عرف السياسية الامارتية جائز على الوزراء "من العامة" كاختصاص رقابي.العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الحكومة المدنية هي علاقة تأخذ منحنى مؤسسي تكاملي يعتمد الحيادية والمصلحة المشتركة وليس المصلحة الخاصة والعلاقات الخاصة الخارجة عن أطار العمل المؤسسي في الحكومة فالبنظر الى آلية العمل القبلي في الحكومة المزعومة نستطيع استشافة مشروعية حكومة الامارات المشيخية او عدمها والقدرة الغير واضحة المعالم للشارع الاماراتي في الاستيعاب والتفاعل مع الواقع السياسي الصامت على كل المستويات في دولة الرموز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر