الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الفوز وروح الخسارة

محمد صادق عبود

2009 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حين تكون الديمقراطية هي السلاح القوي بيد الشعب فأنه يمكننا بناء دولة قوية في كل شيء وقادرة على اللحاق بالركب العالمي في جميع مجالات الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والعلمية خاصة وان مستوى وعي شعبنا عال جدا في ممارسة واحد من حقوقه المشروعة الا وهو الانتخابات

ومنها بالتأكيد ما شاهده العالم يوم 31 / 1 / 2009 في انتخابات مجالس المحافظات وكان من ابرز نتائجها التي أفرزتها هذه الانتخابات انكشاف الرؤية عن عدة فائزين وبنسب متفاوتة بعد أن تخلصنا من هيمنة الحزب الواحد والقائد الأوحد الذي يفوز بنسبة 99% ..ولو نظرنا الى تلك الأحزاب والكيانات التي شاركت في هذه العملية الديمقراطية لوجدنا ان لكل كيان أو حزب قاعدة جماهيرية تتباين في حجمها وقوتها وثقافتها وحتى في إيمانها في ضرورة المشاركة في الانتخابات.وهنا تلعب تلك الأحزاب والكيانات دورا كبيرا في الاستفادة من تلك القاعدة الجماهيرية لصالحها حيث نجد إن الكتل التي فازت كان من أهم أسباب فوزها إنها نجحت في إقناع نسبة كبيرة من جماهيرها بمشروعها الوطني وبصدقها وإخلاصها في وعودها الصادقة من خلال انجازاتها الملموسة على ارض الواقع .ونرى على العكس من ذلك أن هناك قوى سياسية فقدت الكثير من أصوات ناخبيها ربما لعدم قناعة جماهيرها بمشروعها المطروح أو ربما لسوء الأداء المقدم في الفترة السابقة .ويرى البعض إن من أسباب الفوز هو النجاح في عملية التعبئة والتحضير الجيد لانتخابات مهمة وحسن اختيار المرشحين ممن لهم تاريخ نضالي طويل ومعروف ..وهناك أسباب كثيرة تؤثر سلبا وإيجابا في الفوز والخسارة في الانتخابات، وبعد أن نجح من نجح سيجلسون على مقاعدهم ومناصبهم، على كل الفائزين أن يتثقفوا بثقافة الفوز وعلى الخاسر أن يتحلى بروح الخسارة .فالفائز هنا قد فاز بنسبة معينة وحتى لو كان الأول فهناك شركاء معه في الفوز وعليه أن يعمل على هذا الأساس لا على أساس انه المنتصر الوحيد .وعلى الجميع أن يتعاونوا في خدمة ناخبيهم من المواطنين كافة في المحافظة وعليهم ان يعلموا إن عملهم الذي سيراه الله ورسوله سيراه المؤمنون أيضا وسيتم تقييم أعمالهم في الانتخابات المقبلة حيث تحتم الديمقراطية عليهم مغادرة أماكنهم ومقاعدهم في حالة عدم تقديمهم ما يطمح إليه المواطن الذي صار بيده تغيير المسؤولين وسلاحه في ذلك صوته الثمين ..وأما من خسر في الانتخابات وهنا لا نقصد الذين خرجوا صفر اليدين فقط إنما نقصد من حصل على نسبة اقل مما كان يتوقع أن يراجع حساباته ويبحث في الأسباب التي تسببت في ذلك ولا تكون حجته الوحيدة هي التلاعب بنتائج الانتخابات وعليه ان يتحلى بروح رياضية لاستقبال الخسارة ومعالجة أسبابها الحقيقية كي يكون واقعيا ويكون جاهزا للانتخابات المقبلة .وعلى الجميع ان يدركوا انه في هذه الانتخابات قد فاز العراق ونجح في إرساء أسس الديمقراطية التي أصبحت اليوم محط أنظار الجميع وإعجاب العالم وخسر أعداؤنا الذين حاربوا الديمقراطية وسخروا منها في مراحلها الأولى وراهنوا على نجاحها في العراق وحرموا الذهاب إلى الانتخابات وجعلوها رجسا من عمل الشيطان خسر هؤلاء وانتصر العراق الذي اثبت للجميع انه أصبح بلد الديمقراطية ومهد الحضارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة