الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القولون السياسي

كريم الهزاع

2009 / 3 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


بما أن الأمور في البلاد – الكويت - وصلت إلى طريق مسدود ، وكل حزب بما لديهم فرحون ، والشعب يشرب من " ماي البحر " .. وحال البلد واقفة على رجل واحدة بين شد وجذب أعضاء مجلس الأمة ولعبتهم المستمرة لعبة " الكراسي " أو " حي الميد " أو لعبة - الوردة - " يحبني لا ما يحبني " بخصوص استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء وصعوده للمنصة " يصعد لا ما يصعد " واللعب بمشاعر الناس ، وبرلمان بهذه الصورة المشوشة والمهزوزة وتكتلات ذات مصالح خاصة ، من هذا الباب أتمنى كما يتمنى الكثير من الشعب بأن يتم " حل المجلس " وتعليق الانتخابات لمدة سنتين حتى الحكومة تقدر تمشي حال البلد الواقفة برجل واحدة ، ونتمنى كذلك بعد حل مجلس الأمة أن يحل مجلس الوزراء ، لأن حكومة تضم تركيبة على شاكلة الوزير أحمد باقر لا يرتجى من وراءها خير ولن تقدم للبلاد أي شيء ، لذا من كل قلبنا نتمنى أن يتم ترتيب البيت الكويتي بتلك الخطوتين .
والمشكلة في الحالة الكويتية هي أن الديناميكية التي تحدد مسار السياسة والاقتصاد في بعدها الرأسمالي من خلال القوى الموجودة على الساحة الخاصة بالمنافسة غير متسامحة مع بعضها البعض ، كما أنها أيضاَ غير متصالحة مع ذاتها وليس لديها أي أجندة لتصحيح مسار البلاد ، فكل ما لديها بأن تكون ضد ما يطرح من الطرح حيث تقودهم الأهواء والعناد وخالف تعرف واللعب على مشاعر الناس ورغباتهم ، وكل ما سبق يتصادم مع الرغبة الإنسانية في الاستقرار واليقين . بل إن ما هو أهم من ذلك أن شريحة كبيرة من المجتمع تشعر بإحساس متزايد بالظلم بشأن أوضاعها المتردية . فالمنافسة التي نراها بين الكتل المتناحرة ، تخلق لدينا القلق جميعاً ، وأحد مصادر القلق الرئيسية في ظل الأزمة الأقتصادية الخانقة هو الخوف المزمن من تردي الحالة المادية للأسر الكويتية والقوى العاملة في البلاد بكل أصنافها وتشكيلاتها ، والمصدر الآخر هو ذلك القلق العميق النابع من الاضطراب الدائم الذي تحدثه المنافسة السياسية والاقتصادية في الوضع القائم وأسلوب المعيشة ، الجيد أو السيئ ، الذي يستمد معظم الناس منه السلوى ، إذ تخلق السياسة لعبة شد الحبل داخل كل منا وتجعلنا موتورين طوال اليوم مما يثقل كواهلنا ويشتت ذهنيتنا وبطريقة لاشعورية يتولد لدينا الضغط العصبي أو حالة " القولون السياسي ، إذ يغدو ذلك القولون مع مر الأيام " بالون " لقياس حالة الجو السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد ، ومابين اللذة والألم التي يحدثها لنا هذا الترمومتر إلا أنه لا يمكننا الاستمتاع بالعملية باستمرار حتى وأن أوهمنا أنفسنا بأن ما يحدث هو حراك سياسي أو اجتماعي أو ثقافي في نهاية الأمر ، لكن حالة الطقس وغبار الربع الخالي الذي يذر في عيوننا مع الأوضاع السياسية المتردية حتماً سيقودنا إلى الكآبة ، وربما يقودنا إلى حالة الانتحار أو الموت ببطء كما يحدث في البلاد الآن .. نريد حلاً من حكيم .. حلاً لمجلس الأمة ويتبعه حلاً لمجلس الوزراء وأجندة للبلاد من عقل وروح ويد الحكمة .. أن غداً لناظره لقريب .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكويت نموذج للهيمنة الامريكية
سعاد خيري ( 2009 / 3 / 11 - 11:35 )
كل ما يجري بين البرلمان والحكومة ما هو الا مسرحيات لالهاء الجماهير وديكور يستر الهيمنة الامريكية التامة على الكويت كقاعدة متقدمة للهيمنة على المنطقة

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة