الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان كوخ الى عواد ناصر7 من 7

جمعة الحلفي

2004 / 4 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


وأنا أقلّب بمحتويات "صندوق" الرسائل، الذي أحتفظ به، وهو يشبه صندوق العرس القديم، عثرت على رسائل قديمة من الصديق، الشاعر عواد ناصر، الصامت شعرياً، منذ سنوات، والذي كان من بين المئات من الكتاب والشعراء العراقيين، الذين فروا بجلودهم من العراق نهاية عقد السبعينات، وعاشوا في بيروت ودمشق وعدن، ثم في دول وعواصم أوروبا.
تتميز رسائل عواد، الذي أرجو أن يكون لا يزال حياً يرزق ويكتب الشعر، بخفة الدم ورشاقة العبارة والسخرية المريرة، وهي تشبه نشرة أخبار موجزة عن الأحوال الشخصية والثقافية العامة، في تلك الأيام الخوالي. والغريب في الأمر أن عواد كان يتوقع، منذ ذلك الوقت، وبطريقته المازحة والساخرة طبعاً، أن يأتي يوم ننشر فيه رسائلنا الشخصية( كملحق في أعمالنا الأدبية الكاملة.. كما يقول!) وها أنذا أنفذ وصيته أو اقتراحه. يقول عواد في رسالة مؤرخة في 16 / 4 / 1980 ما يلي: (أخي جمعة.. وصلتني رسالتك وفرحت بأحزانك.. كان بودي أن أبعث لكم من بيروت بعض الإعانات الروحية، إلا أنني، لحظة كتابة هذه الرسالة، لا أملك فلساً واحداً.. وقد ذهبت الى مسؤول المالية في المجلة، ولكن الخزنة، هي الأخرى، فارغة مثل جيبي ودماغي!
سينشر لي موضوع في "الثقافة الجديدة" عن تجربتي في الجيش... أعتقد أنه موضوع طريف وقد وفقني الله لكتابته.. كما أن هناك قصيدة طويلة بعنوان (عاشوراء) ستنشر في مجلة "البديل" فيها استلهام لتجربة الأمام الحسين مع محاولة لإنقاذها (التجربة) من شخصانيتها وإضفاء طابع المحنة الجماعية والفلسفية عليها.. أعتقد ستعجبكم.
أمرُّ حالياً في فترة من فترات الإحباط العارض، أعاني منذ ما يقرب من أسبوعين، من التقوقع.. ولو لا الالتزام بالعمل لما غادرت غرفتي...أنا غير قادر على فعل أي شيء.. أعتقد أن غياب المرأة، والإظلام السياسي، والإستفلاس، وشحة الأصدقاء، وقلة الزاد ووحشة الطريق (لا أقصد "طريق الشعب" طبعاً.. أعوذ بالله!) من بين أسباب نكوصي المؤقت... وأعظم ما في ذلك هو (المؤقتية).
استلمت، قبل فترة، رسالة من فاضل الربيعي.. وقد أدهشتني بشجاعتها السياسية.. أتمنى أن لا يكون هذا الرجل كاذباً كما عودنا دائماً!... كتبت قصائد جديدة.. أنا سعيد بها.. وكذلك جميع من قرأوها، ولكني أعطيت واحدة لمجلة الثقافة الجديدة فأعادها لي الرفاق، لأن المقطع الأخير فيها، كما يقولون " يكرس حالة من اليأس والارتياب.." وطلبوا إلي أن "أعيد النظر فيها" أو بالمقطع نفسه فقط.. مع إعجابهم الشديد بالقصيدة.... المقطع المشبوه يقول:
من حقه أن يستدلّ بما يراه ويعتني بغموضه..
أو ينتهي لليأس، أو يرتاب
البيت أعلن إن عبد الله غاب
ما قام عبد الله ، ما قرتّ بقامته العيون
والطير، مذ قامت، تشيع دماءها عمداً، وتحتكر السجون!)

( بالله عليك يا جمعة هل شعرت باليأس والارتياب؟).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق