الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة الزيدي هذه المره , هل ستكون - تاجيل ام تسويف !

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2009 / 3 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد عام 2003 شهد القضاء العراقي ومحاكماته تطورا هاما وملحوظا , في الاستقلاليه والنزاهه وفي الحياد , مع وقوفه بعيدا وعلى مستوى واحد مع مختلف وجميع الدعاوى المقدمه اليه , ومن اية جهة كانت , مكانة وسلطة ودرجة .

لاول مره في تاريخ الدوله العراقيه اصبح القضاء العراقي غير مسيس مع محاكمه المختلفه , بحيث اصبح المواطن العراقي لا يشك في نزاهة وهيبة السلطه القضائيه العراقيه .

كل منا يتمنى ان يبقى هكذا القضاء , بشفافيته , بعيدا عن كل اشكال الضغوطات والتجاذبات والتاثيرات التي قد تاتي من الداخل , او من خارج العراق , مما يعزز مكانة ومركزية القضاء واستقلاليته .

كما ان ليس من حق الفرد العراقي مهما كان موقعه من الاعراب بان يتدخل في اصول ومجريات وعمل والتاثير على القرارات للمحاكم العراقيه , او قضاتها او العاملين في الدوائر التابعه للسلطه القضائيه .

لكن , في نفس الوقت لكل منا له الحق ان يبدي برايه ويدلي بدلوه في قضية ما مطروحه اما المحاكم العراقيه , لان هذا ياتي من باب حرية الراي والراي الاخر والنقد والحريه وطرح الملاحظات والتوقعات , مرة اخرى ان تكون بعيدة عن التاثيرات في المجريات وعلى سير العداله .

لنرجع الان الى الحادث الذي قام به المدعو منتظر الزيدي في 14 / 12 / 2008 اثناء انعقاد المؤتمر المهم بين السيد رئيس الوزراء العراقي المنتخب ديمقراطيا على الاقل من قبل اكثر من 12 مليون عراقي , مع رئيس الولايات المتحده الامريكيه السيد جورج بوش , للتوقيع على اهم معاهده واتفاقيه استراتيجيه مهمه جدا للعراق واميركا .

يعتبر ذلك الحادث من الاعمال المشينه والمهينه والمخله بالاداب والاخلاق والقيم واللامسؤوله , ضد عدة رموز منها , رئيس وزراء دولة العراق والرئيس الامريكي والعلم الامريكي والعراقي وحرمة المكان وكرامة الحاضرين في القاعه .

كما هو معروف للجميع بان المدعو البالغ من العمر ثلاثون عاما , يعمل في قناة البغداديه البعثيه الغوغائيه التي تبث برامجها المسمومه من دولة القمع والاستبداد والدكتاتوريه وشارعها الغوغائي واعلامها المرتشي .

تلك المحطه التي تصب دائما الزيت على النار , لم تقدم ولو اعتذارا بسيطا للعراقيين وللحكومه , وهي مصرة ومدفوعه بان تعمل احد العاملين معها بطلا من ابطال الاحذيه والقنادر , وهذا ما حصل في بعض عواصم الدول العربيه المعروفه بفشلها في كل شئ , وتخلفها ورضوخها لانظمه بقيت تحكم الى الابد , عندما رفعوا لافتات وصور وشعارات للقنادر والاحذيه . . .

كان من المحتمل ان يحاكم المدعو قبل نهاية شهر كانون الاول من عام 2008 , ولكن تم تاجيل المحاكمه الى 19 / 02 / 2009 لاسباب مجهوله وغير معروفه , ومرة اخرى اجلت محاكمة المدعو الى يوم 12 / 03 / 2009 لسبب قيل - يراد معرفة ان زيارة رئيس دولة اميركا السيد بوش كانت / قانونيه ام غير قانونيه / او / شرعيه ام غير شرعيه / .

المعلومات قالت حول تاجيل المحاكمه لحين مخاطبة - الامانه العامه لمجلس الوزراء - عن مدى صحة وشرعية وقانونيه الزياره .
لا نعتقد بوجود زيارات وعلى هذا المستوى الرفيع بين الدول والحكومات بدون معرفه مسبقه ومرتبه لها ترتيبا على جميع الاصعده , الامنيه والمخابراتيه وتوفير الامن والحمايه والاستطلاع والتنصت والتمشيط ما لا يقل عن شهر واحد وحسب المعلومات التي نمتلكها .

لا يوجد مطلقا في قاموس زيارات الرؤساء لهذا المصطلح الجديد والمبتكر لاول مرة في التاريخ ايضا من قبل محكمه عراقيه نزيهة / بقانونية الزياره / ! .

اذا كانت المحكمه الموقره , ونحن لا نشك بعملها , لا تعلم بهذا ! فتلك - مصيبة , وان كانت لا تدري فالمصيبة اعظام ! .

من هنا جاء استغرابنا حول هذا الموضوع , عن قانونية الزياره , جميع حكومات الدول في العالم مكونة من سلطه تنفيذيه , وسلطه تشريعيه , وسلطه قضائيه , اي انها الواحده تكمل الاخرى وبعضها البعض , ولا توجد سلطه في الدوله لا تعرف بقوانينها واجراءاتها ومهامها واعمالها والخ . . . اذن كيف ومن - سوف يوفر ويجهز الحمايه للمسؤولين والضيوف ? وهل للزيارات المفاجئه يتم التحضير لها خلال لحظات وساعات ? ,

الاستغراب الاخر اتى من خلال تسريبات من المحكمه نفسها والعاملين , تم اقرار حكم مسبق , ربما يفرض كامر واقع ! مثلا :
من قال / ان التهمه ستكون مجرد اهانة بوش . اما الناطق باسم مجلس القضاء الاعلى في العراق , السيد عبد الستار البرقدار قال / ان الزيدي سيحاكم بالتهمه الاصليه , دون توضيح ما هي التهمه الاصليه .
من قال ايضا / ان العقوبه القصوى للتهمه الموجهة اليه هي السجن لمدة خمسة عشر عاما . وهناك من ختم على الماده واقرها للمحاكمه وهي الماده 223 لمحاكمة المدعو .
من ادلى بان / الطعن في القضيه من شانه ايقاف النظر في الدعوى . في هذه النقطه نقول / اذا تم اقرار قرار قبول الطعن , هذا يعني علينا ان نقرا السلام على القضاء العراقي , لان توصيف التهمه بهذا الشكل ستكون له عواقب جمه على القضاء العراقي النزيه .
اما الشخص الذي اصبح شبه ناطق رسمي باسم القضاء , ونراه دائما من على شاشات الفضائيات هنا وهناك , قد اصدر قراره النهائي بقوله / ان القانون العراقي يصدر حكما بالسجن بحق الزيدي لمده لا تتجاوز في اقصاها سبع سنوات ! .

اخيرا نرجوا للقضاء العراقي ان يكون بعيدا عن كل ما سمعناه وعن قال وقيل وان يبقى كما عودنا في السنوات الماضيه , وبعيد عن التجاذبات والتسويفات وان لا يتاثر بتلك الاراء والشعارات الغوغائيه والمغرضه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دبابات إسرائيلية تقتحم مدينة غزة وإسرائيل تأمر السكان بإخلاء


.. حزب الله يشن هجوما بالمسيرات على موقع إسرائيلي في جبل الشيخ




.. كأس أمم أوروبا 2024: إسبانيا الموهوبة تواجه الصلابة الدفاعية


.. هجوم روسي بالصواريخ على مدن أوكرانية يخلف عددا من القتلى




.. #روسيا تحبط محاولة اختطاف -قاذفة استراتيجية-.. وتحدد الفاعل