الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان سياسي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة يوم الأرض

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

2004 / 4 / 2
القضية الفلسطينية


يا جماهير شعبنا المناضل
تأتي الذكرى الثامنة والعشرون ليوم الأرض المجيدة وشعبنا وقواه المناضلة تواجه أشرس عدوان صهيوني متواصل بكافة الأشكال والأساليب وأكثرها دموية وإرهابية وعنفاً منذ قرن ونيف، حيث تواصل حكومة الإرهابي والسفاح شارون جرائمها وممارساتها الوحشية واللا أخلاقية واللا إنسانية ضد شعبنا وأهلنا في كافة الأراضي الفلسطينية وإن تعددت أساليبها فإن أهدافها واحدة وترمي إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية وقضمها عن طريق بناء المستعمرات وإقامة الطرق الالتفافية وبناء جدار الفصل العنصري أو مصادرتها لأراضي في مناطق 48 بحجج الأمن وأملاك الغائبين والإجراءات الاستثنائية التي مارستها كل الحكومات الصهيونية المتعاقبة.

هذه الإجراءات تلخص أبعاد السياسات الصهيونية وعقائدها السياسية والأيديولوجية والتي تعمل جاهدة منذ قرن بكل الوسائل على نزع الأرض من أصحابها وخلق الذرائع والأسباب التي تسهل عمليات السطو ففي مثل هذا اليوم خرجت جماهير شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 دفاعاً عن الأرض ووقوفاً في وجه الإجراءات الهادفة إلى انتزاعها لتسهيل عملية التهويد التي تسعى الصهيونية لتحقيقها على الأرض الفلسطينية وقد أكد شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 على حقه المشروع في الدفاع والاستبسال من أجل صيانة حقوقه والدفاع عنها وفي مقدمتها الحفاظ على أرضه وهويته وانتمائه.

ومنذ ذلك التاريخ، نيسان 1976 وجماهير شعبنا في كل مكان تجدد القسم والعهد باستمرار نضالها وتشبثها بالأرض وتمسكها بتاريخها وانتمائها الوطني والقومي. وتجدد التزامها بخيار المقاومة ضد الممارسات والإجراءات الجائرة التي تقوم بها الحكومات الصهيونية المتعاقبة.

تأتي هذه الذكرى في ظل تزايد وتوسع ممارسات حكومة الإرهابي والسفاح والفاشي شارون ضد شعبنا وقياداته الوطنية والإسلامية، هذه الإجراءات تحمل في طياتها أبعاداً خطيرة وتمثل انعكاساً لإخفاقات حكومة شارون وتعمق مأزقها السياسي والأمني.

بفعل المقاومة الباسلة والصمود الأسطوري لشعبنا وحركته الوطنية والإسلامية ومحاولات شارون الأخيرة العسكرية والتي تشهد على دموية ووحشية الحكومة الصهيونية التي تحاول من خلال استمرار عمليات المداهمة والتدمير والقتل والاغتيال والاعتقال والحصار المتواصل أن توصل الحالة الفلسطينية الثائرة والمناضلة إلى مرحلة اليأس والاستسلام لكن وقائع وتطورات الأحداث تؤكد أن المحن ومهما كانت قاسية تساعد وتدفع شعبنا إلى المزيد من الوحدة والتكاتف وتصعيد كل آليات النضال لإفشال هذه المخططات فقوافل الشهداء تزيد من عضد شعبنا ويعمق من التزامه بخياراته الأساسية لوأد الأطماع الصهيونية وتحطيمها على صخرة هذا الصمود الأسطوري الرائع. فجريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين وأبو علي مصطفى ومشاريع شارون الأحادية ومناوراته السياسية لن تثمر لأنها ستتحطم على صخرة الصمود الوطني والإسلامي الفلسطيني المصمم على مواصلة مسيرته الكفاحية الظافرة حتى تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة في نيل الحرية والاستقلال ودحر المحتلين وقبر مشاريعهم التآمرية وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها.

ولعلنا لا نخالف الحقيقة حين نقول أن التطورات الميدانية رغم فداحتها على شعبنا لكنها تقدم يومياًُ الدليل على تعميق المأزق السياسي والعسكري والأخلاقي لمجرمي القرن الواحد والعشرون الصهاينة الذين يمارسون بدعم وإسناد من إدارة بوش كل صنوف الإرهاب والعنصرية ويعتدون بشكل ممنهج ومتواصل على إرادة المجتمع الدولي وتزداد عزلتهم رغم تغطيهم بشعار محاربة الإرهاب الذي أسدل الستار عن حقيقة حكام إسرائيل وممارساتهم الإجرامية.

وما يجري فوق أرضنا الطاهرة في فلسطين لا يقل عنه شأناً ما يجري على أرض الرافدين مما يفاقم مسؤولية الوضع الرسمي والشعبي العربي لمواجهة التهديدات والأخطار الكبرى التي تواجه حاضرهم ومستقبلهم حيث تقتضي كل عوامل الأخوة أن يتضامن الغرب على المستويين الشعبي والرسمي لمساندة ودعم النضال المشروع للشعبين العراقي والفلسطيني ويلتزموا بالوقوف إلى جانبهما في كافة الملتقيات والمحافل الدولية ويساهموا من خلال تبنيهم لسياسات ومواقف وطنية وقومية ثابتة على كل المستويات في زيادة حضورهم وفعاليتهم على المستوى الدولي.

يا جماهير شعبنا
بهذه المناسبة الغالية على قلوب كل المخلصين لقضايا الوطن والشعوب وحقها المشروع في المقاومة والحرية والاستقلال أن يوحدوا صفوفهم وجهودهم لمواجهة التحديات والانتهاكات المتواصلة لشرعة حقوق الإنسان والالتزام بالأعراف والمواثيق الدولية. فشعبنا يمضي في صراعه مع هذا الكيان العنصري الغاصب في شق الطريق للعرب والبشرية لاستشراف المستقبل والأمل والتفاؤل للشعوب المضطهدة بغد مشرق وبعالم تسوده علاقات الأخوّة والاحترام المتبادل على أساس الاختيار الحر للشعوب لحاضرها ومستقبلها بعيداً عن سياسة التدخل والإملاءات الخارجية والكف عن سياسات التهديد والعدوان على شعبنا وأمتنا العربية وبقية شعوب العالم. والنصر حليف المناضلين الفخورين بانتمائهم للأرض التي خرّجت قوافل الشهداء والمناضلين البواسل. الحرية لشعبنا الفلسطيني البطل ولشعوب أمتنا العربية.
2004-03-29








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز