الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء هام من مغترب عراقي الى دولة رئيس الوزراء : دستور اوربي ووزراء اجانب

نبيل قرياقوس

2009 / 3 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل ايام معدودة لفت انتباهي حوار بثته احدى القنوات الفضائية لمجموعة مغتربين وطالبي لجؤ عراقيين ، وهم يناقشون اسباب استمرار رغبة العراقيين هجرة بلدهم ، حالهم كحال كثير من دول المنطقة ، اضافة الى مناقشة سبل عودة المغتربين العراقيين الى بلدهم ، حيث وجه احدهم نداء هاما عاجلا الى دولة رئيس الوزراء العراقي والمسؤولين في الامم المتحدة يحمل فيه مقترحا يعد الاول من نوعه في العالم على مستوى ادارة الدول ( على ما اظن ) ، ورجى المغترب دولة رئيس الوزراء ، بعد التهنئة بفوز قائمته في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة ، دراسة المقترح جديا وعرضه على الاستفتاء الشعبي لاقراره باسرع وقت ممكن ، داعيا الامم المتحدة لاخذ دورها في تسهيل مهمة العراقيين لتطبيق المقترح .
مقترح المغترب العراقي يتضمن شطرين اساسيين اولهما استبدال الدستور العراقي الحالي بدستور احدى الدول الاوربية دون اي اضافة او تحوير او انتقاص ، اما الشطر الثاني فيخص موافقة العراقيين على مشروع اشغال بعض المناصب الوظيفية في الدولة العراقية ، ولمدة عشرين عاما ، من قبل مهنيين اجانب من عدة دول متقدمة حصرا ، يعينون بعقود لمدة اربع سنوات قابلة للتجديد ، وقابلة للانهاء باسباب منطقية موجبة في اي وقت يقره البرلمان العراقي او دولة رئيس الوزراء ،على ان يكون اولئك الاجانب من الذين تقلدوا مناصب مماثلة بشكل متميز في بلدانهم .
المناصب الثلاثة المقترح تشغيل المختصين الاجانب فيها هي : وزير ، رئيس هيئة ، مدير عام ، في كل الوزارات العراقية عدا وزارة الخارجية التى ستكون هي الجهة العراقية التى ستتولى اعمال اختيار وابرار العقود مع اولئك العاملين . المغترب العراقي اوضح ان العراق ، بعد رسو نهج الانتخابات الديموقراطية فيه ، يحمل كل المقومات الاساسية التي تسهل ولادة دولة يتمتع فيها المواطن بكل حقوقه المادية والمعنوية كانسان ، الا ان العراقيين تنقصهم الخبرة الادارية والتنظيمية لتحقيق ذلك ، فالادارة علم صعب ، معقد الابعاد ، متسارع التطور كحال علوم الذرة والطب ، فان لم يتم الاستعانة باهلها فسيبقى العراقيون لقرن او قرنين اخرين يحاولون الارتقاء الى الحياة التي يعيشها الان مغتربوهم في الدول الغربية . صاحب المقترح تمنى ان تقوم الاحزاب والمنظمات العراقية بدورها في تبني المقترح والقيام بحملة توعية تؤكد حلول الساعة التي تحتم على العراقيين نزع ثوب التناقض في الشخصية ، فالبعض تراه سرا او علنا يحلم في العيش والتنعم في ظل البلد الاوربي ودستوره الا انه يدعي التردد في قبول تطبيق ذاك الدستور في بلده ، ذلك الدستور الذي هو نتاج مخاض الفكر الانساني في مجال تنظيم الحياة ليحصل الجميع على حريتهم ، وحقهم في حياة كريمة . المغترب العراقي استرسل قائلا : ( ان تشغيل الاجانب في هذه المناصب سيعني منذ اللحظة الاولى بدء ارتقاء العراق الى مرتبة الدول المتقدمة عن طريق الادارة والنظم والقوانين التي سيضعها مهنيون ميدانيون - كل في وزارته - وفق مباديء الدستور المتطور الجديد ، ولتقر تلك النظم والقوانين فيما بعد في البرلمان العراقي ، ولتصبح العشرون سنة القادمة مرحلة البناء الحقيقي للعراق مع تأهيل الكوادر العراقية لتولي زمام الامور مستقبلا بتوفر قاعدة اساسية من النظم والقوانين والخبرة الادارية والاقتصادية لمواكبة التطور المستمر في النظم العالمية لادارة الدولة ) ، واضاف : ( تطبيق وتنفيذ هذا المقترح لن يعني ولادة عراق جديد بامكانات جبارة حسب ، ولن يعني فقط عودة كل اللاجئين والمغتربين العراقيين ، انما سيعني ولادة بلد سيحلم الكثير من ابناء العمورة بالجؤ اليه !.
في اليوم التالي لمشاهدتي الحوار ، اثرت مقترح المغترب العراقي بين عدد من الزملاء المثقفين ، فابدى الجميع ترحيبهم بالمقترح ، احدهم قال : اؤيد المقترح لكونه افضل واقصر الطرق لتقدمنا ، واذا كنا نحلم بقفزة تجعلنا نحيا ونعيش كحال بقية البشر المتمدنين علينا ان نقفز بمستوى تفكيرنا اولا ، لكنه شكك بقبول المقترح من قبل كثير من ( الحرامية ) !
لم احظى بعراقي خالف المقترح ، الا ان احدهم خاطبني معبرا عن يأسه بسبب استفحال ظاهرة ازدواج الشخصية في المجتمعات الشرقية عموما ، قال : ( اذا نشرت موضوعا حول المقترح ، فسينعتك البعض بـالمجنون ، اترك الموضوع فالعراقيون خلقوا ليبقوا متخلفين ! ) .
كل الاقلام العراقية مدعوة لاسناد نداء ومقترح اخينا المغترب ، فقد بات من المستحيل علينا قبول تحميل دولة السيد رئيس الوزراء ما لا ذنب له فيه ، فتلك هي طاقاتنا الوزارية والمهنية وعلينا ايجاد البديل المنطقي الذي ينقذ العراقيين من وضع تمني هجرة اغنى واعز بلد في العالم ، نعم بات من المستحيل علينا تكرار الخضوع لافكار تدعي المثالية ، تمنع علينا علوم الادارة الحديثة لتصر على بقائنا نحبوا ببطء النملة في مجال الحياة الحضارية لانساننا في عصر يتمتع فيه انسان بقية الشعوب بنعم التقدم بسرعة الضوء ، انها دعوة لتشغيل افضل خبرات العالم خدما لكل عراقي في سبيل اوضاع وحياة لنا تضاهي اوضاع اكثر دول العالم تقدما ، فان كان في ذلك جنونا ، فانا اتشرف ان اكون اول مجانين العراق !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم ولكن كيف
مؤيد الاعظمي ( 2009 / 3 / 11 - 21:50 )
انا اؤيد راي الاخ المغترب ،ولكن من يضع الجرس بذيل الهر ،انت تحلم ومن يحلم لا يرى الواقع ،ان الديمقراطية التي تحلم بها هي نتيجة نضال وتضحيات جسام دامت اكثر من قرنين في اوربا وهي نتيجة تغيير جذري في كل القيم المشتركة وليست عملية انقلابية في اخلاقيات المجتمع


2 - يكفي عودة الديمقراطيين
عبد العالي الحراك ( 2009 / 3 / 12 - 08:50 )
يكفي عودة الديمقراطيين العراقيين ولا حاجة لخبرة الاخرين وعلى الحكومة تسهيل عودة من يرغب وتشجيع من يتردد

اخر الافلام

.. مساع للتوصل إلى توافق في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا للضغط على


.. قائد قوات الدعم السريع: بذلنا كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل س




.. الناخب الأميركي على موعد مع مناظرتين جديدتين بين بايدن وترام


.. خلافات في إسرائيل إثر إعلان الجيش -هدنة تكتيكية- في بعض مناط




.. إذاعة الجيش الإسرائيلي: غالانت لم يعرف مسبقا بالهدنة التكتيك