الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل النهضة وانبثاق عصر للتنوير في منطقتنا

عبد العالي الحراك

2009 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ليس بالضرورة ان ننهض ونتنورعلى الطريقة الاوربية..فقد تحصل النهضة في بلداننا وينطلق التنويرعلى طريقتنا,حسب مستوى فهمنا وتأثيرنا في مجتمعاتنا التي يجب ان نعيشها ونتفهم عن قرب مشاكلها واحتياجاتها.. فالمرحلة التاريخية الآن مختلفة ولكن القواعد العامة والركائز الاساسية تكاد تكون ثابتة في اطارها العام ..ان عوامل ومصادرالنهضة والتنويرعديدة تقوم بعضها على اساس هدم القديم وبناء الجديد بشكل تناسبي ومتداخل منها,العادات القديمة والتقاليد البالية التي تقف في طريق التحرروبناء تقاليد جديدة عبر ممارسات مدنية اساسها القانون واحترام الحريات العامة والشخصية.. ثم النهوض بالعلم ونشر المعرفة من خلال برامج علمية ومناهج مدرسية تناسب العصر والتطور وبالاستفادة من خبرة دول العالم المتقدمة وخبراء الامم المتحدة العاملين في منظماتها المختلفة,وهذا يتم بالتوازي مع النهوض والتقدم الاقتصادي للبلد المعين,حيث لا يمكن بناء نهضة علمية وثقافية بدون قاعدة اقتصادية تصرف عليها وتمولها ..السير السليم في هذا الاتجاه يحتاج ان تتظافرجهود السياسيين والمثقفين واصحاب الفكرالنير, كل حسب اختصاصه وكفآته ومهاراته,فالمختص بنقد الفكر الديني وممارسات رجال الدين التي تدعو لبقاء القديم..عليه ان يستمر في جهوده لا ان يطلب منه التوقف لاننا متخلفون في الجوانب العلمية والاقتصادية,اوان الافكارالتي يطرحها بعيدة عن الواقع واحتياجاته,بل يجب مطالبة علماء الفيزياء والبيولوجيا والكيمياء مثلا,ان يدلوا بدلوهم في علومهم والارتقاء بخطابهم العلمي الى مستوى اطروحات وافكارعلماء الفكر ومنتقدي الافكارالمتخلفة ..كذلك دعوة علماء الاقتصاد الى نفس الامر وهكذا ترتقي اعمدة النهضة وتستقيم مسيرة التنوير ويحصل التقدم, بالاضافة الى عمل السياسي الذي يسعى من اجل الحكم والسلطة التي تدعم النهوض بالبلاد عن طريق دعم مشاريع التقدم والتطور وتشجيع الشباب نحو دراسة الفلسفة والاطلاع على الافكارالفلسفية العامة واتباع المنهج التحليلي العلمي في الوصول الى الحقيقة,لا اخذها جاهزة اومغلوطة من الاخرين..لقد تقدم كثيرا اصحاب الفكر التنويري في مجال نقد الفكر الديني ولكن لم يتقدم اصحاب الفكر العلمي التطبيقي والتكنولوجي في بلداننا,اوهم غير موجودين في بلدانهم ومجتمعاتهم الا قلة قليلة, فمعظمهم موجود في خدمة مجتمعات ودول متقدمة,لما يتوفرلهم هناك من امكانيات ومستلزمات عمل ومعيشة مناسبة..وهنا يأتي دورالحاكم والسياسي الذي يهيئ الارضية التي يقف عليها العالم والمثقف وصاحب الفكر والفيلسوف والشاب المتحررالذي ينهل من علومهم جميعا..اذن تظافر جهود هؤلاء والتنسيق فيما بينهم يعجل في مسألة النهضة والتنوير التي نحتاجها.. اضافة الى ان تقدم المجتمع وتطورة يخص جميع الطبقات والفئات الاجتماعية وتظافر جهودها يصب في مصلحة الجميع.. فلليبراليين دورهم دون الاعتقاد بأنه دورهم فقط وينحصر فيهم دون غيرهم, كما بدأه ليبراليوالغرب في زمانهم.. فالزمن الحديث الان غير ذلك الزمان.. فالوعي والثقافة انتشرت منذ الثورة الصناعية وما زالت تنتشرعلى ايدي اصحاب الفكر اليساري وغالبيتهم من الماركسيين,حيث ان ظهورالماركسية كفكر تقدمي نهضوي لا يتوقف,وقد غطى على جميع الأفكارالتي سبقته واحتوى الجيد منها وطوره وطالب باستمرارالتطويرالذي لا يتوقف,وقد انتقد بشدة حتى تلك الافكارالتحررية(الليبرالية)التي اطالت في حبل البرجوازي والرأسمالي الاستغلالي الى ما لا نهاية,في استغلال الفقراء بحجة الحرية (اللامسؤؤلة) التي تبيح الاستغلال وساعدت على انتشارالاستعمار,الذي اتسع في عصر حكم البرجوازيين الغربيين الليبراليين,الذين روجوا للاستعمار كوسيلة لصناعة رأس المال وزيادة خيرات وكنوزالشعب,كما كانوا وما زالوا يعتقدون دون ان يعترفوا بان التقدم والتطور كان معظمه على حساب فقر وتخلف الشعوب الاخرى التي استعمروها وامتصوا خيراتها وهي الحلقة المفقودة والعاصية على التنوير,الا اذا سلك الليبراليون في بلداننا طريقا وطنيا لا امريكيا ولا غربيا نقليا اوتقليديا..ليس في صالح النهضة ومتطلبات التنوير في بلادنا ومجتمعاتنا المتخلفة ان يتوجه بعض ليبراليينا لنقد بعض التجارب اليسارية العالمية في الحكم,فهذا امرسياسي فيه خلاف واختلاف في التفسيروالتعليل,حتى بين اليساريين الماركسيين انفسهم,وقد يطول ويتشعب مقام البحث فيه,ويخرج الكاتب عن مهمة الدعوة العامة والمشتركة للنهضة والتنوير,ويقلل من قيمة البحث والباحث وتتوالى عليه الردود المختلفة ويفقد التنوير مغزاه.. فللسياسة محلها وللتثقيف التنويري ورفع مستوى الوعي العام محله.. اتمنى التكاتف وليس الذهاب الى التناقض بين جميع اطراف النهضة والتنوير,لان المجتمع يحتاج التفتح العقلي والفهم والاستيعاب الميسر,والجميع لهم مصلحة بالنهضة والتنوير,الفقير والغني,الكبيروالصغير.. فمن ينتقد موقفا عنصريا او طائفيا, انما يدعو ويساعد على التنوير..ومن يؤيد تجربة علمية اواكتشاف علمي حديث يفيد البشرية فانه يدعو الى التنويروهكذا... فلا دخل لفشل التجربة السوفيتية بمسألة التنوير,الا من بعيد,كما يعتقد الليبراليون.. ليس للفارق بين الكوريتين علاقة بالتنويرالا من منظور بعيدا جدا وكما يعتقد ايضا الليبراليون,الذين يدعون الى الحرية (اللامسؤؤلة) في الاقتصاد الحر الجشع..ارجو ان لا يخرجنا الليبراليون عن موضوع التنويرالى نقد الماركسية بهذه الطريقة الانتقائية,فقدلا يستطعوا الخلاص من نقد الماركسيين لهم وللليبرالية,سواء على المستوى النظري اوالتطبيقي .ان أخطاء التجارب الاشتراكية,التي اعترف بها مقترفوها وانتقدها ماركسيون كثيرون,اهون بكثير من جرائم الاستعمار والحروب التي عمت البشرية وخاصة على دول ومجتمعات الفقراء..اما الاشتراكية فقد نعم خلال فترة حكمها الفقراء,والان يعانون الهجرة وهوان العيش في بلدان الانظمة الرأسمالية وهي ليبرالية,تبتزهم وتستغلهم في الفساد الجنسي ودفع الاجورالمنخفضة جدا ومعاملتهم بالتمييز العنصري,رغم انهم احتووا دولهم في الاتحاد الاوربي, وهذه الدول الاستعمارية(الليبرالية) لم تعترف بتلك الجرائم البشعة وهي تحاول اعادة عجلة التاريخ الى الوراء كما فعلت في العراق هابة تساعد امريكا وبريطانيا وكما تفعل في فلسطين داعمة اسرائيل بدون حدود.. اتوقف عند هذا الحد كي لا اخرج عن فكرة الدعوة للتنويرواصبح مظلما في عيون اخواننا ليبراليوا منطقتنا. عبد العالي الحراك 9-3-2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطبة جمعة
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 3 / 12 - 10:03 )
الأستاذ عبد العالي المحترم كلامك لا يختلف عن أي رجل دين يخطب يوم الجمعة.لأنك أقرب إلى الوعظ و الارشاد .هل توجد نهضة بدون علم ومعرفة ،هذا تحصيل حاص ، هل توجد نهضة بدون قاعدة اقتصادية هذه بديهيات .هل توجد نهضة بدون صناعة ، بل الصناعة هي الحداثة و التقدم و العصرنة.السؤال الذي يجابهنا جميعا بخاصة أولائك الذين يعلنون صباحا مساء أنهم يساريون ،وانا واحد منهم، من هي القوى القادرة على إنجاز هذا المشروع. وإذا ابتعدنا عن الشعارت الجوفاء ،هل توجد طبقة عاملة في الوطن العربي .كيف نتحدث عن طبقة عاملة في غياب قاعدة صناعية فنحن مجتمعات رعوية وفي أحسن حالات نقول زراعية .هل توجد طبقة رأسمالية هذه تعد نكتة إذن من يقوم بعملية التحديث إننا مطالبون بالبحث عن القوى الحقيقية القادرة على انجاز هكذا مشروع .البعض بدأ يتحدث عن الكتلة التاريخية بالمعنى الذي طرحه المفكر اللإيطالي غرامشي ،حتى هذه تحتاج إلى تفسير. بدون اكتشاف القوى القادرة على انجاز المشروع التحديثي سيظل كلامنا لا يختلف عن خطباء المساجد و الحسينيات.


2 - لبعد الجغرافي واختلاف اللهجة يجب ان لا يؤثر على الاختلاف في
عبد العالي الحراك ( 2009 / 3 / 12 - 13:14 )
الاخ العزيز ابوهاجر
لم اكفر في ما قلت ولم اصبح رجل دين يخطب في صلاة الجمعة
كل ما قلته يا ناس يا ليبراليين ويا يساريين تكاتفوا في سبيل النهضة والتنوير في مجتمعاتنا ولا تتناحروا لاسباب السياسة.. هذا هو ملخص الكلام.. فاين هي عبارات و مواعظ رجل الدين..؟علما بان رجال الدين عندما يصدقون النوايا في مواعظهم ويطبقونها في مجال الخير والاصلاح بعيدا عن السياسة فانها مواعظ مفيدة وجيدة
يبدو انك لم تفهم كلامي فانا اردت ان يشمل موضوع النهضة والتنوير جميع المجالات وليس فقط نقد الفكر الديني فهناك مجال العلم والتكنولوجيا والاقتصاد والفلسفة وغيرها
ما علاقة الطبقة العاملة بما كتبت اعلاه؟ القوى القادرة على التنوير هي القوى الوطنية والديمقراطية والعلمانية والليبرالية واليسارية المثقفة الواعيةولمتنورة شرط ان تتكاتف وتنسق الاعمال فيما بينها, لا ان تتناحر في السياسة كما يحصل ودعوتي هي في هذا الاتجاه وهي ليست دعوة في صلاة او في جامع اوحسينية كما فهمت خطئا.. لا تنزعج يا اخ ابا هاجر...( وما يصير خاطرك الا طيب) مع تحياتي

اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق