الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمواجهة قانون فاشي عنصري، معاد للعرب وللدمقراطية!!

احمد سعد

2009 / 3 / 12
القضية الفلسطينية


لم نبالغ ابدا عندما قيمنا ان اقامة حكومة يمين ضيقة، في مركزها قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية برئاسة رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، تحمل في رحمها مخاطر كارثية معادية للحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية وللسلام العادل، معادية للاقلية القومية العربية في اسرائيل لحقها في الوجود والتطور ومعادية للدمقراطية. حكومة يتبوأ فيها حزب الترانسفير العنصري "يسرائيل بيتينو" بقيادة المأفون الفاشي العنصري افيغدور ليبرمان وزارات عصب السلطة – وزارات الخارجية والامن الداخلي "وزارة الشرطة، ووزارة القضاء وغيرها والى جانبه احزاب المستوطنين والحراديم من شاس الى هئيحود هلئومي، حكومة كهذه تستدعي شحن سواعد الكفاح لمواجهة اكثر حكومة عدوانية وفاشية عنصرية في تاريخ اسرائيل منذ قيامها وحتى يومنا. فالائتلاف الحكومي لم ينه بعد توزيع الحقائب ولم تبدأ الكنيست عملها الجدي بعد، خاصة بعد عدم الاعلان رسميا عن قيام وتركيب الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو – ليبرمان، ولكن بالرغم من ذلك فقد بدأ الاعداد لتمرير قوانين فاشية عنصرية بمدلولها العنصري المعادي للعرب وللدمقراطية، ولا نقصد بذلك فقد الاعداد لتغيير طريقة الحكم بالانتقال الى الانتخابات المنطقية ورفع نسبة الحسم الى ما بين 3% الى 5% لخسف تمثيل الكتل الصغيرة نسبيا العربية وغيرها واحتكار السلطة لنظام الحزبين الكبيرين، بل نقصد الى جانب ذلك ما تم الاتفاق عليه بين نتنياهو وليبرمان بالعمل على تمرير قانون عنصري معاد للعرب والدمقراطية في الكنيست الحالية. فحسب ما اوردته صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر يوم الثامن من آذار الحالي ان بنيامين نتنياهو اجتمع مع افيغدور ليبرمان يوم الخميس الماضي، في الخامس من هذا الشهر الحالي واتفقا على العمل لتمرير قانون في الكنيست الحالية يشرعن ويتيح لليهود الذين هربوا من جحيم الصهيونية في اسرائيل واستوطنوا بصورة دائمة ومنذ عشرات السنين في مختلف البلدان، خاصة في الولايات المتحدة الامريكية وكندا واستراليا والبلدان الاسكندنافية وغيرها حق التصويت. والحديث يدور عن عدد هائل يبلغ تعداده بين ثمانمئة الف الى مليون يهودي مهاجر من اسرائيل ومقيم في الخارج. ولا يخفي ارباب هذا القانون مدلوله السياسي – العنصري المعادي للعرب وحتى لليسار الصهيوني وللدمقراطية، وهذا القانون الذي يحتضنه نتنياهو – ليبرمان ليس جديدا على الساحة السياسية – البرلمانية فقبل دورتي كنيست، في الكنيست السادسة عشرة بادر لطرح هذا القانون العنصري المعادي للدمقراطية عضو الكنيست السابق من كتلة يسرائيل بيتينو اليعزر كوهين، وفي حينه اعتمد قانونه العنصري على ثلاثة عناصر تبريرية اساسية وهي، اولا، ان جميع الدول الغريبة الاوروبية تسمح لمواطنيها في الخارج المشاركة في العملية الدمقراطية بالتصويت للبرلمان، والثاني ان نسبة العرب في موازنة التصويت تنخفض بسبب مشاركة اسرائيليي الخارج! والعنصر الثالث، انه يوجد في الخارج اسرائيليون يمينيون اكثر من اليساريين!! وفي حديث لصحيفة "يديعوت احرونوت" في الثامن من هذا الشهر يؤكد اليعزر كوهين "انه من فحص اجريته اتضح لي ان اقتراح هذا القانون جيد اكثر لليهود واسوأ بالنسبة للعرب ولليساريين"!!
وقد اثار قانون نتنياهو – ليبرمان منذ تسرب الانباء عنه آراء متباينة ومتناقضة في المعسكر الصهيوني وحتى في حزب نتنياهو الليكود، فحسب ما اوردته "يديعوت احرونوت" (نفس العدد) فان قادة من حزب الليكود يعتبرون هذا القانون خطوة غير مسؤولة "لانه يشجع الهجرة من اسرائيل الى الخارج"، اما عضو كنيست آخر من حزب الليكود ولم يذكر اسمه قال "ان الحديث يدور عن قضية سياسية – شخصية لافيغدور ليبرمان. فهو يقود اقتراح هذا القانون حتى يسمح لمئتي الف روسي هاجروا الى اسرائيل ومنها الى الخارج المشاركة في الانتخابات البرلمانية والصويت له! الكاتب حانوخ رؤوم (نفس المصدر) اليميني الصهيوني المعروف يعتبر ان هذا القانون يخدم الصهيونية ويقوي علاقة اسرائيليي الخارج بالصهيونية وباسرائيل. ولا يخفي ان الرغبة من وراء سن هذا القانون الذي يتحمس ليبرمان لاقراره هي "تقزيم قوة عرب اسرائيل".
المحرر في صحيفة "يديعوت احرونوت" ايتان هابر وضع الاصبع على الجرح في مقالة بعنوان "قانون وصمة العار" يدين من خلاله المدلول المأساوي السياسي والاخلاقي المعادي للعرب وللدمقراطية، ويكتب هابر "تشوشت افكار افيغدور ليبرمان وبنيامين نتنياهو، فمنذ بداية طريقهما السياسية المشتركة خلفوا منتجا ممنوع ان يسمح له رؤية النور، ان "يسمح لمئات الاف الاسرائيليين في بلاد ما وراء البحار بالتصويت للكنيست، اذ كانت هذه هي البداية فليحمنا الرب". ويتابع "مرات عديدة طرحت حكومات اليمين هذه الفكرة المأساوية على جدول الاعمال وذلك من منطلق ان الاغلبية الساحقة من مئات الوف المهاجرين من اسرائيل هم من ذوي الافكار اليمينية ومن هنا فانهم سيقوّون احزاب اليمين في اسرائيل وحتى لو وعد هؤلاء المهاجرون بالتصويت لميريتس والعمل والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، ممنوع على الكنيست الجديدة، ممنوع وممنوع ان تُرفع يد بالسماح لهذا القانون ان يمر، لان هذا القانون غير اخلاقي من الدرجة الاولى.. فمدلول هذا القانون هو السماح لمئات الالوف الذين لا يربطهم بعد أي شيء بدولة اسرائيل ان يقرروا من يكون في سلطة الدولة وهكذا يقررون ايضا الخروج للحرب وضد من، الغالبية الساحقة من ابناء المهاجرين من اسرائيل تفضل تجاهلنا او على الغالب يشجعنا من قاعة المتفرجين بالصراخ ان نناضل حتى آخر قطرة من دمائكم!!
ان قانون نتنياهو – ليبرمان بمدلوله الكرثي العنصري المعادي للعرب وللدمقراطية عبارة عن مؤشر يعكس اننا مقبلون على اوضاع ماساوية في ظل حكومة يمين كارثية وبرلمان غالبيته الساحقة من قوى اليمين التقليدي والمتطرف، اوضاع تتطلب التشمير عن السواعد الكفاحية لرص اوسع وحدة صف كفاحية يهودية عربية الى المعترك الكفاحي لمواجهة تحديات مخاطر حكومة نتنياهو – ليبرمان السياسية والاقتصادية – الاجتماعية والعنصرية المعادية للعرب وللدمقراطية.
وتقع على عاتقكم يا نواب جبهة الكفاح، يا محمد بركة ود. حنا سويد ود. دوف حنين ود. عفو اغبارية ويا جميع قوى السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية والدمقراطية مسؤولية هامة، ومهمات كبيرة في مواجهة قطعان الذئاب الداشعة هرولة مكشرة عن انيابها الصفراء استعدادا للنهش والافتراس، ويا اهلا بالمعارك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو