الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة

هادي الخزاعي

2004 / 4 / 2
الادب والفن


وانا مبتهج وعائلتي وجمع من الأصدقاء في ملتقا كرنفالي بمناسبة 31 آذار,ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي السبعينية, تركت لنواظري كل المدى لرصد فرح الأخرين بهذه المناسبة.. شممت من ذلك الفرح اللاهث نحو الشمس عبير سنواتي التي توحدت فيها مع خياري الفكري والسياسي, الذي لااندم عليه, ولو قدر للزمن ان يعود ادراجه فاني لا اختار غير خياري ذاته, ولأني في هذه الأحتفالية تفرغت لنفسي تماما, فقد منحتها بطاقة شرفية كي تأوب وتسترسل في عقود التوحد.
رهونت فرس تداعياتي وهي تمخر تخوم ما أنصرم من سنين.. وضعني الوجد على ضروعها كوليد النفاس.. أستدل عليها من أبتسامات الصبايا والشباب وهوسهم بأن يكونوا, تماما مثلما كنا نذعن لربيع أعمارنا, وأيضا من وهج الشيب الذي يفترق ردحا بالأصباغ ولا يفارق..أيه يا السنوات, كم ربيع فات وكم خريف ينتظر لهودج اعمارنا التي تستظل مستريحة بفيء العمر المديد للحزب, لاشك من انها أستراحة الفرسان.
ولجت بي فرسي فب ما أحببت من دروب ألأحداث والحوادث, أشم تلك واتبصر في تيك.. انظر في قراب اكثر من ثلاثين عام من الفرح والحزن..أنشد من سطح القراب الى قراره, مسحور بعزف المزمار الذي يوجز زمن العمر بلحظة.. أنظر فيه نفسي وهي مشدودة مرة برفيق لايرهقه الكد كي يعيل بنو رفيق رحل.. ومرة أنظرها سبية بتلك الأم التي تبحث عن وليدها الذي أستضافوه زوار الفجرالى ليل بلا فجر.. أبسم لذاك البناء الذي قبضت كفه الأسمنتية من أصابعي المرتعشة رسالة الأنتماء.. وأجهش ملتاعا, أبكي رفيقا طالما كره البكاء, كان دائم المرح باسما, حتى عندما شجت جبهته رصاصة الأعداء.. رحلت عميقا في زمني الذي ذاب في أيقونة سماوية تلهج باسماء ماطرة بالخير, وتشع بوجوه جابري عثرات الكرام.
لم تتعثر فرسي حتى كف رهوانها, لكنها الواحة التي تقتضي الترجل.. هو ذا أذا الشاعر.. هو ذا أذا الفريد سمعان صاحب السفينة..أبو شروق , ياللشاعر, ويا لسفينته الرائعة التي أبحرت بي منذ ثلاثين عام, وأنا لما أزل غريرا بالشعر, وبهوايتي التي أحببت..المسرح.
أهداني هذا السندان العراقي, مسرحيته الشعرية المنمنمة ( الشراع أوالسفينه) ووقعها بقهقهة المجلجلة الذائعة, بأنكم الشباب لقادرون على تلوين الحياة باللون الذي يجعلها جميلة الى الأبد.. وبعد ان زاملتني وألفريد الثقافة, الأدب والمسرح , ذلك الكون السحري الفسيح.. وفي ذلك المسرح المعلب, مسرح الستين كرسي, وهو يسموا عاليا في الطابق الثالث من عمارة الأخوان في شارع السعدون ببغداد, رحم الله الأثنان , السعدون ومسرح الستين كرسي الذي حمانا من التشرد الفني.. أقول, في ذياك المكان المحكوم بالهمس والترصد, جمعتني واياك رفقة العمل الحزبي, وفي هذا الميدان عرفت هذا الرجل عن قرب..أعرف يا أبا شروق أنك شاعروأنسان تانس وتؤانس, شاعر ذو باع وبأس لايمتطي المطية, ولكني لم أدريك محاميا بذاك اللا حياء في العلم والجدل, أ لأنك كنت هكذا, كنـت طريا تطاوعك الكلمات فتنسج منها ذلك البديع من الكلام, الذي يتربص بالعقل قبل القلب.. لا تسكتني بقهقهتك المدوية ودعني أورد موردي عنك, فأنت الجدير بأن يقال عنك ادفء الكلام..أدري أن المديح لا يغريك, فقد توشمت بي خصالك, ولكنه الطبع الذي لا يؤده التطبع.. وتقطع شهرزاد حكايتي , ليصحو شهريار بعد ثلاثين عام في بغداد, يسأل عن بقية الحكاية.. هو ذاك الفريد سمعان.. لقد شيَخته دوروب الآلام التي مشى بها حاملا صليب شيوعيته.. أيها الشاعر النجيب أهديك كل أجتياحاتي لغابات السنين التي فاتت, مذ عرفتك أول مرة وأنت تهديني الشراع موقعا عليه بقهقهتك المدوية الى آخر ما وجدتك به بعد ثلاثين عام , وأنت تهبني وقارك الهاديء لتكفكف به دموعي التي أختلط فيها فرح الفجاءة واللقاء غير المتوقع بالحزن على احزانك ومصاباتك باقرب الناس الى قلبك الكبير..لعل السبعينية ستعوضك بما تستحق عن فقداناتك الكثيرة.
أشعر أن فرسي تتماهى عند واحات التذكر, وكأنهأ تقول ؛ يا شهريار ما اكثر الكلام المباح ولكنه الصباح....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو