الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروائي السوري ثائر زكي الزعزوع: توجد حالة انعدام ثقة حقيقية بين الشارع الثقافي السوري واتحاد الكتاب

بهية مارديني

2004 / 4 / 2
مقابلات و حوارات


حوار بهية مارديني
الحركة الادبية في سورية
لايمكن وصفها بالحركة الادبية بل هي ظواهر ادبية
ما الذي يوقف شاعر عن كتابة مشاعره وعدم القائها على ورق ابيض؟ مالذي يمنع شاعر من النزيف والحرقة والتوجه الى أجواء الصحافة وتلافيف الرواية؟ هل هو الم جديد هل هو اكتشاف ان الشعر لا يجدي وان الصرخة لاتصل؟
ماذا جئت افعل على وجه البسيطة: لاشيء سوى الموت والوحدة والعبث.
انه لقاء مع الشاعر الروائي السوري ثائر زعزوع الذي صدرت له الاعمال التالية : لانه الوقت لانك امرأة شعر1994 ،المسافر شعر كتبها 1996، رحلة زاعم رواية 1997، السلطان يوسف رواية 1999وقيد الطبع بيت مليء بالرياحين رواية..
* وتوجهنا اليه بالسؤال الذي يقلقنا: ما الذي يجعل الشاعر يسلم اسلحته وادواته الشعرية وينتقل الى اجواء الرواية؟
- انا لا اعتبر نفسي سلّمت اسلحتي انا بدلتها .. يجوز ضاق الفضاء او اتسع فبحثت عن طريقة جديدة للبوح او للتعبير ومن الممكن انني وجدت نفسي اكثر في الرواية ومن الممكن انني اهرب من الشعر او أوهم نفسي بذلك ففي الشعر يجب ان اكون صادقا في زمن كاذب ويبقى الشاعر في هذا الزمان يحارب طواحين الهواء وبطبيعتي لا أحب ان اكون مهزوما ويمكن انني اكره الاعتراف بالهزيمة لذلك استعرت سلاحا اخر. انها وسيلة اخرى للبوح ولكنها تعتمد على ال 28 حرفا ذاتهم..
انتِ من الممكن ان تضمني الرواية شعرا او صورة فهي اشبه بلوحة فسيفسائية تضم كل اشكال الكتابة ففيها المسرح من خلال الحوار الذي يتم في اجوائها وفيها الشعر في بعض مواضعها ..انها ليست سلاحا مختلفا..
* بدأت مع الشعر ولكن عملك الثاني كان عملا روائيا لماذا لم تكتب منذ البداية رواية؟
- لان الشعر هو ثقافتنا أصلا لأننا امة كتبت شعر وبطبيعة الحال الإنسان يتبع الايقاع وتحديدا الشعر العربي مليء بالإيقاع ومن هذه البيئة وجدت نفسي أكتب الشعر كل الكتاب العرب بدأوا بالشعر ومن النادر ان تجد كاتب عربي بدأ بالقصة او الرواية ، ولكنني قد اختلف معهم من حيث الكتابة بحيث بدأت بكتابة الشعر العمودي ومن ثم كتبت شعر التفعيلة ولكن عندما أصدرت ديوانين كانا بشعر النثر .
* كيف تنظر الى واقع الشعر العربي أمام الأجناس الأدبية الأخرى؟
- يطبع لدينا مئات من المجموعات الشعرية كل عام ولكن هذا المجموعات هي تجارب وتبقى بعض الأسماء الموجودة منذ ثلاثين سنة واكثر هي التي تقدم إنتاجا متميزا وباقي الكتابات هي كما قلت تجارب، أحيانا دافع الشعر (مراهقة، انفعالات ) باعتبار لا توجد ذائقة وغياب النقد وهذا الكم الهائل من الكتب الشعرية هي حقيقة موجودة منذ (ستينات وسبعينيات) القرن الماضي وعندما تقرأ اغلب الإنتاج الجديد تحس انك تقرأ تلك المجموعات التي طبعت منذ ثلاثين عاما ولم يأتِ أي احد بالجديد. ولكن بالنسبة لسؤالك حول الشعر والأجناس الأخرى، انه لا يمكن ان يلغي أي جنس ادبي جنسا اخر وفكرة الالغاء غير موجودة الا في الثقافة العربية ولكن روح العصر وايقاعه الشعر غير قادر على مجاراتها .
* بعد المجموعة الشعرية الاولى كتبت روايتك الاولى (رحلة زاعم) الاطار الجغرافي محدد وهو مدينتك البوكمال هل الشخصيات الروائية متخيلة ام واقعية .؟
- الشخصيات الموجودة في الروايتين الاولى والثانية هي متخيلة لانك حقيقة تستطيعين ان تتلاعبي بالتاريخ ولكن لا يمكن التلاعب بالجغرافية صحيح بعض العوامل تغير شكل المكان او حتى تمحوا المكان ولكن سيرة المكان يبقى محافظ عليه ، اما ما يتغير في الرواية الاولى و الثانية هم الاشخاص الذين يمكن ان يكونون وجدوا او لا ،اما صورة (زاعم العاني في رواية رحلة زاعم ويوسف في رواية السلطان يوسف) وجود الاسم هو ما يغري للكتابة الحدث كله مفترض من البداية الى النهاية .
*كتبت في اغلب الأجناس الأدبية شعر رواية مسرح قصة اغاني وكتابة السيناريو اضافة الى ما تكتبه من مقالات في الصحف والمجلات اين تجد نفسك اولا ومن ثم هذا التنوع الا يشتت انتاجك الابداعي .؟
- أجد نفسي في الكتابة عندما أضع الأوراق أمامي لا أقول أنني سأكتب رواية او قصيدة احيانا الفكرة تقودك الى كتابة عملا ما وقد يكون التنوع والكتابة بأكثر من جنس ادبي تشكل نوع من التطوير بالأدوات وتمازج بالنص الروائي بين السرد وغنائية الشعر والصورة التي تستفيد منها خلال تعاملك مع النص التلفزيوني هذا التنوع بالكتابة لا يشكل أي مأخذ ، بعض الكتاب يفضلون كتابة في جنس ادبي واحد ولكنني اجد القدرة على الكتابة بأكثر من جنس وانا ارفض تجنس الكتابة لان الكتابة الإبداعية كلها كتابة .
*الى جانب الرواية كتبت للأطفال أغاني وقصص كيف استطعت الجمع بين عالم الكبار و الصغار .؟
- الكتابة للطفل هي تحدي و أمر صعب يمكن ان تفهم عالم الكبار لانك تعيش معهم وتفكر مثلهم ، ولكن عالم الصغار هو عالم غريب ومجهول يغريك التعامل معه كيف توجه مفردة للطفل وتقنعه انك تفهمه وتكون المفردة جميلة يتلقاها الطفل على انها له ، النص الروائي عمل موجه للكبير هو نص له لغة خاصة او لغة شائعة اما التعامل مع مفردة للطفل فهو تعامل مع السهل الممتنع .
* يثار في الأوساط الأدبية أحيانا موضوع الادب النسائي هل هناك ادب نسائي وادب رجالي ام ان الادب يبقى ادبا ؟
- هناك فعلا في الثقافة العربية ادب نسائي وادب ذكوري لان مجتمعنا الى الان لم يتطور ويتعامل مع الانسان كانسان بغض النظر عن جنسه او لونه بشكل عام ومهما كان المكان الذي يشغله على انه ذكر فهذا يعني حسن الإدارة اما اذا كانت امرأة فهذا يعني علامات استفهام وهو السؤال الذي يطرح دائما حين تصل امراة الى منصب معين او رتبة اجتماعية هو كيف وصلت وهذا السؤال لا يطرح اذا كان الرجل موجود في هذا المكان لان ثقافتنا ذكورية بحتة وقائمة على الغاء المرأة فليس غريبا ان يصف الادب على انه ذكوري ونسائي وليس غريبا ايضا ان يقال بحق كاتبة ما لم. لو لا لما.
* كاتب من جيل الستينات يقول ان جيل الشباب متعقل اكثر منا ؟
- مع احترامي لهذا الكاتب الذي قال هذا الكلام ولكن الكتاب الكبار في سورية لا يقرءون ما يكتبه الشباب ولا يتابعون ما يجري في الشوارع المظلمة للأدب في سورية لا تجد كاتب من جيل الستينات مع كتاب شباب الا اذا كانت دعوة عشاء او غداء، اذا استثنينا الروائي نبيل سليمان فلم اقرأ لكاتب كبير سناً دراسة نقدية يتناول كتاب لاحد الشباب، متى تسنى له ان يطلق حكمه العام .
*اتحاد الكتاب العرب الذي أنت أحد أعضاءه هل ساهم في تطوير الحركة الأدبية في سورية؟
- لا يمكن لأي مؤسسة ان تصنع ادب واتحاد الكتاب مؤسسة ينتسب اليها الكتاب لاسباب كثيرة غير الإبداع البعض طمعا بالراتب التقاعدي والبطاقة التي تمنح تسهيلات احيانا لحاملها اما الابداع فلا يمكن ادراجه ضمن أي قالب ،اتحاد الكتاب يطبع عشرات الكتب سنويا من هذه الكتب اثنان او ثلاثة كتب جديرة بالقراءة والاطلاع القارئ في سورية فقد ثقته باتحاد الكتاب لان مسؤولي الاتحاد اكتفوا بلعب دور اقرب الى الدور السياسي والتنظيمي وانشغلوا عن تسويق ما يطبعون من منشورات بشكل لائق لا ترى مطبوعات الا في بعض المعارض لا ترى إعلانات عن كتب الاتحاد الا في صحف ومجلات الاتحاد التي لا يقرأها الا أعضاءه هناك حالة انعدام ثقة حقيقية بين الشارع الثقافي السوري واتحاد الكتاب وهناك شبه قطيعة بينهم. اما سؤالك هل يساهم الاتحاد في تطوير الحركة الادبية فلا اظن ان هناك شيء يستطيع ان يصنع من اللا مبدع مبدعا.
*ذكرت لي بأن روايتك رحلة زاعم رفضت رقابيا لأجل العنوان؟
- في الحقيقة لم يكن اسم الرواية رحلة زاعم بل كان (السادس) وهذا الاسم يدل على ترتيب بطل الرواية ضمن اجيال العائلة ولكن عندما قدم المخطوط الى اتحاد الكتاب رفض بحجة ان هذا العنوان له مضمون ايدلوجي منذ ذلك التاريخ الى الان لم اجد اية صلة ايدلوجية لهذا الاسم وعندما غيرت اسم الرواية قبلوها!!
*لنتكلم عن القضية القديمة الحديثة قضية قصيدة النثر ما رأيك؟
- انا اكتب نثرا انها تطور لابد منه تخليص الشعر العربي من الكم الهائل من المديح والرثاء غير المبررة التي تملأ دواوين الشعر العربي والتعامل مع القصيدة كونها لا تكتب لمناسبة او في مديح حاكم بل هي الشعر الذي ان يكون ..
*هل كل نثر قصيدة وما المعيار؟
- لا بالطبع ،في السابق كانوا يقولون من يحفظ ألف بيت شعر يستطيع كتابة قصيدة لكن هل يصبح شاعرا ومن المؤكد ان الجواب لا .. المعيار بالتفريق بين النثر واستسهال كتابة النثر هو المعيار نفسه للتفريق بين نص لأبي تمام مليء بالشعر وبين نص لكاتب ينظم الشعر أي ليس شاعرا..
*ما رايك في الحركة الادبية في سورية؟
- الحركة الادبية في سورية في حال ضياع هوية غياب النقد الحقيقي جعل كثير من المدعين يركبون موجة الادب تماما كما تتشكل الثروات بلا رقيب كذلك تشكلت طائفة ادبية كاملة بلا نقد .
ان الحركة الادبية في سورية لايمكن وصفها بوجود حركة ادبية بل هناك ظواهر ادبية وكل ما يطفو على السطح يراد له بقرار غير ادبي ان يطفو مع ان الادب لاقرارات فيه ومن يراقب النتاج الادبي في سورية على مدى سنوات طويلة يكتشف حقيقة هذا الكلام



*مسؤولية مَنْ وما الحل؟
- مسؤولية من ؟!!ان المسؤولية تقع على عاتق النقد فبسبب غياب النقد نتج كل مانتج واتكلم هنا عن نقد حقيقي وليس النقد الذي تدفعه مصالح معينة. ان غياب الاعلام عن مرافقة ماهو جيد لاظهار ما هو رديء رسخ هذه الحالة الثقافية تماما كما يسوق لاغنية هابطة على حساب اغنية ذات مستوى راقي .. الحل في خلق فئة من النقاد وفي الحقيقة لايوجد حل الا بالتطهير يعني ازالة كل ماهو موجود الجيد والرديء والسماح بنشوء ثقافة سليمة في ظروف صحية لايقف وراءها فلان او فلان..
*الا تعتقد ان الجو الثقافي هو حالة خاصة من مناخ عام؟
- لاشك ان انعدام ثقة القارىء بالادب للاسباب التي ذكرناها رسخ هذه الحالة فهناك مرض اجتماعي كامل فمقولة اعطني شعبا اعطك مسرحا هي مقولة تصح في الوقت الحالي على الشارع السوري بمعنى ان المرض الاجتماعي الذي يمنع الناس من القول بكل حرية بان هذه الظاهرة غير سليمة هو ما يسمح بتكاثر هذه الظاهرة وتناميها .. على الناس في تصوري ان يشيروا الى الخطأ وان يدركوا المرض قبل التفكير بالعلاج هناك مايعطل الحس النقدي عند المواطن الذي يرى ظاهرة اجتماعية سيئة في الشارع مثلا وهناك ايضا ما يعطل الوعي النقدي عند المثقف كونه جزءا من هذا المجتمع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي