الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دورالأسرة في التربية
صبيحة شبر
2009 / 3 / 14حقوق الاطفال والشبيبة
للأسرة والمدرسة تأثير كبير في تنشئة الأجيال ، وتهذيبهم وتعليمهم ، العلوم النافعة وغرس مبادئ الجمال واحترام الآخر ، وقرن القول بالعمل ، وتقدير الكلمة ، ومعرفة مفعولها ، باعتبارها نوعا من الأعمال
ولكن أي منهما له التأثير الأكبر ، في عقلية الطفل ووجدانه؟، وجعله إنسانا سويا طبيعيا ، يمتلك الصحة النفسية والجسدية..
لقد دلت الأبحاث العلمية ،أن الأسرة لها التأثير الكبير والاهم ، في تنشئة الأجيال وتوجيههم الوجهة الصحيحة ، فمن بداية تكوين الجنين ، وهو يتأثر بما تعيشه أمه من انفعالات ، وما تعاني منه من مشقات ، بالإضافة إلى الجينات الوراثية من الوالدين معا ، فيأتي الطفل إلى الدنيا ، وقد أعطيت له اغلب الصفات الشكلية والمعنوية ، معظم الناس لا يمكنهم تغيير طباعهم ، من السلبية إلى الايجابية ، إلا القليل منهم ، ممن أوتي قوة الإرادة والتصميم ، و بناء النفس، وغرس المثل العليا ، والرغبة في التمتع بالصفات الجميلة ،والقدرة على النضال والصبر ، والمحاولة عدة مرات، لتحقيق النجاح بعد فشل متكرر
الطفل يقلد الأبوين بما يقومان به من تصرفات ، فحين يسود العنف في العلاقات بين أفراد الآسرة ، ينعكس ذلك التصرف على سلوك الأطفال ، ويصبحون ميالين إلى ذلك التصرف ، يظنون انه الصحيح ، مادام الأبوان يقومان به ، ولا يدرك الأبناء خطأ التصرف الى بعد مضي الزمان ، وربما في سن الشباب ، ان لم يكن ابعد من هذه المرحلة ، ولا يستطيعون حينئذ ، أن ينقذوا أنفسهم من براثن السلوك الخطأ
مهما كانت آراؤهم به سلبية ، وحين يكتفي الإنسان بالأقوال انه يمكن أن يبذل جهدا كبيرا ، ليغير نفسه ، ويقلل من صفات الضعف والاتكالية والتشاؤم ، فان هذه الأقوال ليست كافية ، ما لم تصحبها الأعمال أيضا
المدرسة يمكن أن تساعد الأسرة ، في تعليم النشء بعض ا لصفات الحسنة ، التي تصبح من كثرة الإقبال عليها، من العادات الحميدة ، فبالإضافة إلى ما تقوم به المدارس في مهام التعليم ، وهي كبيرة ، إلا ان لها دور كبير جدا ،لا يمكن تجاهله في التربية أيضا ، وهنا يمكن ان يتم التعاون بين الاثنين، لإنشاء أجيال قوية تربط بين العلم والتربية ، وتقرن الأقوال بالأفعال من اجل حياة أفضل
كما ان لوسائل الإعلام ،تأثيرها القوي على الأطفال ، حين تشجع على العنف ، واحتقار الفقير، واستهجان الرأي الآخر، الذي يدعو الى احترام الناس وتقدير كفاءاتهم المتنوعة ، ويمكن لوسائل الإعلام ،وخاصة التلفاز ان تنافس كلا من المدرسة والمنزل، في التأثير على الطفل وتكوين عقليته ، وغرس بعض القيم في وجدانه
وحين فترة الشباب ، يأتي دور الأصدقاء ، في إكساب العادات الجميلة،والرغبة في الثقافة ، و محاولة التقليل من السلبيات التي يعاني منها المجتمع
من يمكن ان يضطلع بهذه المسؤولية ؟
تكوين اسر ناجحة ،يسودها الحب والتفاهم بين الزوجين ، تناقش قضاياها باحترام متبادل، دون انتقاص حق الآخر ، وتعليم الأبناء ان يحترموا الأبوين معا ، وان يقدروا دورهما الكبير في حياتهم ، كما ان المدرسة يجب ان تعتمد، على مناهج علمية تتجدد باستمرار ، لتطلع الطلاب على كل الابتكارات والمكاسب ،والاختراعات والاكتشافات التي يصنعها الإنسان، في أقطار الأرض، كي تكون حياته أفضل ، قليلة المعاناة يتمتع فيها، بما استطاع أن يحققه من انتصار، على عوامل الجهل والفقر والمرض ، كما أن الأساتذة حين يحترمون دورهم ، بأنهم قادة الأمة الى حياة أجمل ، وحين تعاملهم وزارات التربية ،بان تلبي حاجاتهم الأساسية في الحياة، وتوسيع المعارف، واكتساب خبرات جديدة ، لان الدنيا تتطور ،ولا تقف في مكان محدد ، كما أن إيجاد وسائل إعلامية ،تحترم الإنسان أولا حين تخاطبه ، ولا بهمها الربح، على حساب العقل والحقيقة والإدراك ، كل هذه العوامل يمكن ان تؤثر مجتمعة ،على أجيالنا وتنتشلها مما تعيشه ،من سياسة تجهيل وتعتيم على الحقائق، وتغليب المكتسبات الحسية ، ولا يمكن لهذا الدور الكبير والخطير في الوقت نفسه، ان تلعبه الأسرة لوحدها او المدرسة ، فهما معا لا يمكن ان يقوما بشيء، مادامت المناهج الدراسية لم تسع إلى تعزيز مبادئ الحق والجمال
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا
.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان
.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و
.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان
.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن