الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر إسلامية مختلفه 1-3

سهام فوزي

2009 / 3 / 15
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


باسم الدين والاسلام تعرضت المراة لظلم شديد قاده رجال دين نصبوا من انفسهم حراسا للدين والشريعة وقمعوا اي راي معارض واحتكروا تفسير الدين كما يشاؤن ولكن هذا القمع لم يمنع ظهور مفكرين ومفسرين اسلامين معتدلين قدموا وجهة النظر الاخري التي تكشف زيف ما يدعي هؤلاء ، وجهة نظر تستحق ان تنشر لكي تصبح الرد العملي من متخصصين
ووجهة النظر الاخري التي اطرحها اليوم هي راي السيد جمال البنا في كتابه الحجاب الصادر عن دار الشروق المصرية وجمال البنا لمن لا يعرفه هو مفكر اسلامي وشقيق حسن البنا مؤسس حركة الاخوان المسلمين
وسابدا من الاهداء الرائع الذي كتبه السيد جمال البنا فهو يهدي الكتاب الي الملايين المجهوله عبر الاجيال من الخديجات والفاطمات والزينبيات والعائشات التي ارادهن الاسلام شقيقات للرجال اولياء بعضهم من بعض يامرن بالمعروف وينهين عن المنكر وجعلهن الفقهاء عورات ، سجينات البيوت مكسورات الجناح محروما من الحرية والمعرفة والعمل فعشن مقهورات ومتن وفي النفس غصه اعتذار عما جناه الاسلاف
يبدا الكاتب حديثه عن المراة في الاسلام بالتاكيد علي ان ازمة الكتاب الاسلاميين الذين عالجوا موضوع المراة في الاسلام جاءت من انهم نظروا اليها كانثي وليس كانسان ولهذا فانهم يهدمون كل ما يقولونه عن مساواة الاسلام للمراة بالرجل وتكريمها دون الشعور بالحرج وهذا لانهم لا يفهمون مضمون كلمة الانسان وما يستتبعها من حقوق ،وبعد هذا ينتقل الكاتب الي الحديث عن النقاب ويري انه ادي الي تغييب المراة عن المجتمع وافتقادها للحرية والاستقلالية ورضوخها لاساءات ونزوات زوجها فتسئ المراة الي اطفالها حينا وحينا تدللهم لما يؤدي الي امتداد معاناة المراة الي الاطفال فيجعلهم ينشاؤن رجالا ونساءا مقهورين اولا ومدللين يعتمدون علي الاخرين ويري الكاتب ان اقدم الحروب هي الحرب التي قامت بين الرجال والنساء وتمثلت في سن القوانين واللوائح ووضع التقاليد التي ترسخ استعباد المراة وجعلها دائما في وضع التبعية او الاسيرة
واكد جمال البنا ان الاديان لم تستطع ان تغير في هذه الوقائع رغم سمو تعاليمها لان رجال الدين كانوا رجالا قبل ان يكونوا دعاة فعطلوا توجيهات الاديان السماوية ضد الظلم والاستبداد واستغلوا ايضا اوضاعهم لتشديد القبضة علي المراة بحيث تكون محكومه باسم الله وباسم السلطان معا .
ثم يبدا الكاتب بعد ذلك في تتبع تاريخ النقاب فيري ان القواعد الخاصة بحجاب النساء وردت في القانون الآشوري الذي حدد من يفرض عليها الحجاب من النساء ومن لا يفرض عليها من النساء ، ثم بعد ذلك ساهمت الحضارة الفارسية والديانة الزرداشتية بالتوسع في النقاب حيث كانت تعتبر المراة كيانا غير مقدس عليها ان تربط عصابة علي فمها وانفها كيلا تدنس انفاسها النار المقدسة ثم تحولت عصابة الانف والفم في المجتمعات الفارسية الي جلباب تلبسه المراة من راسها الي قدميها ولكنه كان خاصا بالحرائر ونساء علية القوم ولا يجوز للاماء ونساء العوام ارتداؤه ثم انتقل بعد ذلك تقليد النقاب للديانة اليهودية التي وصل التزمت في بعض طوائفها الي ان ترتدي النساء النقاب حتي وهن في المطبخ في بيوتهن ثم نقلت المسيحية هذا التقليد فيما بعد ، ويري الكاتب ان المسيحية ساهمت في اضطهاد المراة عن طريق فكرة الخطيئة الاولي التي ابتدعها القديس أوغستين التي حمل فيها المراة مسئولية ادخال الخطيئة في الارض وايقاع الرجل فيها واستمر الاضطهاد في اتجاهات حركة الاصلاح الديني حيث راي مارتن لوثر بان الله قد خلق المراة للحمل والطهو والصلاة لا لاي شيئ اخر وخرج الكاتب في نهاية الباب الاول بان كل النظم الاجتماعية في مختلف حضارات العالم بما في ذلك الهند والصين والاشوريين واليونان وغيرهم عملت علي تغييب المراة عن المجتمع وقصر دورها علي الاهتمام بشئون المنزل وكانت اداة ذلك هي الحجاب ، كما راي ان النظم الاجتماعية والقوانين والتقاليد من فجر التاريخ وحتي الوصول الي العصر المسيحي تحالفت علي تاخير المراة واعطائها صفة دونية وحرمتها من الحقوق وفرضت عليها الوصاية ، كما ان الحجاب الذي يراه قد فرض نفسه علي الاسلام لم يكن بدافع الشرف ولكن نتيجة للحاسة الذكورية لانه كان في كل الحضارات وحتي في الاسلام وفي عصر عمر بن الخطاب كان الحجاب للحرائر وكان ينكر علي الاماء ويقصد الكاتب هنا بالحجاب النقاب
وقبل ان يتطرق الكاتب الي قضية الحجاب اورد بعض المقدمات التي راها ضرورية لفهم الاسلام والتي يمكن في ظلها التوصل لأحكام سواء عن الحجاب او السياسة او الاقتصاد ، وفي اول مقدمه تطرق الكاتب الي ارث الوثنية الذي راي انها غطت الاديان السماوية واقحمت فيها عناصر اصبحت لدي الكثيرين من خصائص الاديان السماوية في حين ان الاديان السماوية بريئة منها مثل التخويف واشاعة الرهبة والقابلية للاستغلال
ثم انتقل الكاتب بعد ذلك الي مقدمة الدين بين الماضي والحاضر وراي ان الاديان السماوية الثلاثة عندما ظهرت فان الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كانت مختلفة تماما وهكذا تختلف الشكليات التي جاء بها الدين عندماظهر اول مرة عما وصل اليه التطور وهذا في رايه لا يمس جوهر الاديان التي تقوم جميعها علي امرين ثابتين لا يتغيران بتغير الزمان وهما الايمان بالله واسلام النفس له وثانيهما حسن الخلق وحسن التعامل مع الناس والبعد عن الشرور ويري الكاتب ان القران قلما يتحدث عن التفاصيل والشكليات فتسعة اعشاره حثت علي التقوي وسلامة القلوب وفتح العقول ولا نجد فيه من الامور المحدده الا القلة النادرة حيث ترك التحديد للرسول وذلك لان الله اراد التابيد للكليات وحدها ، كما ان الرسول لم يشا للتفاصيل التي قررها شفاهه ان تكتب او تسجل بل امر من كتب شيئا ان يمحوه وهذا يدل علي ان الرسول يعلم ان القران لم يرد لهذه التفاصيل التابيد ، وفي التحليل الاخير فالكاتب يؤكد علي ان السنة تطبق مادامت صالحة كما كان الحال في القرون التي تلت المرحلة النبوية فاذا اظهر التطور في بعض ما جاءت به قصورا فعندئذ يتم العودة الي القران لاستلهام الحل من روحه وجوهره ويري الكاتب ايضا اننا امام النص القراني نفسه يجب ان نفكر ولا يجوز ان نخر امامه صما وعميانا فقد تكون العلة التي من اجلها اصدر القران حكما قد انتفت وبالتالي لم يعد هناك مبرر لاعمالها
المقدمة الثالثة التي اوردها الكاتب هي اسلام الله والرسول وليس اسلام الفقهاء والمذاهب وهنا يوضح الكاتب امرا هاما ان الاسلام الذي يتعبد به المسلمون اليوم هو اسلام الفقهاء والمذاهب التي وضعت منذ اكثر من الف عام وبلورت فهم الفقهاء والمحدثين والمفسرين في هذه الازمنة القديمة عن القران والسنة وهو فهم في رايه قد تاثر بروح العصر المغلقة ووسائل البحث والمعرفة المحدودة وصعوبات الاتصال وهو فكر رجال معرضون للخطا وليس لديهم مناعة من القصور البشري وراي الكاتب ان ما قدمه الفقهاء والمفسرون والمحدثون لم يعد صالحا لاختلاف المنهج وبهذا لا تصبح القضية تعديلا او تطويرا او تنقية للتراث وانما اقامة فكر اسلامي علي منهج جديد يعود راسا للقران الكريم خاصة وان الفقهاء تركوا الران وعمدوا الي السنة والتي اتسعت ابوابها بحكم الوف الاحاديث الموضوعه فاعملوها واغفلوا القران واضاف الكاتب ان هناك مرجع اخر لفهم الدين علينا ان نستشيره ونرجع اليه وهو الحكمه التي انرلها الله مع الكتاب وهي باختصار حكم العقل السليم
المقدمة الرابعة هي التمسح بالدين الذي ضاعف في رايه من الاحاديث والاحكام عن المراة اضعافا مضاعفه بحيث تضخمت وتناولت كل صغيرة وكبيرة ثم اضفت عليها من الاهمية والقداسة ما اعطاها صفة المعلوم من الدين بالضرورة وراي ان من يفعل ذلك فهو يفرض تقاليد الجاهلية ويدعي انها من الاسلام ومن اخطر صور التمسح بالاسلام دعاوي الشرف التي تلصق بالمراة باسم الاسلام وتجعل اي تصرف يخالف المالوف او اي شائعه بالحق او الباطل تعد تلويثا لشرف الزوج او الاب يجب غسلها بالدم وهذه النبرة في رايه يستهجنها الاسلام ، حيث ان الاخذ بالشائعات في الاسلام يعد قذفا واشاعة للفحشاء حذرت ايات سورة النور من تقبله او الاستماع اليه










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بارك الله فيكي
شيرين ( 2009 / 3 / 14 - 22:00 )
صديقتي الجميلة و أختي الغالية
بارك الله فيكي يارب ، لقد جذبتني بأسلوبك الرائع الاّخاذ في عرضك للكتاب و ، جعلتني حقاً أرغب في قراءته بالتفصيل . بارك الله فيكي ووفقك الله دوماً يارب


2 - فلندافع عن أنفسنا
sara ( 2009 / 3 / 15 - 00:41 )
جميل أن تدافع المرأة عن المراة. لأن أكثر المدافعين هم من الرجال المتنورين . ويجب على المرأة أن تدافع عن نفسها بمثل هذا الأسلوب المقنع.


3 - شكرا
سهام فوزي ( 2009 / 3 / 15 - 10:17 )
عزيزتي شيرين شكرا لما كتبتي وانصحك فعلا بقراءة هذا الكتاب فهو يحتوي علي رد علي كل الحجج التي تستخدم لتكبيل المراة وهو كتاب يعرف المراة المسلمه بحقوقها التي سلبها منها الفقهاء
ولكي ايضا ساره الشكر الجزيل واتفق معك بان المراة هي من يجب ان تدافع عن قضيتها لانها قضية وجود فالرجل مهما كان صادقا في تبني حقوق المراة والدفاع عنها الا انه لم يمر بمثل ما مرت به المراة ولم يخض التجربه كما خاضتها المراة ولذلك فلن يستطيع ان يعبر مثلها
ارجو ان تتابعا بقية عرض الكتاب فهو يهدم الكثير من الدعاوي التي استخدمت باسم الدين ضد المراة


4 - لانريد حقوق من الأسلام
ياسمين يحيى ( 2009 / 3 / 15 - 12:56 )
تحية حب وتقدير أهديها للزميلة سهام وأشكرها على حرصها على نيل حقوقها وحقوق النساء جميعآ . ولاكن ليس بهذه الطريقة ليس عن طريق الأسلام والمفكرون الأسلاميين العقلاقنيين تنالين حقوقك فالقرآن مهما حسنوه وجملوه ومهما فسروه بصالح حقوق المرأة يبقى ظالمآ وحاقدآ على المرأة. هناك أيات قرآنية كثيرة لاتحتاج الى تفسير تحقر المرأة وتسلبها حقوقها كأنسانة مثلها مثل الرجل ويكفي أن القرآن يخاطب الرجال دون النساء فهذا أن دل على شيئ فهو يدل على تحقيره للمرأة وأعتبارها شيئآ تابعآ للرجل فلا تلومي رجال الدين الذين وجدوا في القرآن مايناسب ذكورتهم وطمعهم بالسيطرة على المرأة بل أنقدي القرآن الذي سمح لهم بذالك بدلآ من أن تأتي منه بتفاسير جديده لبعض أياته وتتناسين أيآته الصريحة التي لاتحتاج تفاسير والتي تنضح بدونية المرأة وأعتبار مجر متعة جنسية للرجل وينسى القرآن أن المرأة أيضآ تتمتع بالرجل مثله وأكثر. . شكرآ لكي.

اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟