الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين .. يا دولة الرئيس ؟؟

إياد محسن

2009 / 3 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إلى أين تتجه بنا يا دولة الرئيس ...وإلى أين نحن وإياك ذاهبون ...الم نتفق على تأسيس دولة القانون ...وان لا نترك للأظافر الطويلة فرصة النيل من ثوب العدالة ...الم نتفق على أن نذهب بالعتمة بعيدا عن مؤسسات الدولة ودوائرها ...وان لا نسمح لمطر ملوث بان يبلل قميص الوطن ...الم نتفق يا سيادة الرئيس ...على أن لا تصغي إلى غير حديث القانون وان لا تسمح لنعاسهم باستدراج دولتك لقيلولة قد ندفع ثمنها باهظا...
ماذا يعني تفعيل دور العشائر ...والدفع بها باتجاه الاستحواذ على مصادر القرار ...وماذا يعني تأسيس المجلس الوطني لها ...وما الذي يمكن أن يقدمه هذا المجلس لبناء دولة المؤسسات ...وهل له إلا أن يكون اسفنجة تمتص مزيدا من المال العراقي دون تحقيق فائدة تذكر ....
للعشائر دورها المتميز في فض النزاعات الاجتماعية ...وفي الحفاظ على اللحمة العراقية متراصة ومتماسكة ...نعم اقر بذلك ... لكن الدولة شيء آخر ...ميدان يتعلق ببناء مؤسسات تنافس دول الشرق الأوسط في الرقي والتقدم ...دولة تدافع عن نفسها وسط أعداء ما انفكوا ينهشونها ...
هل نريد للثقافة العشائرية أن تسود ....أن يشعر كل واحد انه ينتمي فقط لأبناء عمومته ...وأقربائه ....وان عليه دعمهم دون سواهم ...ونصرتهم على حساب غيرهم في جميع المحافل ...وحين يكون صاحب قرار رسمي ...فالاقربون أولى بالمعروف ...
الم نجرب العيش في ضل دولة الحزب الواحد ودولة القوميات ....ودولة الأديان والمذاهب ...فما الذي جنيناه غير الجثث الممثل بها ....والأيتام الذين يطوفون الشوارع لسد الرمق ...والقطع السوداء التي تحصي موتانا ...فهل جاء الدور لدولة العشائر ؟؟؟ .
السماح للعشائر بالدخول في ساحة غير ساحتها ...واللعب في غير ميدانها سيمثل انتكاسة ...وردة في بناء الدولة المدنية التي لا بديل عنها في بلد متنوع ومعقد التشكيل كالعراق ...الثقافة التي يجب بنائها هي ثقافة الانتماء للوطن ...كي يشعر أي مواطن انه من الطراز الأول في وطنه ...وان لا يشعر بالدونية لانتمائه لعشيرة آو قومية تمثل أقلية ...وان لا يسعى احدنا لاستفزاز الآخر وإقصائه بسبب قوة ظهره ألانتمائي .
يا سيادة الرئيس ...كالغرباء حين تعلقنا بأجنحتك ...أردنا أن تطير بنا بعيدا عن الليل الموحش ..حيث اللصوص والمخربون يجوبون الطرقات ...ونحن يجوبنا الخوف والترقب ...حلمنا انك تضع فوق رؤوسنا سقف أمان ...وتصنع في العراء مدنا وشوارع وجسور ...
الجموع التي تجتمع بهذه السهولة ....تفرقها السهولة ذاتها ....ولو كان اجتماع الناس غاية ...فان مباراة بكرة القدم كفيلة بتحقيق ذلك ...لكن هل هناك طائل من تجمع تفرقه صافرة تعلن الختام ...
لا زلنا نراهن عليك ....ولأننا خسرنا سنوات عمرنا في رهانات ماضية ...فليس هناك متسع من الأيام لمزيد من الخسائر ...فبغداد لا زالت مدينة بدائية ...والبطالة تملئ البيوت بالقادرين على العمل ...والفساد يا دولة الرئيس يدب في أوصال دولتنا ..
ندري إن الآراء التي تدور حولك تصنع جزء من الخراب ...وان الحقائق لا تصلك كما يجب ...بل كما يريد حاشية السلطة أن تصل ... فهل ستجرب أن تسمع أصوات تعنى بالنقد البناء فقط ...غايتها الإصلاح ...بعيدا عن التملق ...وخارج سياسة مسح الأكتاف ...هل ستجرب يا سيادة الرئيس ؟؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه


.. الوصل يحقق انتصارا تاريخيا على النصر ليتوج بكأس رئيس دولة ال




.. لماذا تخاف إسرائيل من مخيم جنين؟


.. شهيدان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم بربرة وسط رفح جنوب




.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية