الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس السابق

كاظم الحسن

2009 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بقاء الرئيس الاسبق للجمهورية العراقية (الراحل عبدالرحمن عارف) على قيد الحياة، بعد تنحيته عن الحكم في انقلاب 17 تموز 1968 يشكل علامة فارقة في الحياة السياسية في الشرق عموما، والعراق بصورة خاصة وقد يكون مجلس العزاء

الذي اقيم له في الاردن وحضرته مختلف الكتل السياسية على اطيافها المتنوعة بالاضافة الى الوفد الحكومي، دليلا على اننا ازاء حالة فريدة وملفتة للنظر وربما يعزو البعض الى ان الرئيس الراحل كان ودودا ومسالما ولذا اجتمع حوله الفرقاء السياسيون وما اقل توحدهم!
الا ان نجاته من المجازر في ذلك الوقت، بلاشك اعجوبة وحالة خارج سياقها التاريخي الدموي.
ولذلك ليس على المنطقة ان تتعايش على صعيد التعدد الديني والعرقي والسياسي فحسب، بل ان يتعايش الرئيس السابق واللاحق او اصحاب المناصب السيادية المنتهية ولايتهم مع الجدد في تلك المناصب وهي مهمة ليست سهلة، وكما يقال عن الاحزاب والقوى السياسية التي تعمل تحت قبة البرلمان، ان افرادها يجلسون سوية لتناول الطعام بعد جلسة صاخبة في الجدل والنقاش على القضايا المطروحة للبحث والحوار وتبادل وجهات النظر المختلفة.

ولقد درجنا في الادبيات السياسية للمنطقة على ذكر الرئيس الراحل، اي من النادر ان يتقاعد او يعتزل الحكم او المعترك السياسي او يترك وصية لمن بعده لان ذلك يتعارض مع رئاسته مدى الحياة!.

ولقد اثبتت انتخابات الجمعية الوطنية العراقية في الثلاثين من (كانون الثاني 2005) حالة غير مسبوقة في المنطقة، حيث اشرفت الحكومة السابقة على اجرائها، وقبلت النتيجة التي وضعتها في المرتبة الثالثة برحابة صدر بعيدا عن النتائج الثابتة التسعينية والمئوية التي تعج بها حكومات المنطقة.
ونحن نتمنى ان تكون رحابة الصدر مستمرة لتأسيس حياة سياسية جديدة قائمةعلى التداول السلمي للسلطة، وان من يقدر على قهر (روح التشبث المزمن بالسلطة) هو رجل شجاع يتمرد على ارث المنطقة السياسي وعلى مصلحته الشخصية الضيقة من اجل اجيال تنعم بالحرية والبسمة التي هربت الى مكان اخر.

يذكر الصحفي محمد حسنين هيكل ان الامين السابق للامم المتحدة، بطرس غالي، قد طلب مشورته في قبول منصب عرض عليه، اعتقد، رئاسة المنظمة الفرانكفونية، ولقد اجاب هيكل، ان يرفض المنصب لانه لايليق به قبول منصب اقل من منصبه السابق.

ويكشف ذلك بنية العقل السياسي وتركيبته السايكولوجية التي لاتقبل النزول من اعلى الهرم السياسي الى الادنى، في حين ان رؤساء دول عظمى يعملون في شركات خاصة او حتى معلقين للتلفزة الغربية يرجعون الى اعمالهم السابقة، ولقد واجه كتاب سيناريو الافلام السينمائية مشكلة حقيقية في عرض سيرة حياة الزعماء في الشرق، فلقد اعترض احد افراد اسرة زعيم عربي، على ظهور الزعيم بملابس النوم (البيجاما) واعتبر ذلك انتهاكا لقدسية الزعيم وذات الشيء حدث عندما حضر احد الزعماء عرضا خاصا لفيلم يروي حياته الشخصية، ولقد وبخ المخرج كثيرا لاظهاره الزعيم يتألم لحظة اخراج الرصاصة من جسده المقدس!.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بيوت في القمر
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 15 - 07:16 )
كان احد الاصدقاء يتكلم عن الدمقراطيه في الغرب وحالنا فيقول سوف نصل الى ما وصلوا اليه الان عندما يبنون بيوت في القمر ويسكنون فيها عند اذن سوف نطبق دمقراطيتهم في بلادنا ونصل المستوى الذي هم فيه الان ؟؟؟؟

اخر الافلام

.. القسام يعلن استهداف دبابة -ميركافا- إسرائيلية بقذيفة -الياسي


.. عبر الخريطة التفاعلية.. آخر التطورات في مناطق توغل جيش الاحت




.. كيف تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟ نتنياهو إسرائيل ن


.. احذر... الاستحمام اليومي يضر بصحتك




.. مقتل 7 أشخاص في قصف أوكراني على حي سكني في بيلغورود الروسية