الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع في العراق ليسً طائفياً بل صراع على الأموال

هفال زاخويي

2009 / 3 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طبلت وزمرت الكثير من الجهات على ان العنف الدائر في العراق هو حرب طائفية...وراهنت الكثير من القوى الأقليمية على حرب طائفية – مذهبية – عرقية في العراق ، لكن كل ما دار ولم يزل في العراق هو في حقيقة الأمر حرب على مصادر الأموال وعلى السلطة التي هي الأخرى طريق للاستحواذ على الأموال ... صراع تاريخي انساني قديم جديد يتجسد على أرض الرافدين في مشهد درامي ضحاياه مواطنون بائسون معدمون وابطاله امراء حرب متخمون .

العنف في العراق لا علاقة له باختلاف المذاهب والاعراق والأديان ، بل مرتبط بطبيعة الأنظمة السياسية المتطبعة بالاستبداد والتي تبنت العنف كشرط من شروط الاستدامة وعبر تاريخ العراق قديمه وحديثه ... فالممالك والدول القديمة في العراق تبنت العنف واراقة الدماء كنهج للحكم من اجل استمرار تدفق الأموال ...والتاريخ اكبر شاهد على تاريخ العنف الدموي في العراق، الى درجة ان هذا العنف الذي ابتكرته الدول القديمة التي وجدت في العراق قد تجاوزت الجانب السياسي الى الجانب الاجتماعي فتطبع الانسان العراقي على العنف والغاء الآخر تحت مبررات دينية مذهبية عرقية حزبية يفهمها اللاعبون الأساسيون ويجهلها جنود الشطرنج.

اما في العراق الحديث فمنذ قيام الدولة العراقية التي اسسها الانكليز بحدودها الحالية فقد كانت الدولة عبارة عن جغرافيا انكليزية الهدف منها اقتصادي... الصراع الاقليمي الساساني الروماني على العراق كان اقتصادياً ولم يكن هواية يمارسها الحكام لقتل الوقت، اي ان الحروب لم تكن من اجل الحروب...القاعدة نفسها تنطبق على الصراع الصفوي العثماني على ارض السواد ...أنظمة الحكم الحديثة في العراق كلها تطبعت بطابع العنف كموروث تاريخي قديم ... الغزو العسكري الذي أطاح بنظام صدام الدموي القمعي المتخلف كان الهدف منه اقتصادياً لكن بدعوى نشر الديمقراطية...صحيح ان الاقتصاد هو العامل الأول وربما الأهم في نشر الديمقراطية ولا ضير ان تتقاطع المصالح ، لكن ان يذهب الاف المواطنين الأبرياء في العراق ضحايا للعنف الدائر – الذي خفت حدته حالياً- بدعوى التعصب المذهبي فهذا ما لا أساس له من الصحة ، بل ان الصراع صراع سياسي على السلطة والهدف منه الاستحواذ على مصادر الأموال ، وهنا يلعب الشعار دوره في التلاعب بعواطف الجمهور ، الذي هو الخاسر أولاً وأخيراً كونه الضحية في كل الحروب الخارجية والداخلية التي شهدها العراق عبر تاريخه المأساوي.

* من كان وطنياً ، ومن كان يحب العراق، ومن كان حريصاً على أهل العراق ، ومن كان حريصاً على مستقبل العراق ، ومن كان لايفكر بالسلطة والمال، فليحل مشكلة رئاسة البرلمان...! وسنصفق للمتنازل كبطل تاريخي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم
علي السعيد ( 2009 / 3 / 15 - 20:06 )
نعم سيدي اعطيت الكثير من رؤس الاقلام ذات الحبر الاحمر . من مزق البلد ؟ من سرق البلد ؟ من اباح للاعجمي قتل ابن البلد ؟ من جعل للسنة والشيعة والاكراد انيابا ومخالب لا ترحم ؟ من تحت ظل شجيرات بغداد الخضراء ينتظر مرور أكثر عدد من التوابيت واجساد النساء والاطفال والشباب والشيوخ ؟كل شيء مكشوف ومفهوم للعلن لكن ايادينا غير قادرة على الحركة ...نفهم من يقتل من نفهم من يسرق وينهب ... لكن اسأل وهل سيطول الزمن ..أن تبقى ايادينا مقيدة وأقدامنا مرتبكة .بكل ثقة انا أجيب , ولو أنني السائل ..اليوم الذي يصرخ فيه حتى الجلاد ( أين حقي )سيكون كما للمظلوم جولة وللحق جولة ستكون نهاية حقبة وبداية حقبة .. وهذا تاريخ العراق ..سيكون يوما اخر ..وصباح أخر ..


2 - صراع المصالح
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 3 / 15 - 23:19 )
الاخ الكريم هفال زاخوي
لم يكن الصراع في يوم ما صراع طائفي كما يحاول تصويره طلاب السلطة في العراق وانما هو صراع مصالح وهيمنة واستحواذ فلم يكن صدام سنيا او فىن شيعيا بل ان الطرفين المتصاعين يحاولون تاجيج الصراع للوصول الى السلطة ولم يكن صراع السلف الصالح والطالح من اجل الاسلام كما يتصوره السذج وانما هو صراع من اجل الخلافة وليس من اجل بناء الدين لذلك اصبح الدين كرباج لقيادة الجهلة وتسخيرهم لمصالح الاذكياء وتلاقوفوها يا بني امية تلاقف الكرة فوالذي يحلف ابي سفيان به ما من جنة ولا نار


3 - الصراع صراعان
عبد العالي الحراك ( 2009 / 3 / 16 - 15:05 )
طائفي مقيت وآخرعلى الاموال امقت.

اخر الافلام

.. كيليان مبابي يودع باريس • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ويليام بيرنز.. من مبعوث إلى لاعب رئيسي في ملف مفاوضات غزة




.. حرب السودان.. لماذا يستميت الخصمان للسيطرة على الفاشر؟


.. تهدد شبكات الطاقة و-GPS-.. أقوى عاصفة شمسية منذ عقدين تضرب ا




.. مراسلة الجزيرة: صفارات الإنذار تدوي في مدينة عسقلان ومحيطها