الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى يبقى النفط نقمه على الشعب العراقي ?

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2009 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


جدل كبير يثار حول النفط في العراق منذ اوائل القرن الماضي , حينما تم انتاجه واكتشف في عام 1925 , وهذا الجدل والحديث مستمر الى يومنا هذا لحين صياغة - قانون النفط والغاز - المثير للجدل ايضا .

ظل النفط العراقي بيد الشركات الاجنبيه , تستثمره وتنتجه بافضل الطرق لفائدتها ومصالحها ومصالح العراق وفائدته . لكن هذا النفط الذي يعتبر المصدر الوحيد للموارد في العراق اصبح نقمه في العراق خاصة بعد ان قام النظام الصدامي بتاميمه عام 1972 .

قبل الدخول في بعض التفاصيل النفطيه , لا بد ان اؤكد , ان عملية تاميم النفط العراقي لم تكن خطوه اتخذت لصالح ومنفعة العراقيين والعراق والحفاظ على الثروات كما قيل , وانما كانت لخدمة النظام وماربه ومخططاطه ونواياه وحاجاته اولا للاموال والاستحواذ عليها , وكما حصل في العديد من الدول العربيه كليبيا ودول الخليج وغيرها , التي مازال المواطن في تلك الانظمه يعيش تحت خط الفقر والبطاله واختفاء ابسط الخدمات والخ . . .

النظام في العراق استغل تلك الاموال المؤممه في الحروب الخاسره التي قام بها النظام , ولقمع الشعب العراقي والمعارضه , وصرفت المليارات لشراء الاسلحه الفاسده والقديمه التي استعملت في ايام الحرب العالميه الاولى والثانيه , ونحن نعرف بان الاسلحه تستحدث في العالم كل مابين 10 الى 20 عاما ويتم تطويرها .

في العراق تبلغ حقول النفط المكتشفه بحدود 72 حقلا , اما الحقول التي تستغل منها هي بحدود 28 حقلا فقط , وهي منتشره في المحافظات - كركوك - التاميم , البصره , بغداد , العماره - ميسان , صلاح الدين - تكريت , الموصل - نينوى , واخيرا محافظة ديالى .

النفط في العراق متوفر في اغلب المحافظات باستثناء الى الان كل من , الانبار - الرمادي , بابل - الكوت , القادسيه - الديوانيه , واخيرا محافظة دهوك في دولة كردستان المنفصله منذ عقدين عن العراق .

الابار العراقيه والمنشات النفطيه عانت من الاهمال كثيرا , قلة الصيانه واعادة تاهيل الابار والحقول المتهاويه وتطويرها , هذا الاهمال كان بسبب انشغال النظام البائد السابق في حروبه , وتشديد القبضه الحديديه داخل العراق على العراقيين , واستمرت الحاله تلك من عام 1981 الى يوم سقوط النظام في 2003 , مضافة اليها عدد السنوات بعد زوال النظام والى الان .

كيف يقوم النظام بصيانة وتطوير وصناعة النفط , وخزينة الدوله افرغت من تلك الاموال التي اتت من عملية التاميم المزيفه , بشراء اسلحه ومعدات , وميزانية الدوله اصبحت مخصصه بالكامل للانفاق العسكري والامني والمخابراتي , وما كان يتبقى من الاموال يستحوذ عليها زمرته وعشيرته ولبناء القصور وشراء اليختات , وتقديم قسم من تلك الاموال كذلك لشراء اصوات بعض الاعلاميين العرب المرتزقه ووسائل الاعلام المعروفه الاخرى .

ان تكلفة اعادة تطوير واصلاح الابار وتهياتها من جديد , قدرت من قبل الخبراء والمختصيين بهذا الموضوع ما بين 65 الى 75 مليار دولار .

بعد التحرير وسقوط النظام في 2003 ومرور 6 سنوات على العراق الجديد , لا نزال نعيش حالة نقمة النفط العراقي , عدم توفر المنتجات والمشتقات النفطيه للمواطن لبلد ثاني احتياطي في العالم , وكان ينتج من النفط ما بين 3 الى 3,600 مليون برميل في اليوم .

من اهم المشاكل الاخرى التي يعاني منها قطاع النفط في العراق , هي عمليات التهريب المنظمه للنفط والمشتقات التي بدات منذ عام 1991 وهي مستمرة الى الان وازدات وتفاقمت وتضاعفت اكثر من السابق .
تاخير مشروع وقانون النفط والغاز بسبب مواقف سياسيه انتهازيه من الذين لا تهمهم مصلحة العراق والعراقيين بقدر تفضيل مصالحهم الخاصه .
كما ان هناك خلافات عميقه ظهرت بين الحكومه المركزيه الضعيفه ودولة كردستان المنفصله , وخاصة بعد عام 2003 بعد ان رات قادة الاحزاب الكرديه الدكتاتوريه الفاسده والسارقه ايضا , بان الفرصه الان متاحه للهيمنه والسيطره على الاراضي والابار والاموال في ظل حكومة تحالف رباعي ديني - قومي وطائفي .

من الامور الاخرى المضحكه والمبكيه في نفس الوقت , قيام الاحزاب الدينيه المواليه لايران في الحكومه العراقيه بمشروع تهريب النفط علنيا , بمد انبوبين من خلال شط العرب الى منطقة عبادان الايرانيه , تنقل يوميا من النفط العراقي بحدود 300 الف برميل - نفط خام - , وتقوم ايران بارجاعه - كمشتقات نفطيه - الى العراق !!! .

سؤال الى من يهمه الامر / اذا كان النظام الايراني يستورد يوميا بمعدل 15 مليون لتر من المنتجات والمشتقات النفطيه من الخارج , اي ما يعادل حوالي 60 % من احتياجاتها , كيف يتم ارجاع تلك المشتقات والمنتجات العراقيه للعراق ? .

استفسار اخر للمعنيين / اليس من الاجدر معالجة ظاهرة تهريب النفط الخام والمنتجات والمشتقات , والقضاء على السوق السوداء , لكي تحل ازمة المواطن العراقي , بدلا من المشاريع الخاسره مع ايران , وبيع النفط العراقي باسعار مخفضه لبعض الدول التي لا تريد خيرا للعراق نظاما وشعبا , والمنتج من النفط العراقي لا يكفي , لا للبيع في الاسواق العالميه وحاجة العراق للاموال , ولا للاستهلاك المحلي ? .

المعلومات التي وصلتنا حول ما يباع في السوق السوداء لدول الجوار , تقدر باكثر من / مليار دولار / للمشتقات النفطيه والنفط والمنتجات وغيرها .
كما راينا بان هناك مصلحه للبعض من العاملين في الحكومه والمتنفذين في السلطه الان , بان يبقى العراق معتمدا على الاستيراد من المنتجات والمشتقات النفطيه , لمصالح ومنافع خاصه شخصيه .

ان استيراد ما يقارب 600 مليون دولار شهريا من تلك المنتوجات النفطيه , هذا يخدم كما قلنا هؤلاء المتنفذين من الفاسدين والسراق في الحكومه العراقيه .
لماذا لا تهتم الحكومه والخيرين فيها , لاعادة تاهيل وتطوير وصيانة المصافي على الاقل بالسرعه الممكنه ! واطلاق حملة / من اين لك هذا / ! وتفعيل دور لجنة النزاهة والمحاسبه ! واخيرا تعين لجان للمراقبه والتدقيق والمحاسبه والاحصاء ! والمشكله الاخرى هي عدم وضع العدادات النفطيه ! .

هذه الاسباب والعوامل وغيرها حولت العراق الى بلد مستورد , مع ارتفاع في معدلات التضخم والاسعار .
في العراق اليوم مافيات وعصابات تحت اعين الحكومه , تجني اموالا ضخمه وكبيره , تقوم بعمليات واسعه ومنظمه ايضا / لغسيل الاموال / .

اذن النفط اصبح اكثر نقمه بعد التاميم والى الان , والى متى يرجع النفط العراقي ليكون في خدمة العراقيين فقط ليس الا ? بسبب النفط كذلك الفساد منتشر , زوال الثقه مابين المواطن والحكومه في السنوات الاخيره خاصة .

كلمه اخره نقولها / هل ستبقى الحاله هكذا , وفي ظل اوضاع لا تبشر بالخير على الاقل في المنظور القريب , وفي عهد هذا الفساد المالي والاداري والسرقات والتهريب السري والعلني , وانهيار اقتصادي محلي وعالمي , وتخلف اجتماعي مخيف ينذر بالكارثه , وفي ظل فئه حاكمه لا تؤمن الا بالغيبيات والتراويح والدروشه والافكار الرجعيه والمسيرات المليونيه لارجاع العراق الى عصور ما قبل التاريخ . . .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مثلث -حماس- الأحمر المقلوب.. التصويت على قانون يحظره في البر


.. الجيش الإسرائيلي: عناصر من حركتي حماس والجهاد يستخدمون مقرا




.. زعيم الحوثيين يهدد باستهداف منشآت سعودية | #ملف_اليوم


.. حماس.. لماذا تراجعت الحركة عن بعض شروطها؟ | #رادار




.. قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على مواقع عدة جنوبي لبنان | #الظهيرة