الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرد علي برهان غليون في امر توقيف البشير هادر القانون

احمد القاضي

2009 / 3 / 17
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


في مقالة في هذا المنبر بتاريخ 16/ 2/ 2008 كتب الاستاذ برهان غليون مقالة بعنوان ( في مخاطر الاستهتار بحق المعارضة وهدر القانون) وفي الاسبوع الماضي اي في 13/3/ 2009 كتاب مقالآ بعنوان ( السودان والمحكمة الجنائية وهدر القانون ) وما ابعد الشقة بين المقالتين فكرآ ومضمونآ ومقصدآ ..في المقال الاول يتحدث عن الانظمة القمعية العربية ومصادرة الحريات وحق التعبير واعلاء حق القوة هلي حق القانون وكيف ان الحاكم في تلك الانظمة يتحول الي ملك او اله صاحب رسالة كونية مزعومة ، اما في المقال الثاني فانه ينبري مدافعآ عن احد اعتي الانظمة الاستبدادية الاسلامية الظلامية الذي ينطبق عليه تمامآ كل امراض الانظمة الاستبدادية التي عددها وفصلها في مقالته الاولي..فالمقالة الاولي الاولي كتبها بروح وعقلية الباريسي السوربوني والثانية بروح وعقلية شيوخ القصيم اوحسن نصرالله اوصدام حسين او ربما اسامة بن لادن نفسه..والاخطر ليس في هذه الازدواجية بان يكون الشئ ونقيضه..وفي ان يتمثل كتاب ( روح القوانين ) لمونتسكيو ثم ينقلب عليه ، بل الاخطر في استخافه الواضح ب 300 ألف قتيل دارفوري قتلوا علي يد جيش البشير ومليشياته من الجنجويد التي اطلقها لتحرق القري وتغتصب النساء وتفتل واعتبار ان في ذلك شئ من التضخيم!
يقول الاستاذ غليون: ( ، إلا أنهم يعتقدون أن هناك مبالغة في تصوير حجم الجريمة، كما يستبعدون أن يكون الدفاع عن الضحايا هو الهدف الحقيقي للمحكمة. والدليل على ذلك أن ما طبق على السودان لا يطبق بالمثل على بلدان أخرى غير عربية، وبشكل خاص لا يطبق على مجرمي الحرب الاسرائيليين الذين لا تزال أياديهم ملطخة بدم الأبرياء والمدنيين العرب في لبنان وغزة وعموم فلسطين. وأي تشكيك في صدقية القضاء الدولي وشفافيته يمكن أن يكون أقوى من اتهامه بازدواج المعايير وبالخضوع لإرادة القوى الكبرى وممالأتها أو العمل على هامش مبادرتها وتبعا لأجندتها السياسية ) هذا كلام يصح مع المهرجين الذين يملأون الساحات العربية ولكنه لا يجوز مع اكاديمي سوربوني يفترض فيه التعمق والرؤيا من الابعاد والزوايا المختلفة..فيا سيد غليون ان اوكامبو لم يذهب بنفسه الي دارفور، فهناك لجان من ابناء دارفور القانونيين عكفوا طيلة الثلاث سنوات الماضية يجمعون الادلة المادية والوثائق والصور والتسجيلات الصوتية واعداد الشهود وتسفيرهم الي آمكان آمنة في الخارج ووضعوا كل ذلك امام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فهل هناك من جمع و قدم ادلة جنائية مادية لجرائم الحرب التي ارتكبت كما تقول في حرب اسرائيل- حماس تصلح لعمل المحاكم لا لحناجر الفضائيات ورفضتها المحكمة الجنائية الدولية؟؟؟!!
يقول الاستاذ غليون ( يجمعون كافة على أن مذكرة التوقيف التي وجهتها محكمة الجناية الدولية في 5 مارس آذار 2009 ضد الرئيس السوادني عمر البشير تشكل استمرارا للاستراتيجية الغربية ذاتها التي تهدف إلى حصار العالم العربي وتركيعه) ان يتبني غليون مثل هذا الموقف لهو امر جد مؤسف لانه مجاف للعلمية والواقع..فالمحاكم الدولية لمحاكمة الذين مارسوا الابادة المنهجية للشعوب لم تبدأ بالبشير ولا بمحكمة لاهاي الجنائية الدولية ولا هي تستقصد العرب العاربة او المستعربة ..فقد بدأت بالمجرمين النازيين الالمان في محكمة نوربيرغ الدولية وهم اوربيون وليسوا من العالم الثالث او من العرب وما يزال المجرمون النازيون الذين فروا الي اصقاع الدينا وتخفوا تحت اسماء مستعارة يلاحقون..واذا كانت عقود الحرب الباردة والاستقطاب بين القطبين قد امدت في حياة الانظمة التي تبيد شعوبها فان عالم ما بعد الحرب الباردة بعد انهيار المعسكر السوفيتي قد اتاح ملاحقتها..وكان اول من قدموا الي محكمة جنائية دولية بعد الحرب الباردة هم اوربيون ايضآ اي زعماء الصرب الذين ابادوا الالاف من البوسنيين والكوسوفيين وعلي رأسهم مليوسوفيتس وردوفان كرادفتش..ومن بعدهم جاء الدور علي رؤوساء افارقة سابقين مثل تشالرز تاليور جزار ليبريا ومجرمي رواندا...فعلام الضجة اذن لصدور امر توقيف البشير..والمفارقة ان الاستاذ غليون لم ينتبه الي مفارقة ان محكمة دولية خاصة تنعقد من اجل الاقتصاص لرجل عربي واحد وهو الزعيم السني اللبناني رفيق الحريري الذي اغتالته ايادي الغدر في لبنان بينما هو يريد اضاعة حق 300 ألف قتيل دارفوري بين الجمل الانشائية الطنانة.
يقول الاستاذ غليون في دفاعه عن نظام البشير الظلامي القرون اوسطي :( ، لكن البشير لا يستهدف من اجلها ولكن كحلقة من حلقات الممانعة العربية، ولرفضه التسليم للغرب، وتطبيقه مباديء الشريعة الاسلامية، وسعيه إلى الحفاظ على وحدة السودان وهويته العربي )..هذا لعمري من المغالطات الكبيرة التي سطرها السيد غليون في مقالاته دون روية وحفر وتحليل وربط..فلو كان تطبيق الشريعة الاسلامية هو سبب معاداة الغرب للنظام الاسلامي في السودان لكانت السعودية اكبر عدوة للغرب لان الشريعة مطبقة فيها منذ القرن السابع الميلادي ولكن في الواقع ان هذه الدولة اكبر صديق للغرب منذ اللقاء التاريخي بين الرئيس الامريكي الاسبق روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود في العام 1945 علي ظهر المدمرة " ميرفي ".....الغرب يعادي النظام الاسلامي في السودان لانه احتضن التنظيمات الارهابية الاسلامية في المنطقة ووفر لها المأوي والدعم المالي من قوت الشعب السوداني الفقير حيث اقام معسكرات سرية خاصة للارهابين الاسلاميين المصريين بقيادة الدكتور ايمن الظواهري وانتهي الامر بمحاولة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا باثيوبيا بتخطيط مباشر بين جهاز الامن الاسلامي السوداني واولئك الارهابيين..كما احتضن لحين من الدهر اسامة بن لادن وحتي الارهابي العالمي كارلوس الذي سلموه لفرنسا في صفقة معروفة مع انهم استجاروا هذا الارهابي المزمن..وفوق كل هذا دخل في خط التحالف مع نظام الملالي في طهران ومناصرة الغزو الصدامي للكويت...وقول الاكاديمي الباريسي السوربوني بان من اسباب معادة الغرب لنظام البشير هو سعيه الي الحفاظ علي الهوية ((العربية )) للسودان يكشف عن جانب مظلم من فكر غليون..فاين هي الهوية العربية للسودان من حيث الاساس!..فالسودان بلد افريقي وان كان بعض قبائله السوداء ناطق بالعربية...وكان علي غليون ان صحت استنارته ان يدين محاولة النظام الاسلامي الرجعي برئاسة البشير تزييف هوية السودان وقتل الالاف في محرقة حرب الجنوب من اجل فرض الاسلام والعروبة اي ما عرف وقتها بحرب الاسلمة والتعريب.
يقول الاستاذ غليون:( . فقد نجح البشير بعد استلامه الحكم عام 1989 في أن يحرر السودان من الحرب التي دامت أكثر من عشرين عاما في الجنوب، ويؤمن شروط استغلال الثروة النفطية، ويؤسس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية )..لا يا سيد غليون فالبشير وعصبته لم يكونوا في يوم من الايام دعاة سلام ووحدة..لقد اعلن في بداية اغتصابه للسلطة انه لا تفاوض مع الحركة الشعبية بزعامة قرنق وانه سوف يستعيد كل الاراضي التي حررتها الحركة الشعبية بالقوة وبعد ان فشلت كل الحملات العسكرية التي ارسلها الي الجنوب وتحطمت في ( الميل الاربعين ) اضطر ان يوافق صاغرآ علي اعلان المباديء الذي اعدته منظمة الايقاد بعد سبع سنوات من الرفض والممانعة الامر الذي انتهي الي ان يوقع صاغرآ علي اتفاقية نيفاشا الذي يعطي جنوب السودان حق تقرير المصير حيث سيستفتى الجنوبيون بعد عامين عما اذا كانوا يريدون البقاء في اطار الدولة المسماة الان بالسودان ام الانفصال..وفي ما يتعلق بالتنمية فلا تنمية ولا يحزنون..فالنفط اكتشفته الشركات الامريكية واستخرجته الشركات الصينية ويذهب جله الي الصين بحكم الاتفاق والقليل الذي يأتي للنظام الاسلامي يذهب الي جيوب سماسرته ولا احد يعرف حتي اليوم الحسابات الحقيقية للنفط غير حلقة ضيقة من العصبة الاسلامية وكم اشتكي وزراء الحركة الشعبية من التعتيم الذي يجري علي حسابات النفط..وبالاضافة الي ذلك دمر النظام الاسلامي اكبر مشروع زراعي ربما في العالم الثالث كله قائم علي الشراكة بين الدولة والمزارعين كان ينتج القطن وبعض المحاصيل النقدية وانشئ في عشرينيات القرن الماضي...كما دمر السكك الحديدية بدلآ من تطويرها وترقيتها ولعل من البديهيات انه لا تنمية ولا تطوير بدون سكك حديدية في بلد كالسودان مترامي الاطراف.
لقد وقع الاستاذ غليون في مصيدة الشعبوية والانشائية بعيدآ عن روح الباحث المدقق ومناقضآ لما كتبه عن انظمة (هدر القانون ) لينصب نفسه مدافعآ عن اعتي نظام اسلامي ظلامي استبدادي هادر للقانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تناقض هذا الدكتور
سالم بحص ( 2009 / 3 / 16 - 21:16 )
مقال بالغ الاهمية على الدكتور غليون وهو السوربوني للاسف ويدافع عن ابشع انواع القمع مستعملا مفردات لم يعد لها قيم من شاكلة الهوية العربية والقومية والادهى من ذلك ان هذا التحول المفاجئ في كتاباته عن ما عرف عنه سابقا من انه صاحب فكر تنويري ولست ادري ماذا حدث له ليصبح مثل احد كتاب جريدة سورية لاتباع ولا تشترى
شكرا لك سيد احمد فقد عبرت بدقة عن التناقض الصارخ في مقالات الدكتور غليون فلربما يقرأ ويتعظ فانه لخسارة ان ينحدر مثله الى كتاب السلطات الديكتاتورية

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم