الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعمة الرئيس ومآسي الشعب العراقي

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 3 / 17
كتابات ساخرة


لست وزيراً او رئيساً للوزراء او احد المسؤولين الحكوميين المتنفذين في حكومة العراق الديمقراطية! ولا اتمنى ان اكون واحداً منهم ( في الوقت الحاضر علي الاقل ) لسبب بسيط وهو كي لا اجلب علي نفسي لعنات الثكالى والايتام في الحياة، ولا تلاحقني بعد الموت دعوات الارامل، فهذا البلد الغني بكل شيء والفقير بكل شيء اصبح بلد الايتام والارامل والمفقودين والمهجرين والمحرومين والمعذبين والمظلومين ..... بفضل سياسة حكامنا الرشيدة واعمالهم الصالحة واخلاصهم المتفاني في خدمة الشعب والوطن.
من المؤكد ان كل حكومة ديمقراطية منتخبة تعبر عن مصالح شعبها وبلدها، ولكل حكومة سياسة ومناهج وخطط تنفذها وتطبقها ازاء الدول الجارة والصديقة، وكل سياسة يجب ان تتبع بقليل من المرونة والدبلوماسية كي لا تغرق الدولة بقطرة ماء، لكن علينا ان لا ننسى ان المرونة والدبلوماسية والمبالغة في التعبير عن فضل واحسان الدولة الجارة / الصديقة او رئيسها او احد مسؤوليها الحكوميين (خصوصا عندما يكون الامر معكوساً) يعد جريمة بحق الشعب واذلالا للوطن وهذا ما نلمسه في اعضاء الحكومة العراقية المتناحرة، فكل سيد فيهم وكل مسؤول يعبر عن مصلحته الحزبية والطائفية دون مراعاة مصلحة الوطن وشعبه او حتى احترام مشاعر مواطنيه، واذا اقتضى الامر سيدوس كل شيء ويقبل العراق قبلة يهوذا حفاظاً علي اقل ما يمكن من المكتسبات والمناصب التي يمتاز بها في عراقنا الجديد.. لا احد يجهل ان العلاقات السياسية والدبلوماسية بين العراق وجارتها ايران امتازت بفتور كبير خلال العصور والحقب المتعاقبة، ونشبت بينهما حرب طويلة احرقت الكثير من الاخضر اليانع مع هدر مليارات الدولارات والنتيجة كانت وقفاً للحرب مع اتهام متبادل في نشوبها وبدئها، ومضى الحال علي ما هو عليه حتى ازاحة النظام العراقي السابق عام 2003، عندئذ بدأت ايران، ونظراً للفراغ الامني والعسكري والسلطوي الذي رافق تلك الاحداث، بالتدخل العلني السافر في شؤون العراق الداخلية وعملت بصورة او بأخرى على التفريق وتعميم الفوضى وزيادة حجم المعاناة للشعب العراقي عن طريق عملائها وتوابعها او شراء ذمم البعض الاخر من ضعيفي الشخصية وفاقدي الضمير، وكل ذلك كان بحجة محاربة الامريكان والعمل علي تحرير العراق واخراج المحتل من اراضيه وكأن العراق ولاية من جمهورية ايران الاسلامية او إرثاً من موروثات حكامهم، ولما كانت ايران من معادي النظام السابق فمن الطبيعي ان ترعى المعارضة وتراعي اعضاءها حسب ما تقتضيه مصالحها، لذلك لا عجب في ان تمتاز العلاقات الثنائية بين حكام العراق الجدد وايران بنوع من الصداقة والمودة والتفاهم، لكن المحير في الامر هو لماذا كل هذا الصمت والسكوت ازاء كل الاعمال الشنيعة والسياسة التدميرية التي تنتهجها ايران ضد العراق؟ فكم مرة سمعنا ورأينا ولامسنا الحقائق من خلال التقارير واخبار الفضائيات التي تنقل لنا الجرائم والتفجيرات وضحاياها التي حدثت باسلحة ايرانية او بتوجيه ايراني من خلال الميليشيات التابعة والممولة ايرانياً دون رد او نقد او حتي تنديد اعلامي؟ بل عوضاً عن ذلك نسمع اسياد العراق يفندون ذلك وينكرونه بكل جرأة ويشكرون ايران علي خدماتها وحسن تعاونها، وكأن الذي يحدث شيء اكثر من طبيعي ولا يستحق عناء تعكير الفكر وتكدير صفو علاقات الصداقة والمصالح التي تربط الطرفين.
كل رئيس حر في مقابلة من يشاء ودعوة من يختار من الرؤساء والشخصيات السياسية المتنفذة في الدول الجارة والصديقة، وكذا حال الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي اكن له كل الحب والاحترام، لكن ان يبالغ الرئيس بمدح الضيف ووصفه بألقاب هو بعيد عنها كل البعد، كما حدث مع هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص النظام الايراني، يعد اغتيالا لآمال العراقيين واستخفافاً بمشاعرهم، فهذا الشخص هو نفسه الذي اطال امد الحرب ومات الاف الاسري في معاقله اضافة الي تعويق وتشويه الاف اخرين منهم مازالوا يعيشون بيننا ويروون ما قاسوه من عذاب والم جراء سوء معاملتهم، وحتى لو تجاوزنا الماضي واغمضنا الطرف عن مدة النزاع وما رافقها من ضحايا وانتهاك لحقوق الاسرى ابان النظام السابق فلا نستطيع ان ننظر الي الحاضر بعيون عمياء، فكل هذا الدعم العسكري اللامحدود والرشاوى المالية التي تقبضها بعض الشخصيات السياسية والميليشيات التابعة لاشاعة الفوضى واغتيال الابرياء والقيام باعمال اجرامية يندى لها الجبين اضافة الي خلق المشاكل الحدودية ورفض الدخول في مفاوضات مباشرة لترسيم الحدود، اثبتت للعالم النيات الخبيثة والسياسة المؤذية التي يتبعها النظام الايراني تجاه العراق شعباً ووطناً، فهل يعقل وبعد كل هذه الدلائل والاثباتات ان نصف زيارة رمز من رموز ايران ( مهما كان منصبه وترتيبه مؤثراً او غير مؤثر) الي العراق بانها نعمة من الله وبركة !؟حبذا لو يكون كلام الرئيس لا يعبر عن مشاعره الحقيقية بل تعبير مبالغ جاء في لحظة نزوة او نشوة عابرة لتلطيف الجو وترطيبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بهارات رئاسية
Rashow Alias ( 2009 / 3 / 17 - 16:56 )
لاتسمع كلام الرئيس لان الرئيس نفسه يعرف انه كاذب في قوله او مبالغ في مدحه . وفي تلك اللحظة زادت عنده الحماوة الرئاسية

اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال