الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروسه (همر)

حامد الحمراني

2009 / 3 / 18
كتابات ساخرة


الزواج قسمة ونصيب، آمنت بالله ، ولكن ( الزفة) ليست كذلك، ومن العراقيين اذا رأى زفة عرس في الطريق او اي مكان فان لعابه يسيل حتى وان كانت حياته الزوجية نكد في نكد ، واعوذ بالله من الايجار وشاي الحصة (التنويمية) والتهجير القسري.
ومن الناس من يستغل فرحة الجميع ليرقص ترفيها عن نفسه ، فتراه يندمج في الزفة وان كانت لا تربطه بالعريس او العروسة اي ارتباط ، يمكن من باب ان له في المشاركة ( مآرب اخرى) ، وبالرغم من حرماننا من جماليات زفة ايام زمان العفوية ومعرفتنا مسبقا بان بدلة العرّيس ( ايجار) وطرحة العروسة ( استعارة) لكن كانت لها نكه خاصة ، اما الان فاننا ابتلينا بزفة اجبارية كلما صادفتنا الانسة (همر ) بنت السيدة ( دبابة ) المنحدرة من عشيرة آل( مارينز) فهي تجوب شوارعنا مساءا وصباحا ، فالجميع يشترك في الزفة قسريا ، فان توقفت يتوقفون سواءا كانوا راكبين سيارة منفست او كية او كانوا لابسين حزام الامان او نازعين حزامهم الناسف، واذا تحركت تحركوا في صفوف منتظمة ( صفا صفا........ فالغرب يحب التنظيم) ، وكنا قديما اذا تضايقنا نتّذكر ايام عرسنا لنزداد ( ما اعرف شنو)، الا ان زفة الانسة (همر) تذكرنا والحق يقال كاننا نساق الى السجن او الحرب او الى احدى محاكم النظام السابق بانتظار القاضي وهو يقول اول عشرة على اليمين اعدام وآخر خمسة على اليسار مؤبد.
وللامانة فان الانسة (همر) عنيفة سادية ، شكلها قبيح وهي رباعية الدفع مزودة باسلحة فتاكة ويقودها طاقم عسكري متمرس في اطلاق النار، ولانها لا تجيد الكلام كتبت يافطة على ظهرها تقول ( ابتعد عني 100 م فانا مخطوبة)، فاذا اقتربت منها اثناء الزفة ربما تقتلك بالرغم من الاتفاقية الامنية مع عشيرتها ، واذا شعرت(هي) بان سيارتك ليست اوتوماتيك ووجهك غير مالوف ربما تعتقلك بالرغم من ايمان والدتها ( دبابة) بحقوق الانسان ، واذا اصبح حظك عاثرا وصادف انك ذاهب الى مقر عملك فعليك الاتصال فورا بانك عالق لحين الانتهاء من الزفة ، اما اذا صادف انك ذاهب للسوق فعليك ان تعتذر من عائلتك والاكتفاء بوجبتين احدهما خبز وماء والاخرى ماء وخبز ..
والانسة همر تمشي ببطىء يمكن لرغبتها بالاستمتاع بمجموعة السيارات التي تقف ورائها او يمكن انها تريد ان تؤكد بعض المفردات الديمقراطية التي تفيد ( بان وراء كل ازدحام همر ) .
اخماس واسداس واسباع تترى على ذهني وانا جالس في الكيه التي بدا نصبها يكتمل بخصوص جلسة اللعن السرية والشتم العلني وبشكل توافقي وحسب الاستحقاقات الزمانية ، فتاخير ساعة يكفي شتم الانسة كوندليزارايز اما ست ساعات فانه لا يستثنى من الشتم حتى القوائم الخاسرة في الانتخابات الامريكية .
احد الركاب وكان يؤمن بالشفافية والتفسير السلمي للاشياء قال : ان هذا التاخير( بيه صالح)
فاعترض سائق الكية بشكل كبير وعنيف وبدأ الانفعال على وجهه واخذ يردد بعض العبارات من قبيل ( لعنة الله على العملاء ولعنة الله على الاحتلال ولعنة الله على الخونة) ، لم نعرف سبب ترديده هذه العبارات الا عندما عرفنا ان اسمه ( صالح).










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل