الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشطاء -الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة- يقيمون -نشاطا- لهم بفندق المنزه/خمسة نجوم

و. السرغيني

2009 / 3 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


فهل هو انحطاط الجمعية أم انحطاط التيارات العاملة بها؟ هل هو تهريب لأنشطة الجمعية مخافة النقد والانتقاد، أم هو اتساع في الرؤية وانفتاح على الساحة الراقية والدسمة؟.. تساؤلات دارت بمخيلتنا قبل أن نلجأ إلى كتابة هذه الملاحظات وغايتنا في ذلك، إلى جانب فضح التيارات الانتهازية المشرفة على هذا الشكل من الأنشطة، انتشال ما تبقى من المناضلين المبدئيين والشرفاء من مستنقع الانحطاط والإذلال الذي انغمست فيه الجمعية وفرعها بطنجة.
فيوم السادس من مارس، وتخليدا ليوم 8 مارس كيوم للنضال من أجل تحرر المرأة المغربية والعالمية، كان لنشطاء "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة" اختيار لا يشبه في شيء الخط الذي دأبت الحركة اليسارية المناضلة، على انتهاجه في إطار التخليد ليوم وذكرى نضالية من هذا الحجم.. اختيار ساقهم إلى أحد الفنادق الراقية بالمدينة ـ المنزه ـ ليُقيموا بها حفلهم استغلالا لقضية المرأة واختباء وراء شعارات الانبطاح والتمييع "محاربة العنف ضد النساء".
فمن الندوات الجماهيرية وحملات التعبئة والتحسيس بمشروع تحرر المرأة ضمن التحرر الشامل للكادحين المغاربة، من الوقفات والمسيرات الحاشدة والجمعيات واللجن النسائية باتحادات النقابات وبالمنظمة الطلابية المناضلة إوطم.. إلى محاضرات "الخمسة نجوم"، محاضرة رسمية ورجعية بامتياز مرٌرت حلقاتها بـ"اسم النضال" و"حقوق الإنسان" و"أوضاع المرأة"..الخ
سيبقى يوم السادس من مارس 2009 وصمة عار على جبين من نظٌم وأشرف على هذا الاحتفال المشبوه باسم المرأة والنضال من أجل قضيتها، فاليوم كان يوم تمييع للقضية وليس نضالا للتعريف بها، كان يوم للبذخ بالنظر لما تخلله من بهرجة وزردة فاقت كل التصورات.
كان السادس من مارس 2009 يوم للتطبيع العلني بين الجمعيات الحقوقية والسلطات، فمن خلال الجمعيات الحقوقية ـ الجمعية المغربية، هيئة المحامون، المحامون الشباب ـ تفتقت عبقرية اليسار "الطليعي" الانتهازي لينفتح أكثر من اللازم على فعاليات تنتمي لجهاز السلطة من أعوان وعناصر أمن خاص.. إلى الحد الذي وصل إلى استدعاء مسؤولي الضابطة القضائية ـ الرئيس المحلي ووكيل الملك ـ كمحاضرين في هذا الحفل التاريخي البهيج.
إنها قمة الانفتاح والإشعاع التي تقوم بها "الجمعيات الحقوقية" خدمة لقضايا المحرومين من حقوقهم "المتعارف عليها عالميا ودوليا"، إنها قمة "الأخلاق النضالية" التي يتم بموجبها محاربة المناضلين المبدئيين والميدانيين.
فلم تمض أكثر من أسبوعين على إحدى الندوات التي نظمتها "الجهات الحقوقية" بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة، ندوة أطرها أحد قياديي حزب الطليعة ـ عبد الرحمان بنعمر ـ محاولا خلالها متابعة ما تعرض له الشعب الفلسطيني مؤخرا بغزة من هجوم بربري وتقتيل وحشي على يد الآلة الحزبية الصهيونية المدعمة إمبرياليا وعربيا من لدن الأنظمة الرجعية الحاكمة.
وخلال النقاش والرد على ما تقدم به القيادي الطليعي من مغازلة للتيارات الظلامية، ومن تخريجات تراجعية عن خط الكفاح والمقاومة عبر التبشير بحل المتابعة الجنائية لقادة "الدولة الإسرائيلية"، تقدم الرفاق اليساريون من أنصار الخط البروليتاري الماركسي اللينيني، بانتقاداتهم لخطاب التراجع والانبطاح مشددين على تشبثهم بخط الكفاح والنضال إلى جانب القوى اليسارية الفلسطينية في إطار الثورة الاشتراكية الشاملة في المنطقة وفي العالم كله.
وضدا على هذه الانتقادات ثارت الببغاوات "الطليعية" التي لا تجيد سوى المديح للزعامات الزائفة التي انقضت مدة صلاحيتها من زمان، وعوض النقاش التجأت للتشويه والتشهير بمناضلي الخط البروليتاري بغطاءات "أخلاقية" لا علاقة لها بالنقاش وبالموضوع.
ذكٌرنا بهذا الحدث فقط للتذكير بالفرق بين الأخلاق النضالية والأخلاق الانتهازية، الأخلاق البرجوازية والأخلاق البروليتارية.. أخلاق اليساريين الحقيقيين الذين التزموا وما زالوا بقضايا العمال والبؤساء والكادحين، وبين اليساريين المزيفين الذين يتهافتون في أول فرصة على فتات موائد السلطة وتجار الدعارة والمخدرات..الخ
ذكٌرنا بهذا الحدث لنوضح موقفنا من هذا النزيف، ومن وتيرة التراجع المخيفة التي دفعت بـ"اليساريين الجذريين" وببعض ممن يدعون أنفسهم بـ"الثوريين" و"الماركسيين اللينينيين" الذين انخرطوا دون سابق إنذار في عمل وحدوي يجالسون فيه الجلادين وأجهزة القمع بدعوى "البحث عن الحقيقة" و"طي صفحة الماضي" و"محاربة العنف ضد النساء".
فلن أستغرب بعد الآن أمام هذه العلاقات السافرة بين قيادات "النضال الحقوقي" وقيادات السلطات القمعية، ولن يكون أدنى استغراب أمام القبلات المتبادلة بين النشطاء "الحقوقيين" وبين عناصر المخابرات.. ولو تم الأمر أمام أعين الحشود الممنوعة من التظاهر والاحتجاج.. أو المسلوخة سلخا في مناسبات سابقة.. لأن "الأخلاق الحقوقية" تقتضي هذا! عكس أن يتورط اليساريون الحقيقيون في ملفات تافهة جدا من قبيل "الضرب والجرح المتبادل"، "إهانة موظف"، "السب والقذف"، "إصدار شيك بدون مؤونة".. فهم، حسب "المعايير الحقوقية"، بدون أخلاق، بل "إن أخلاقهم هذه تتناقض مع الماركسية اللينينية" حسب تعبير أحد السماسرة "الحقوقيين" ممن اغتنوا في المدينة على حساب ما يتلقوه من فتات وعمولات من تجار السموم والمخدرات ولحوم البؤساء من البشر.
فالعبرة ليست بالتباكي على مآل اليسار واليساريين، ولا بالانبهار أمام تراجع التعاطف مع حركة اليسار ومبادرات اليسار.. العبرة في التقييم والمتابعة والنقد الدائم والمبدئي لممارسات اليسار ولانزلاقات اليسار النظرية والسياسية والميدانية.. وليس الاختباء وراء الطهرانيات الأخلاقية المزيفة والنبش في ملفات المناضلين الشخصية والخاصة جدا، للاحتفاظ بها وقت اللزوم لاستعمالها مقايضة، بالصمت عن النقد والانتقاد.
فلم يعد من السري ما يحدث في ردهات المحاكم، وداخل تجمعات "الحقوقيين" وانتخاباتهم، وكيف يتم التغاضي عن أصحاب السوابق في المتاجرة في المخدرات الصلبة، وفي سرقة مالية الجمعيات، وعن المتورطين في الدعارة والخيانة الزوجية، وفي الضرب والجرح وسط الحانات والجامعات.. نتف وفقط من "الأخلاق الحقوقية" العادية التي يتم قبولها وبرفاقية عالية إذا لم يتم المس بالمقدسات السياسية والنظرية لطرف من الأطراف.
لن نغلق هذا الباب وسنحاول قدر الإمكان تغليب الصراع السياسي والفكري على هذه التفاهات.. لكننا كذلك سنستمر في فضح الترهات والمنزلقات الانتهازية التي تتم باسم النضال السياسي والديمقراطي والاشتراكية و"حقوق الإنسان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تضليل الجماهير
guevari ( 2009 / 3 / 18 - 02:33 )
صراحة لا أفهم في تفيد ندوة أقيمت في فندق المنزه المرأة الكاحة التي حت و ان أرادت الحضور الى هده الندوة أكيد أنها ستمنع من الدخول. ولا أفهم كدلك فيما ستفيد هده الندوات نساء آيت عبدي اللواتي سقطن واحدة تلوى ألأخرى في ظروف أقل ما يقال عنها أنها بدائية فؤلاء المضللون و الترفيون و عملاء النظام هم أعداؤنا و نحن لهم بالمرصاد سنفضحهم و سنحاربهم.


2 - انه الانحطاط في ابهى اشكاله.....؟؟؟؟؟؟؟؟..
عبد الرحمان ( 2009 / 3 / 18 - 16:20 )
قد لانستغرب من الرداءة والانحطاط الدي وصلت اليه مايسمى- بالجمعية لحقوق الانسان-, -عفوا جمعية حقون الانسان البرجوازي ليس الا-, وخصوصا في الاونة الاخيرة , رغم العويل الصاخب من لدن القائمين عليها -اي الجمعية- والمتمترسين في هياكلها الوطنية وفروعها المحلية....عويل يدعي النقاء في كل شيء , بغية تصوير الجمعية بصورة الالية المناضلة , المخصبة لصراع الطبقات في المغرب...رغم ان التريخ يكدب اطلاقا هده المعزوفة.....؟؟؟؟ هدا العويل هو بالضرورة عويل انتهازي... قديم..الفناه.. , بدا ينكشف على حقيقته في هده الظرفية بالدات...... ..ظرفية لم يعد مطلوبا فيه سوى التمرغ في الممارسة الثورية باسئلتها الحارقة والمحرقة....... , ظرفية بات الانتهازيون من كل الاطياف , عاجزين كلية على السير ولو خطوة , على ارضية ماتمليه مطالب كادحي المغرب , من كفاحية عالية , ونضج نضالي عالي ومسؤول , في التعاطي مع نضالاتها ومطالبها .... حتى الجزئية منها.......هدا الوضع دفع بمجموعة من الانتهازيين الى العمل على تخريب جميع الاطارات المفروض فيه ان تكون مناضلة وافراغها من مضامينها الكفاحية...؟؟؟ فماجاء به الرفيق و.سرغيني في مقالته , ماهو الا حلقة-واعية- من حلقات السلسلة الطويلة, التي تريد اقبار وتخريب جل مواقع نضال الكادحين والتي لاتس

اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|