الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنيئا للعراقية هذا الترمل

جمال المظفر

2009 / 3 / 18
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


يحتفل العالم كل عام في الثامن من آذار بعيد المرأة ، ونحتفل نحن في العراق بهذه المناسبة ولكن بطقوس خاصة ، على وقع موسيقى جنائزية لجيوش الارامل وطوابير اليتامى ...
فالمرأة العراقية موشحة بالسواد اسوة بأرضها المكناة بأرض السواد ، ما ان تخلعه من جسدها حتى تعيده ثانية لان مصيبة اخرى قد نزلت على رأسها ، أو حربا كونية قد دخلنا في اتونها ، فساستنا مولعون بالحروب والعنتريات والرقص على حد السيف وافتعال الازمات والقاء الخطب والتباهي بالانتصارات التي تأكل من الضحايا مالاطاقة للمقابر والمصحات والمشافي على استيعابهم ...
المرأة العراقية تعاني التهميش والاقصاء وينالها العنف الاجتماعي والاسري ، وهناك احصائيات مرعبة عن جرائم قتل للنساء بدعوى غسل العار او الخروج على الاعراف والتقاليد ، واخريات ذهبن ضحايا لفتاوى التطرف الديني التي اباحت قتلهن لمجرد التبرج او سياقة السيارات او ارتداء ملابس تخل بالشريعة الاسلامية او الاختلاط في مكان عام ...
اما الجانب الاكثر كارثية فهو احتفالنا كل عام بهذا اليوم على وقع مليون ونصف المليون ارملة من ضحايا الحروب المتعاقبة التي قادتها الهرقليات الفارغة ، ناهيك عن جرائم الارهاب والعنف الطائفي الذي شهده العراق بعد احداث سامراء ... نساء فقدن ازواجهن في الحروب وتركن بلامعيل ، واعداد كبيرة منهن لايجدن فرص عمل او غير مؤهلات لممارسة اي عمل سوى التنظيف او الطبخ ، واخريات يتعرضن لمضايقات اثناء عملهن من قبل ارباب العمل او العاملين معهن طمعا في جرهن الى مآرب دنيئة على اعتبار انهن محرومات من مستلزمات الحياة الزوجية ..... والبعض منهن يوافقن على العمل بأجور زهيدة لمجرد توفير لقمة لاطفالهن وينتظرن صدقة او مساعدة من اقرباء او فاعلي خير ....
اكثر من مليون ونصف المليون ارملة يواجهن تحديات اجتماعية واقتصادية بالغة الصعوبة وسط تخلي المؤسسات الحكومية عنهن ، دون احتضان او اعادة تأهيل أوتوفير فرص عمل ، سوى بعض المساعدات المالية المذلة من شبكة الحماية الاجتماعية والتي لاتسد جزءا يسيرا من متطلبات الحياة ، فليس باستطاعة الارملة ان تدفع ايجارها الذي يصل الى عشرة اضعاف ماتتلقاه من معونات ناهيك عن شراء المشتقات النفطية والمواد الغذائية واجور النقل والتطبيب وغيرها من المستلزمات الاخرى ....
منظمات المجتمع المدني هي الاخرى تخلت عن هذه الشريحة الكبيرة سوى بعض المهرجانات الاعلامية وتوزيع هدايا مقابل صفقات مالية تدخل الى جيوب القائمين عليها ....
نشعر بالخجل ونحن نحتفل بعيد المرأة وكلنا عتب على النائبات في البرلمان والناشطات النسويات لعدم قيامهن بواجبهن تجاه الارامل والصراخ بصوت عال بوجه الحكومة للضغط عليها من اجل الاهتمام بهذه الشريحة والتي هي ضحية لطيش وعنتريات الحكومات المتعاقبة ولااحد مستثنى من القائمة ، فلكل منها دور في سحق الارامل وعدم احتضانهن وكأنهن شماعة اخطاء لافلاس خزينة الدولة التي توزع مواردها للايفادات والامتيازات والمكارم والهبات ونفقات الحرس والخدم والمرافقين ولمن يؤدون الدبكة الشعبية بكل زهو امام هذا المسؤول او ذاك ..
من المعيب يا ايها السادة ان يكون لدينا هذا الكم الهائل من الارامل واضعاف اضعاف هذا العدد من الايتام ولنا من الموارد مايكفي لاعادة تأهيلن واحتضانهن بدلا من دفعهن لممارسة الشحاذة واستعطاف الناس والمارة في الشوارع والتقاطعات ....
فلنستح ولو قليلا امام محنة الارامل والايتام وليعي الساسة بكل فئاتهم والوانهم واطيافهم ان هناك افواها جائعة تلتقط لقمتها من فم الاسود وماعليهم الا ان يراجعوا حساباتهم لا ان يبقى غضب الله والشعب يلاحقهم الى يوم الدين ...
من الممكن تقليص ميزانيات النواب والرئاسات والوزراء والدرجات الخاصة وضمها الى نفقات الارامل والايتام من اجل كسب رضا الله وبالتالي رضا الشعب بدلا من ان تبقى الشفاه تنبس بما لايليق بهم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تستطيع المراه انتزاع حقوقها
عزيز الملا ( 2009 / 3 / 17 - 20:04 )
الاستاذ العزيز جمال المظفر/تحيه لك
على المراه العراقيه ان تنهض لتاخذ دورها الللائق في المجتمع فهي تستطيع ان تنتزع بعض من حقوق الارامل عن طريق المنظمات النسويه والتي بدورها تستطيع ان تنظم المظاهرات والتجمعات وبالتنسيق مع وزارة المراه ووزارة حقوق الانسان والهجره والمهجرين والمجتمع المدني
ان عملا بارزا كهذا يستطيع ان يجعل الحكومه العراقيه تلبي مطالب النساء واعتقد ان رابطة المراه العراقيه جديره بان تاخذ زمام المبادره وتقوم بجولات لتثقيف النساء للمساهمه بتلك التجمعات والمظاهرات والاعداد لها بشكل مدروس ومسبق
تقبل تحياتي ومحبتي


2 - الارامل كارثة انسانية
جمال المظفر ( 2009 / 3 / 18 - 12:34 )
الاخ العزيز عزيز الملا
تحية طيبة
المشكلة يااخي ان اكثر المنظمات النسوية تعمل لاغراض ربحية ، فكثير من المنظمات النسوية تقيم مهرجانات لتوزيع بعض الهدايا التي لاتحل ولو جزءا يسيرا من معاناة الارامل..
اتمنى ان تشعر تلك المنظمات بمسؤولياتها تجاه الارامل ومايواجهنه من مشاكل جمة في الحصول على عمل
اما الحكومة فانها منشغلة في امور اخرى بعيدة عن معاناة الارامل
مصالحة البعثيين اهم من الارامل
وسبحان الله
جمال المظفر

اخر الافلام

.. حاجات مصريات يوثقن فرحتهن بأداء فريضة الحج


.. أستحي أن أعيش في بلد لا يحترم المرأة | بي بي سي نيوز عربي




.. مسرحية إدمان الإنترنت


.. ابتسام بوزايدي




.. دليلة شرعبي