الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!

عزيز الحاج

2004 / 4 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن جريمة برابرة الفلوجة تكشف من جديد عن مدى تعطش الصداميين وحلفائهم للدم ومدى انتهاكهم الوحشي لقيم الأرض والسماء. إن وحشية هؤلاء التي بلغت منتهى الخسة والجبن والبشاعة والانحطاط الخلقي، دليل على ما يضمره أعوان صدام هؤلاء للعراق لو عاد البعثيون للسلطة كما يريدون ويعملون تحت هتاف أهالي الفلوجة، وهم يحرقون الجثث ثم يطعمونها للكلاب بعد تعليقها: "بالروح بالدم نفديك يا صدام." لقد فقدوا الضمائر والأخلاق، وتحدوا الدين الذي يحرم التنكيل بالجثث. إنهم جبناء ومجرد وحوش آدمية يجب أن يتطهر منها العراق هم ومن على شاكلتهم من دعاة الاستبداد وعشاق قهر الآخر وعبدة الظلام.

في الخارج تواصل أموال العراق المنهوبة بالمليارات والموجودة تحت تصرف أفراد عائلة صدام وكبار أنصاره لتعبئة جيش من المحامين العرب والأجانب لإنقاذ الطاغية من العقاب العادل الذي يستحقه. وفي الداخل لا يزال الصداميون يواصلون مع القاعديين عمليات القتل والتدمير، وخط الشعارات الموالية له على الجدران والهتاف العلني باسمه، كما يفعل أهالي "المحافظة البيضاء"، وهي التسمية الصدامية لمناطق الفلوجة والرمادي التي كانت تقدم للطاغية آلافا من أعضاء وضباط المخابرات والحرس الجمهوري و"فدائيي صدام". و جريمتهم الهمجية الجديدة في الفلوجة لمدنيين أمريكان جاءوا لمساعدة مدينتهم نفسها تتجاوز الحد، وتفند كل دعوة مجانية للتسامح مع البرابرة والبربرية الصدامية والواقعين من مجرميها في الاعتقال.

إن هذه البربرية المنحطة والسافلة تشوه سمعة العراق وشعبنا وسمعة ومكانة مجلس الحكم وكل القيادات الوطنية والدينية الحريصة على مصالح العراق. إنها تحد صارخ للجميع ليعبروا في الشوارع والبيانات والقرارات عن كامل الإدانة والمطالبة بمعاقبة المجرمين بعد محاكمتهم فورا. وهي تحذير صارخ جديد للقيادات السياسية والنخب الشيعية خاصة لتتوقف عن تشجيع التعصب الطائفي والتدخل في شؤون الجامعات والكليات، وفرض الحجاب بالقسر والضغط وحجب وجه بغداد بالسواد مستغلين مناسبة دينية حزينة ومقدسة استغلالا سياسيا بأمل احتلال السلطة تحت شعار الإسراع بالانتخابات والتحريض على الدستور المؤقت بعد التوقيع عليه. وهم يتناسون أن الوحوش الصدامية لهم ولكل الشعب بالمرصاد بمباركة ودعم العديد من دول الجوار.

يا ترى أين الأحزاب والنخب الديمقراطية؟ وأين "جماهيرها" لتخرج في الشوارع أياما متحدية محترفي الجريمة من صداميين وقاعديين، ومنددين في الوقت نفسه بكل دعوة وشعار وثقافة وفتوى تشجع على التطرف المذهبي والديني، والعدوان على الآخر، المختلف سواء في الدين أو المذهب أو القومية أو الاتجاه الوطني؟ أجل أين أنتم يا رجالات الحكم والأحزاب والتنظيمات؟! ألا تستحق سمعة العراق في العالم تحركا عاما يبين الوجه الأخلاقي والإنساني لمعظم أبناء الشعب، ولكيلا نشعر بالخجل لكوننا عراقيين؟!

إن الجريمة هي في الوقت ذاته تقول للحكومتين البريطانية والأمريكية وللسيد بريمر:

"إنكم أيها السادة تتعاملون مع وحوش آدمية لا يستحقون غير العقاب الصارم العادل، وإن مجتمعنا ليس أمريكا ولا بريطانيا ولا سويسرا أو السويد. لقد دمر صدام الأخلاق والقيم الاجتماعية والإنسانية، والعراقيون في حاجة لسنوات حتى تتم تصفية مخلفات صدام، وإن حلكم للجيش بتهور كان خطأ، وإن إلغاءكم للإعدام كان عقوبة لضحايا صدام: فماذا يستحق القتلة المنكلون بالجثث البشرية والراقصون على الأشلاء غير العقوبة القصوى، التي يبررها هول الجريمة وإغراق مقترفيها في الإجرام والتذاذهم بهذه المهنة الدموية كما علمهم صدام وأثابهم على آثامهم بالعطايا والمناصب والسلاح والسيارات المترفة!

إن محاكمة من ثبتت عليهم الجريمة [وصورهم التلفزيونية شاهدة] محاكمة فورية وقانونية ضرورية لتلقين غيرهم درسا قد يتعظون به!!؟ وشكرا للتحالف ألف مرة على تحريره لشعبنا رغم نكران الجميل! وتحية لذكرى ضحايا الفلوجة، وإنهم لمن شهداء العراق رغم أنف القتلة، وتعزية قلبية لعائلاتهم ومعارفهم وحكومتهم .

إن طريق الديمقراطية في العراق طويل وشائك جدا، وإن المتسرعين لطبخ العملية على عجل لحسابات فئوية وشخصية يعملون [أرادوا أو لا] لغير صالح الشعب ومستقبله. فليأخذوا العبرة من برابرة الفلوجة لو كانوا يريدون الاتعاظ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم