الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا زالت السيوف التي حاربناكم بها في اغمادها

جورج حزبون

2009 / 3 / 19
القضية الفلسطينية


لم تعد كلمة تفاؤل ذات معنى للشعب الفلسطيني، فقد استعملت في كافة سنوات الكفاح، وكانت مجرد لفظة دبلوماسية، فقد وصلنا إلى حالة من الضياع والتدهور سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بشكل غير مسبوق، والحوار يجري لتوحيد جهدنا النضالي ونحن نتحدث عن تفاؤل.
إن القيادات الفلسطينية من مختلف المشارب لم تقرأ التجربة ولم تجري أي تغيير في الاستراتيجيةاو التكتيك، ورغم ما وصلنا إليه كشعب وكقضية ظلت القوى الوطنية والإسلامية تتفاعل بذات المناهج التي لم تفلح، والتي في الواقع حققت هزيمة، إذ ماذا يدعى الحال الراهن؟ بعد أربعين عاما من الاحتلال، اشتدت الأطراف، وضاق العيش، والفقر، وانحطت قيم وأعراف، وضاعت ارض، وزاد الاستيطان، والاعتقال والقتل والحصار، ثم ماذا بعد؟! لقد عملت قوانا الثورية؟؟ على قسمة الوطن، وتتحاور على توحيده، وإسرائيل تهضم كل يوم قطعة، وتغيب أية برامج موضوعية عن إنهاء الاحتلال؟ ناهيك عن شعار دولتين لشعبين، والشرعية الدولية حيث هي مواقف نتشبث بها قبل الغرق، وقبل تمادي الاحتلال لتنفيذ برنامجه في الترانسفير، أو التهجير الداخلي؟
الأخوة الأعداء يتحاورون في القاهرة، ضمن صيغة التصالح العربي السارية هذه الأيام،وتحاول جمهورية مصر التقاط (_الكستناء من النار) لعل في ذلك ما يوحد الفلسطينيين، ولكن لماذا يتوحد الناس؟! بالتأكيد على مواجه من يستهدفهم جميعا وهو الاحتلال، أين مواقعه المراتبية!!! جيفاراغادر الوزارة في كوبا لأنه وجدها صغيرة على الثائر!! والفلسطينيين مهتمين بالحصة من الكعكة، فهل من يدرك أن طبيعة النضال متغيرة سواء بالشكل أو المحتوى، وان عنصر الزمن فيها أساسي، وان الجغرافيا السياسية للعالم والإقليم ذات تأثير، وان كل تأخير يحمل متغيرات!؟!
في لقاء مع فضائية العربية يوم 13/3 قال احد أهم مفاوضين حركة حماس معقبا على الحكومة والانقسام أن كثيرا من الشعوب تعرضت للاحتلال وقواها الوطنية تبنت برامج مختلفة فمثلا في فرنسا حكومة فيتشي تعاملت مع الألمان، وحكومة ديغول رفضت وقاتلت وحققت النصر؟؟ وقد قارن حكومة(غزة)(المقالة) مع حكومة(رام الله)التي فاوضت الاحتلال.
إن هذا النفس وهذا الإدراك الذي لا زال قائما لا يمكن أن يفضي إلى اتفاق يستمر على الأرض، وهنا لا أتحدث نهائيا عن تفاؤل أو تشاؤم، وقد يخرج لقاء القاهرة عن ورقة اتفاق، يعقبها احتفال، يتوج في الدوحة،إلا أنه على الأرض لا فرصة له لعدة أسباب أهمها إن لقاء الثوار يتطلب لقاء البرامج بشكل جبهوي وهو برنامج الحد الأدنى، وهنا لا داعي لحوارات خارج الوطن، وبهرجة إعلامية، ومقاعد وثيرة، واستعراضات شخصية لا معنى لها، أما المهتم بالحصة فمكانه شركة استثمارية، أو بورصة ما، كذلك فان التراث لتوقيع مصالحة حسب العرف العشائري (وبوس اللحى)(وتطيب الخاطر) فهي مجالس وجاهات تنسى أن على الأرض دماء سالت وأحقادا قامت لا تنصفها مثل هذه الاجرءات والمحاصلة، إن الكفاح الوطني الفلسطيني يحتاج إلى تحديد هدف ضمن مفهوم الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وهذا هو الممكن والمتاح، في ظل المتغير، وقد تسمح معطيات متجددة لرفع سقف مطالبنا، لكن (م ت ف) بحكم التجربة وصلت بما وقعته وما طرحته في بيان الاستقلال، ما يشير إلى حكمة إدراك الواقع، وأقامت علاقات لحق بها ضرر، وظلت دائما سندا لشعبنا، أما التراجع تحت ذريعة غيبية( فلسطين وقف إسلامي) فهذه رسالة لالغاء ما تحقق والقفز في المجهول،ولم يكن يوما الشعار يعني إن صاحبه هو الصوب؟! بل إن الشعارات ظلت دائما تستخدم من العدو ضد شعبنا حين نرفعها بلا تروي، إن المتحاورين لا زالت سيوفهم في أغمادها، وان أي اتفاق بهذا الشكل مصيره الفشل حين لم يتحقق على الأرض وبالممارسة ما توقعه هذا أو ذاك الطرف.
وهنا فان الخيار الوحيد هو(م ت ف) ليبقى الجميع تحت مظلتها فهي الجبهة الوطنية الفلسطينية،قائدة نضال شعبنا وموحدته، وصاحبة برنامجه حتى الوطن المستقل، نحتاج إلى تفعيل، هذا مهم، أما تجاوزها فهو إهدار للتضحية واستخفاف بالتاريخ، وعدم إدراك لاهمية التجربة والمتغيرات، واستخداماتها سواء إقليمية أو دولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟