الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستمرار في الإنتقال أم إنتقال في الإستمرار: الجزائر في مفترق الطرق !!!

دندان عبد الغاني

2009 / 3 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في خضم دمقرطة الحياة السياسية، وفي ظل دولة الحق و القانون، و في إطار دولة الحكم الراشد تبقى الأوضاع السياسية في الجزائر مبهمة و تحمل أكثر من غموض و تحتاج لأكثر من تفسير، و هو ما يستدعي طرح السؤال التالي:
الجزائر إلى أين ؟!
ربما يزيد هذا التساؤل تعقيدا للأمور خاصة إذا علمنا أننا اليوم في عالم معولم تحكمه علاقات شبكية و نمطية كمحاولة لإيجاد صيغة موحدة أو نمذجة للأنظمة السياسية. هذا التعاقب على الوصفات التي تصدرها جهات معينة في الداخل أو الخارج، قد تكون الدولة متمثلة في النظام السياسي مشخصنة في الرجل الأول و المسؤول عن الدولة أو رئيس حكومتها أو وزيرها الأول أو قيادات جيشها أو جماعات مصالح فيها أو أطراف أجنبية أو شخص ما أو .......؟!
هذا يدفع أي متتبع للتطورات الآنية حول المشهد السياسي للجزائر و في مرحلة حاسمة متقدمة من أن يدخل في متاهة أو دوامة تنبئ عن هدوء يسبق العاصفة أو عن وجود بركان خامد سيشتغل و يشتعل ...
هل هي بوادر للإنفراج أم بوادئ للإنفجار، و هل أصبحت بوابة إفريقيا قادرة على تسيير شؤونها بنفسها بمنأى عن الوصاية الأمريكية و الغربية و بمرأى الأمم المتحدة، هل الديمقراطية في الجزائر تجسدت و ترسخت إن كانت موجودة فعلا، و هل أن نتائج الإنتخابات أصبحت معلومة أم محتومة، هل مراعاة حقوق الإنسان أصبحت مجرد شقوق أسنان ؟؟؟
ليست الإعتبارات الذاتية التي تقود لهذه الإشكاليات و النقاشات العقيمة أو العميقة إن شئتم بقدر ما هو إنتهاك صارخ لسيرورة الإنتقال الديمقراطي أو بالأجدر أن نسميه الإعتقال الديمقراطي، فالإعتقاد الموجود عند السلطة يبرز حسن النوايا، و الإنتقاد الدولي يبدي بعض المرايا، لكن الإمتداد الشعبي يشهد كل الزوايا في دولة الحق قبل القانون.
إذا كانت نوميديا الطائر الجريح قد خرجت من فترة إستعمارية حمراء إلى عشرية سوداء فالآمال تبقى بالنسبة للمواطن البسيط الذي هو اللبنة الأولى في مسألة التنمية الإنسانية أن يعيش في دولة الرفاه ليس كما يتصورها الغرب و لكن تكون ناجمة عن تركيبات ذهنية و تصورات محلية مواكبة للمتغيرات العالمية. ماذا يبقى للجزائر؟ فقد كانت حقل تجارب لكل الأساليب التاريخية من إستعمار؛ إرهاب؛ حرب أهلية؛ بيروقراطية؛ إستثمار أجنبي؛ فساد ؛ أحادية؛ تعددية، إشتراكية؛ ليبرالية؛ ديمقراطية؛ دكتاتورية؛ مديونية؛ فقر؛ بطالة؛ ركود و تضخم؛ عنف...............
هذه المفارقات جعلت المواطن الديمقراطي يعيش حالة من اللاأمن الإنساني و هو الذي ضحى و مازال يضحي بالغالي و النفيس في سبيل هذا الوطن، ألم يحن الوقت بعد للخروج من الأزمات؟
فكل الحسابات السياسية أخلطت أوراق المفكرين و الأكاديميين بل و السياسيين أنفسهم، فكيف يؤدي الوعي إلى عدم المشاركة السياسية التي أصبحت هوس السلطة، مع العلم أن الدارس في علم السياسة يجد أن الفرضية العلمية الصحيحة تقول بأن الوعي السياسي يؤدي إلى إرتفاع نسبة المشاركة السياسية، فكيف تكون خاطئة في حالة الجزائر، هل أن المنهج العلمي غير قابل للتطبيق لأنه يوصل لنتائج غير مرغوب فيها ؟
من الوعاء الإنتخابي إلى السوق السياسي، إلى شراء الأصوات، إلى الأرانب، إلى الحيوان السياسي، إلى تنافس غير شريف و غير عادل في الإنتخابات، سواء تعلق الأمر بمحليات أو تشريعيات أو رئاسيات !! فالجزائر إلى أين ؟؟
إذا كل ذلك يقدم دليلا ماديا ملموسا للتجربة الديمقراطية التي لم تكن في إحدى الموجات الثلاث لهانتنجتون، ربما قد تكون الموجة الرابعة أو الإستثنائية حتى و إن سلمنا بأن دول العالم الثالث تشهد نفس المتغيرات، لكن الجزائر بما تملكه من رأسمال بشري و إجتماعي يمكنها أن تصنف في دول المقدمة من خلال كفاءاتها لا بالإقتباس الحرفي للإصلاح و الإنصياع لحتميات العولمة، و أن تصبح مريض الوهم.
فأي كان الرئيس الذي سينتخب في الأيام القليلة القادمة لن تكون الجزائر على ما يرام بسبب تمركز السلطة و غياب المجتمع المدني الحقيقي الفعال و الفاعل الذي إبتلعته السلطة و لم يبقى إلا المواطن وحيدا يدور في الساحة السياسية يبحث عن بديل، مادامت الدولة الحديثة أي الدولة الديمقراطية هي دولة مؤسسات لا دولة أشخاص كما هو الحال بالنسبة للجزائر، تعمل في خدمة المصالح العليا لأفرادها و ليس للحفاظ على مكاسب النظام السياسي فحسب، يتتطلب الأمر بالنسبة للجزائر إعادة النظر في البنية السياسية التحتية و الفوقية للدولة من القاعدة للقمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال